فيلم "السرب" عودة قوية لسينما الحرب وترسيخ بطولة جديدة للجيش المصرى

تشهد السينما المصرية عودة قوية للأعمال الوطنية والحربية، وذلك من خلال فيلم "السرب"، الذي يخوض بطولته كوكبة من نجوم الفن، على رأسهم الفنان أحمد السقا، والمعروض حاليا بجميع دور العرض المصرية.

ويعد فيلم "السرب" واحدا من الأعمال الإنتاجية الضخمة التي ترصد إحدى بطولات القوات الجوية المصرية ضد جماعة "داعش" في ليبيا عقب العملية الإرهابية التي نفذت في درنة، وذلك انتقاما وثأرا لشهداء الوطن من القوات المسلحة المصرية.

فيلم "السرب" يعيد سينما الحرب من جديد ويرسخ بطولة جديدة للجيش المصرى

وللأفلام الوطنية عامل مهم في تنمية الروح الوطنية للشعب المصري، وتوثيق بطولات الجيش والشرطة المصرية في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار لمصر ولشعبها، ورسالة للعالم بأن مصر دولة قوية لا يستطيع أحد أن يمس أمنها القومي.

وكانت بداية الأعمال الوطنية الحديثة بفيلم "الممر"، للمخرج شريف عرفة، وعرض في عام 2019، والذي استطاع أن يقدم خلاله صورة مختلفة عن الأعمال الوطنية التي اعتاد أن يشاهدها الجمهور المصري والعربي لسنوات عديدة، خاصة بعد أن كادت مثل هذه الأعمال أن تختفي تماما، ليعيد "الممر" الحياة للأعمال الوطنية الحربية بصورة تتماشى مع الأفلام العالمية التي تستهوى قطاعا كبيرا من الجمهور؛ نظرا لضخامة الإنتاج وتنفيذ مشاهد المطاردات الحربية والعسكرية بشكل واقعي وحقيقي.

ويعود سر نجاح فيلم "الممر" إلى تركيزه على عملية واحدة فقط، وهي المرحلة الزمنية منذ حرب 1967 وحتى الأوقات الأولى من حرب الاستنزاف، ما جعل الجمهور يتعرف على قصص جديدة من بطولات الجيش المصري ويعيش أجواء مختلفة عن الأعمال التي قدمت عن حرب أكتوبر بشكل عام، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة التي شاهدنا بها العمل في تنفيذه والتي كانت تغيب عن السينما المصرية، واستطاع العمل أن يحول فكر العديد من المنتجين والمخرجين والاتجاه لمثل هذه الأعمال العظيمة، لنشاهد هذا الانعكاس في العام التالي 2020 بمسلسل "الاختيار" الجزء الأول، والذي كان بمثابة عودة قوية لهذه النوعية من المسلسلات التليفزيونية، والتي استمرت من وقتها، مرورا بالجزءين الثاني والثالث من "الاخيار"، ومسلسل "الكتيبة 101"، و"هجمة مرتدة"، وصولا للعام الجاري بمسلسل "مليحة".

وتعتبر أهمية الأعمال الوطنية والحربية السينمائية في تنمية الحس الوطني، وليس بالضرورة أن يكون هدفها شن الحرب على أعداء مصر بمختلف مسمياتهم، ولكن لتكون لها أهمية سياسية اجتماعية، وتزيد من المعلومات والمعرفة لدى الجمهور.

ومن أهم أسباب نجاح الأعمال الوطنية الدعم الذي تقدمه القوات المسلحة والشئون المعنوية في توفير كافة الإمكانات اللوجستية، من طائرات ومعدات ومدرعات حربية ومواقع تصوير حقيقية، والتي تجعل العمل أكثر مصداقية، خاصة أنه من الصعب أن تتوافر من قبل أي جهة إنتجاية.

ويتناول فيلم "السرب" قضية الإرهاب بصورة شاملة والتصدي له من أجل الوطن والثأر، ويرصد الضربة الجوية المصرية لمواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، خاصة بعد واقعة ذبح 21 مصريا في ليبيا في عام 2015 على أحد شواطئ البحر المتوسط واختلاط دمائهم الطاهرة بمياه البحر، كما يرصد العمل تدمير 13 موقعا للجماعات الإرهابية في عدة مواقع مختلفة.

وتم تصوير فيلم "السرب" في عدة مناطق، بين طريق مصر إسكندرية الصحراوي وصحراء الفيوم ومنطقة رأس بولهو غرب مطروح والسويس وعدد من المواقع الحيوية. 

ويشارك في بطولة فيلم "السرب" نخبة كبيرة من نجوم الفن، منهم: النجم أحمد السقا بدور على المصري، الذي يقدم دورا في عمق الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى عدد من النجوم الذين يشاركون في دور طياري السرب الذي نفذ المهمة العاجلة في عمق الأراضي الليبية لضرب عدة مواقع لداعش في مدينة درنة الليبية، وهم: آسر ياسين الذي يقدم دور مقدم طيار هشام جلال، وكذلك الفنان كريم فهمي ويقدم دور مقدم طيار رفاعي، والفنان أحمد حاتم ويقدم دور مقدم طيار مهتدي الشاذلي، والفنان محمود عبدالمغني في دور العقيد جمال صقر قائد السرب، والفنان شريف منير الذي يقدم دور قائد القوات الجوية الذي يعطي تعليماته مباشرة للسرب لتنفيذ المهمة التي أمر بها الرئيس، ويجسد الفنان دياب شخصية قائد جناح عسكري في تنظيم داعش الإرهابي.