رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس بنكراسيوس

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس بنكراسيوس، الشهيد، والذي استشهد في روما على الأرجح في اضطهاد ديوقلسيانس، ولعله استشهد في السنة نفسها وفي اليوم نفسه مع ناريوس وأكيليوس. ويقول التقليد إنه استشهد وعمره 14 سنة. شيد البابا "سِماك" كنيسة على قبره.

وذلك بالإضافة إلى تذكار القدّيسَين ناريوس وأكيلّيوس، الشهيدَين، اللذان كانا جنديان في الجيش الروماني في زمن الإمبراطور ديوقلسيانس. تركا الجندية واعتنقا الإيمان المسيحي، فحكم عليهما بالموت بقطع الرأس، في روما عام 304.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: اسمعوا جيّدًا، أيّها اليهود والوثنيين...؛ اسمعي يا جميع ممالك الأرض! لا أمنع تسلّطكم على هذا العالم، "لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم". فلا تستسلموا للخوف الأخرق الذي تملّك هيرودس عندما أعلنوا له عن ولادتي... كلاّ، قال المخلّص: "لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم". تعالوا جميعًا إلى مملكة ليست من هذا العالم؛ تعالوا بالإيمان؛ فلا يجعلكم الخوف قساة القلوب. صحيح أنّ ابن الله قال، بكلام نبويّ، متحدّثًا عن الآب: لقد مسحني الآب مَلِكًا "عَلى جَبَلي المُقَدَّسِ صِهْيون". لكنّ صهيون وهذا الجبل ليسا من هذا العالم.

ما هي مملكته إذًا؟ إنّها الناس الذين يؤمنون به والذين قال عنهم: "لَيسوا مَنَ العالَم كَمَا أَنِّي لَستُ مِنَ العالَم". لكنّه يريدهم أن يكونوا في العالم؛ فهو صلّى للآب وطلب منه: "لا أَسأَلُكَ أَن تُخرِجَهُم مِنَ العالَم بل أَن تَحفَظَهم مِنَ الشِّرِّير". لأنّه لم يقل: ليست مملكتي في هذا العالم بل: "لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم. لَو كانَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم لَدافعَ عَنِّي حَرَسي لِكي لا أُسلَمَ إِلى اليَهود. ولكِنَّ مَملَكَتي لَيسَت مِن ههُنا".

والحقيقة أنّ مملكته هي هنا على الأرض حتّى نهاية العالم؛ فإلى حين الحصاد يبقى الزّؤان ممزوجًا مع الزرع الطيّب .. ليست مملكته من هذا العالم لأنّه مثل المسافر في هذا العالم. كما قال للذين يملك عليهم: " أَنَّكم لَستُم مِنَ العالَم إِذ إِنِّي اختَرتُكم مِن بَينِ العالَم". كانوا إذًا من هذا العالم، قبل أن يكونوا مملكته وكانوا ينتمون لأمير هذا العالم.. وينتمي كلّ مَن ينحدر من ذريّة آدم الخاطئ لهذا العالم؛ أمّا كلّ مَن تجدّد بالرّب يسوع المسيح، فهو ينتمي لمملكته ولا يعود من هذا العالم. "فهو الَّذي نَجَّانا مِن سُلْطانِ الظُّلُمات ونَقَلَنا إلى مَلَكوتِ ابنِ مُحَبَّتِه".