رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بوليتيكو: التحول فى الخطاب الألمانى إزاء إسرائيل لن يوقف غزو رفح

ضحايا حرب غزة
ضحايا حرب غزة

اعتبرت صحيفة "بوليتيكو" أن التحول في الخطاب الألماني بشأن الحرب في غزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي من غير المرجح أن يؤثر على الأحداث على الأرض، خاصة فيما يتعلق بشن غزو بري لمدينة رفح الحدودية مع مصر، حيث إن انتقادات قادة الولايات المتحدة، أقوى حليف لإسرائيل، سلوك الأخيرة في الحرب المشتعلة منذ 7 أكتوبر، لم تغير من الوضع شيئًا.  

 

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها بعنوان: "هل يتأرجح دعم ألمانيا الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة؟"، إنه مع تصاعد الإنذار الدولي بشأن ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين في غزة، وحث زعماء العالم إسرائيل على الامتناع عن شن غزو بري لرفح، التي لجأ إليها أكثر من مليون ونصف فلسطيني، "يتعرض القادة الألمان لضغوط متزايدة لدفع الحكومة الإسرائيلية على تغيير مسارها".

 

وأضافت: تصريح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال زيارتها إلى القدس هذا الأسبوع بأن "أمن الشعب في إسرائيل لا يقل عن أهمية عن بقاء الفلسطينيين"، إلى جانب تحذيرها من الهجوم على رفح، يعكس تحولًا كبيرًا في الموقف الألماني الداعم بقوة للحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في غزة.

 

وقالت بيربوك، خلال رحلتها: "إذا بدأت إسرائيل عملية عسكرية موسعة في رفح، فستكون كارثة إنسانية يمكن التنبؤ بها". وقد رددت كلماتها صدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي أعرب في وقت سابق من هذا الأسبوع عن "معارضة فرنسا الصارمة للهجوم الإسرائيلي على رفح، والذي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية بحجم جديد".

 

 

 

التحول الخطابي لبيربوك، يحدث على خلفية الشكوك المتزايدة في النهج الألماني تجاه إسرائيل بين قادة العالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، حيث كان رؤساء الحكومات أكثر صراحة في انتقادهم للحملة العسكرية الإسرائيلية، وفق تقرير "بوليتيكو".

مطالب بمراجعة اتفاقية الشراكة التجارية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل

ولفتت "بوليتيكو" إلى أن الزعماء الإسبان والأيرلنديين يسعون إلى مراجعة اتفاقية الشراكة الحالية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي تحكم العلاقات التجارية بين البلدين، وسط مخاوف من أن إسرائيل قد تنتهك التزامات حقوق الإنسان المنصوص عليها في الاتفاقية. 

وأكدت أنه في حين الدعم لإسرائيل لا يزال أعلى بين الناس في ألمانيا منه في العديد من الدول الأوروبية الأخرى، إلا أنه تراجع على مدار الحرب، كما تظهر استطلاعات الرأي، خاصة مع تجاوز حصيلة الضحايا إلى أكثر من 28 ألف شهيد.

ورأت أنه في ظل هذه الخلفية المتغيرة، فإن السؤال هو ما إذا كان لبيربوك أي تأثير على السياسة الإسرائيلية في المقام الأول، خاصة أن قادة الولايات المتحدة، أقوى حليف لإسرائيل، ناضلوا من أجل التأثير على القادة الإسرائيليين وانتقدوا سلوكهم في الحرب بشكل أكبر بكثير، وقد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الرد العسكري الإسرائيلي بأنه "مبالغ فيه".

في هذا السياق، قالت الصحيفة: "كانت رحلة بيربوك إلى القدس هذا الأسبوع هي رحلتها الخامسة إلى المنطقة منذ هجوم 7 أكتوبر. وفي الداخل، أثارت الانتقادات، وخاصة من المحافظين، الذين زعموا أنها لم تنجز سوى القليل غير لفت انتباه الصحافة المحلية إليها".

وأضافت: "تحاول بيربوك ترسيخ مكانة ألمانيا كوسيط رئيسي في المنطقة، على الرغم من أنه ليس من الواضح أن هذه الجهود ستؤدي إلى نتائج ملموسة. والتقت خلال هذه الرحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى منذ بدء الحرب. واستمر الحديث لمدة 90 دقيقة، حثت خلالها نتنياهو على الانخراط في عملية السلام التي يشكك فيها بطبيعته".

وتابعت: "ولهذا السبب على الأرجح أوضحت بيربوك للصحفيين في القدس أن التضامن الألماني هو تعهد بدعم مصالح الشعب الإسرائيلي، وليس بالضرورة الحكومة التي تمثله الآن". وبالتالي ومع استمرار الحرب، قد يكون هذا "تمييزًا من غير المرجح أن يؤثر على الأحداث على الأرض".