رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نيويورك تايمز: الهجوم الإيراني على إسرائيل بداية مرحلة جديدة من الصراع بالمنطقة

الهجوم الإيراني
الهجوم الإيراني

أكد مسؤلون وخبراء دوليون، أن الضربات الإيرانية على إسرائيل، يوم السبت، ستفتح فصلًا جديدا خطيرًا للصراع في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن طهران لا تريد حربًا أوسع نطاقًا، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت إيران أو إسرائيل ستختاران تصعيد الصراع الذي أصبح أكثر مباشرة وخارجا عن الظل كما كان في السابق، وذلك وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

نيويورك تايمز: إيران انتقمت مباشرة من إسرائيل

وأوضح مسؤولون ومحللون أن إيران انتقمت بشكل مباشر من إسرائيل لمقتل جنرالاتها في العاصمة السورية دمشق، بهجوم ضم أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ يهدف إلى استعادة مصداقيتها وقدرتها على الردع.

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها إنه بعد أن هاجمت إيران إسرائيل، فإنها سترغب في تجنب حرب أوسع نطاقا، لأن الإيرانيين استهدفوا المواقع العسكرية فقط في محاولة واضحة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين وأعلنوا عن هجومهم قبل وقت طويل. 

 ضربة دمشق كانت نقطة انعطاف استراتيجية

وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الحكومة الإيرانية خلصت إلى أن ضربة دمشق كانت نقطة انعطاف استراتيجية، حيث أن الفشل في الانتقام سيحمل معه سلبيات أكثر من الفوائد.

 وأضاف: "من خلال القيام بذلك، فإن حرب الظل التي تشنها مع إسرائيل منذ سنوات، تهدد الآن بالتحول إلى صراع حقيقي ومدمر للغاية، وهو صراع يمكن أن يجر الولايات المتحدة".

وقالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس" إن الإيرانيين اختاروا كشف خدعة إسرائيل وشعروا أنهم بحاجة إلى القيام بذلك، لأنهم يعتبرون الأشهر الستة الماضية بمثابة جهد متواصل لإعادتهم إلى الوراء في جميع أنحاء المنطقة.

طهران رسمت خطأ أحمر أمام إسرائيل

وأوضحت فاكيل أن طهران رأت ضرورة رسم هذا الخط الأحمر والتوضيح لإسرائيل أن إيران لديها خطوط حمراء ولن تستمر في التسامح.

 وتابعت إن الجانبين الآن في مواجهة حيث كان كلاهما على استعداد للتصعيد على الرغم من معرفتهما أن ذلك سيسبب أضرارًا جسيمة لهما، لكن في الوقت نفسه، تغيرت المعادلة القديمة، حيث تضرب إسرائيل وإيران بعضهما البعض بشكل مباشر، على أراضي كل منهما، وليس من خلال وكلاء في الخارج.

 وكان القادة الإيرانيون قد أكدوا، أمس، أن العملية العسكرية ضد إسرائيل انتهت، لكنهم حذروا من أنهم قد يشنون عملية أكبر اعتمادا على رد فعل إسرائيل.

 إيران تلقت الضربة تلو الأخرى من إسرائيل لسنوات طويلة

وبحسب الصحيفة تلقت إيران ضربة تلو الأخرى من إسرائيل لسنوات طويلة تمثلت في اغتيال علمائها النوويين وقادتها العسكريين، وتنفيذ تفجيرات في قواعدها النووية والعسكرية، وشن الهجمات الإلكترونية، والتسلل الاستخباراتي، والسرقة المحرجة للوثائق النووية، والهجمات الأخيرة على بنيتها التحتية الحيوية.

وأضافت"لكن منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، كثفت الأخيرة هجماتها على المصالح الإيرانية والقادة الإيرانيين في سوريا، فمنذ ديسمبر الماضي فقط اغتالت إسرائيل ما لا يقل عن 18 قائدًا وعسكريًا إيرانيًا من فيلق القدس.

وأكدت "نيويورك تايمز"، أن طهران شعرت بأن عليها الرد، حتى لو أدى هجومها إلى دعم أمريكي قوي ودعم دبلوماسي غربي واسع النطاق لإسرائيل، مما خفف بعض التوتر عن إسرائيل بسبب حربها في غزة، على الأقل مؤقتا، وعزل إيران مرة أخرى.

 

بداية فصل جديد في الحرب الطويلة بين إسرائيل وإيران

وتمثل الضربة الإسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، والتي أعقبتها ضربة إيرانية مباشرة على إسرائيل، فصلًا جديدًا خطيرًا في الحرب الطويلة والخفية أحيانًا بين إسرائيل وإيران.  

ووفق الصحيفة تشير إيران على نحو متزايد إلى برنامجها النووي الذي يتوسع بسرعة، والذي أدى إلى تخصيب اليورانيوم إلى ما يقرب من درجة صنع الأسلحة النووية، باعتباره رادعًا ضد إسرائيل، في حين تنكر في الوقت نفسه أن لديها أي نية لبناء سلاح نووي، لكن الخبراء يعتبرون إيران على نحو متزايد دولة على عتبة امتلاك أسلحة نووية، وقادرة على إنتاج مواد نووية صالحة لصنع أسلحة نووية في غضون أسابيع.

وأكد أربعة مسؤولين إيرانيين للصحيفة أن علي خامنئي، المرشد الأعلى والقائد الأعلى للقوات المسلحة أمر نفسه بتوجيه ضربات إلى إسرائيل من داخل إيران لإرسال رسالة واضحة مفادها أن إيران تتحول من "الصبر الاستراتيجي" إلى الردع الأكثر نشاطا.

وشدد المسؤولون على أن العملية الإيرانية تحمل رسالة واضحة إلى إسرائيل وحلفائها مفادها أن قواعد اللعبة قد تغيرت، ومن الآن إذا ضربت إسرائيل أي أهداف إيرانية أو قتلت أي إيرانيين، فطهران على استعداد لضربها بشكل كبير ومن أراضيها.

وقال ناصر إيماني، المحلل البارز المقيم في طهران للصحيفة إن إيران تمتلك الآن ردودها الخاصة فقد انتهت أيام العمليات السرية والصبر على إسرائيل، مشيرا إلى أن إيران أرادت اغتنام ما اعتبرته "فرصة ذهبية" للانتقام بهذا النطاق، لأن إسرائيل تتعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب غزة، بما في ذلك من قبل حلفائها الرئيسيين، مثل الولايات المتحدة.