موقف ترامب من حظر الإجهاض يثير المخاوف ويهدد مصيره فى انتخابات الرئاسة
قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إنه سيعلن اليوم عن موقفه من حظر عمليات الإجهاض، بعد أشهر من رفض اتخاذ موقف بشأن قضية يمكن أن تحدد نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 التي يواجه فيها الرئيس الحالي جو بايدن.
وكتب دونالد ترامب المرشح الجمهوري المفترض على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به ليلة الأحد أنه يعتزم إصدار بيان حول "حقوق الإجهاض".
موقف ترامب من حظر الإجهاض
وقال ترامب للصحفيين الأسبوع الماضي إنه سيدلي ببيان بعد فترة وجيزة من سؤاله عن دخول حظر الإجهاض في فلوريدا لمدة 6 أسابيع حيز التنفيذ، وذلك وفق تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
ويرفض ترامب منذ أكثر من عام أن يقول متى سيحاول رسم الخط الفاصل أثناء الحمل لإجراء الاجهاض، حتى مع دخول الولايات التي يقودها الجمهوريون في موجة من القيود الجديدة بعد إلغاء قضية "رو ضد وايد" في عام 2022 والتي كانت تمنح حق الإجهاض.
ووفق الوكالة ستتم مراقبة موقف ترامب عن كثب من قبل الديمقراطيين الذين يعتقدون أن المعركة حول حقوق الإجهاض تساعدهم في صناديق الاقتراع والجمهوريين الذين فشلوا في دفع ترامب لتأييد حظر الإجهاض الوطني خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وكتب ترامب على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به "يجب إظهار الحب والرحمة الكبيرين حتى عند التفكير في موضوع الحياة، ولكن في الوقت نفسه يجب علينا استخدام الفطرة السليمة في إدراك أن لدينا التزامًا بخلاص أمتنا الذي يشهد تراجعًا خطيرًا حاليًا، للفوز بالانتخابات، والتي بدونها لن يكون لدينا سوى الفشل والموت والدمار".
وبحسب الوكالة لطالما زعم ترامب أن قرار المحكمة العليا الذي أبطل "قرار رو ضد وايد" أعطى الذين يعارضون حقوق الإجهاض "سلطة هائلة للتفاوض"، وقال إنه يريد استخدام هذا النفوذ للتوصل إلى اتفاق يأمل أن "يجعل كلا الجانبين سعيدًا" ويجمع البلاد "معًا".
وأوضحت الوكالة أن قضية الإجهاض واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة الأمريكية، حيث ينظر المعارضون إلى الإجهاض على أنه جريمة قتل بينما يرى المؤيدون للإجهاض أنه حق أساسي للمرأة.
واقترح ترامب الشهر الماضي في مقابلة إذاعية أنه يميل نحو دعم حظر الإجهاض الوطني عند حوالي 15 أسبوعًا من الحمل اي في أوائل الثلث الثاني من الحمل.
وقال لإذاعة WABC "يتفق الناس على 15 أسبوعا وأنا أفكر في ذلك، وسيصل الأمر إلى شيء معقول للغاية، ولكن يبدو أن الناس، حتى المتشددين يتفقون على ذلك".
وأوضحت الوكالة أن ترامب حاول إثارة الإجهاض طوال الحملة الانتخابية، فهو يُنسب إليه الفضل في تعيين قضاة المحكمة العليا الذين أبطلوا قضية "رو ضد وايد"، والتي وصفها بأنها "فظائع أخلاقية وغير دستورية"، ووصف نفسه بأنه "الرئيس الأكثر تأييدًا للحياة في التاريخ الأمريكي".
لكنه انتقد أيضًا زملاءه الجمهوريين مرارًا وتكرارًا لكونهم متشددين للغاية بشأن هذه القضية، وألقى باللوم على المرشحين الذين لم يسمحوا باستثناءات في حالات الاغتصاب وسفاح القربى وعندما تكون حياة المرأة الحامل معرضة للخطر بسبب خسائر الحزب في الانتخابات.
وفي المقابل يسلط الديمقراطيون وحملة الرئيس جو بايدن الضوء على القضية ويعملون على التمييز بينه وبين ترامب.
الأمريكيون يتمسكون بحق الإجهاض
وأظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن معظم الأمريكيين يعتقدون أن الإجهاض يجب أن يكون قانونيًا خلال المراحل الأولى من الحمل، فقد قال حوالي نصف البالغين في الولايات المتحدة إنه يجب السماح بالإجهاض عند 15 أسبوعًا، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة في يونيو الماضي.
وتظهر البيانات التي جمعتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الغالبية العظمى من حالات الإجهاض من عام 2012 إلى عام 2021 تم إجراؤها خلال الأسابيع الـ13 الأولى من الحمل.
وأنشأ قرار المحكمة العليا في قضية "رو ضد وايد" عام 1973 الحق الدستوري في الإجهاض حتى وقت الصلاحية، أي بعد حوالي 23 أو 24 أسبوعًا من الحمل.
