رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب العدوان الإسرائيلي.. كيف تحولت الولادة إلى كابوس في غزة يهدد الفلسطينيات؟

غزة
غزة

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة جعلت الولادة كابوسا للفلسطينيات والعائلات في القطاع بعد أن كان الأمر مصدر فرحة وبهجة للأسر في القطاع.

ورصدت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها معاناة الفلسطينيات مع الولادة في ظل انهيار القطاع الصحي في غزة جراء الحرب وعدم وجود أي خدمات أو علاج سواء للأم أو طفلها الوليد.

آلام الولادة في غزة تحت القصف الإسرائيلي

ومن بين القصص التي رصدها التقرير قصة "ولاء" التي خشيت من ولادة طفلها الرابع فالأسرة بأكملها مذعورة بسبب ما ينتظرهما فلا يوجد سيارات إسعاف في شوارع مدينة رفح بغزة، وهى الآن مكتظة بالعائلات النازحة لدرجة أنه لم يبق أي طعام تقريبًا متاحًا للشابة البالغة من العمر 27 عامًا.

وقالت ولاء إنه عندما وصل عمها وسام، الطبيب، إلى الخيمة التي عاشت فيها لأسابيع في ظل البرد، رأى أن الوقت قد نفد ويجب إجراء عملية الولادة دون اي إمكانيات طبية وحتى أنه أجرى لها عملية الولادة في الظلام وعلى ضوء الهاتف المحمول فقط.

وأكدت "واشنطن بوست"، أن الكارثة الإنسانية التي أحدثتها الحرب الإسرائيلية المستمرة مذ ثلاثة أشهر ضد غزة غير مسبوقة حيث يوجد نحو 52 ألف امرأة حامل في القطاع يواجهن مصيرا غامضا ومرعبا.

وأضاف التقرير "بينما تدفع الغارات الجوية 1.9 مليون شخص إلى زاوية أصغر من أي وقت مضى من الجيب المحاصر، ينتشر المرض، وتلوح المجاعة في الأفق، وترتفع مستويات فقر الدم إلى درجة أن خطر حدوث نزيف ما بعد الولادة ارتفع بشدة، وغالبًا ما تكون الرضاعة الطبيعية مستحيلة"، مشيرة إلى أن 40 % من حالات الحمل عالية المخاطر، وفقا لتقديرات منظمة كير الدولية.

واكدت "واشنطن بوست" أن رعاية ما قبل الولادة تكاد تكون معدومة فما تبقى من شبكة مستشفيات غزة انهار تماما، حيث تعمل بنسبة 250% من طاقتها، كما أنها مستهلكة أعلى من طاقتها القصوى في ظل الأعداد الكبيرة من الضحايا بسبب القصف الإسرائيلي، فقد بلغ عدد النساء اللاتي يلدن خارج المرافق الطبية في مخيمات النازحين، وحتى في الشوارع أكبر بكثير ممن تلدن داخل المستشفيات.

انهيار قطاع الصحة في غزة يهدد صحة الأمهات والأطفال

وأشار التقرير إلى أن الأضرار التي لحقت بالمرافق وانقطاع الاتصالات تركت وزارة الصحة في غزة غير قادرة على جمع بيانات موثوقة عن وفيات الرضع أو الأمهات أثناء الوضع لكن الأطباء وجماعات الإغاثة يقولون إن حالات الإجهاض وحالات الوفاة قد ارتفعت بدرجة كبيرة.

وأوضحت "واشنطن بوست" أن الحصار الذي فرضته إسرائيل منذ 16 عامًا على القطاع بعد سيطرة حماس على غزة جعل الحمل والولادة أكثر صعوبة بالنسبة للأمهات الحوامل، فقبل الصراع الحالي، كانت المستشفيات تفتقر في كثير من الأحيان إلى المعدات والتدريب المناسبين للعاملين في مجال الأطفال حديثي الولادة، وفقا لمنظمة المعونة الطبية للفلسطينيين، وكان أكثر من نصف النساء الحوامل يعانين من فقر الدم.

فيما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الجمعة أن ما يقرب من 20 ألف طفل ولدوا في غزة خلال الأيام الـ 105 الأولى من الحرب مشيرة إلى أن التأخير في تسليم الإمدادات المنقذة للحياة، أدى إلى إجراء بعض المستشفيات عمليات قيصرية دون تخدير.