رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة اللاتينية تحتفل بتذكار القدّيس ستانسلاس

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول تذكار القدّيس ستانسلاس، الأسقف الشهيد، الذي  ولد في بولاندا نحو 1030. سيم كاهنا وخلف الأسقف لامبرتوس على كرسي كراكوفيا عام 1071. كان راعيا صالحاً لكنيسته فساعد الفقراء. وكان يزور كهنته في كل سنة. أمر الملك بولسلاوس بقتلِه لأنه كان يؤنبه. وكان ذلك عام 1097.

 وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "لِماذا تَبْكينَ أَيَّتُها المَرأَة؟"، أيها الربّ الممتلئ محبة، كيف تبحث عن معرفة سبب بكاء هذه المرأة؟ ألم تَرَك مذبوحًا بوحشية، تثقبّك المسامير ومُعلقًا على الخشبة كلصٍّ، وضحيةً لتهكّم السّفهاء وسخريتهم؟ كيف يمكنك أن تسأل إذًا "لِماذا تَبْكينَ أَيَّتُها المَرأَة؟" فهي عجزت عن اقتلاعك من براثن الموت، وأرادت على الأقل أن تطيّب جسدك وتحميه من الفساد أطول مدّة ممكنة... وفوق ذلك ها هي تعتقد أن حتى هذا الجسد الذي سرّها أنه كان ما زال بين يديها قد ضاع، ومعه ضاع كلّ أملٍّ لها، إذا لم تعد تملك ما أرادت أن تُبقيه ذِكرًا لك. كيف يمكنك إذًا أن تسألَها في تلك اللحظة، "لِماذا تَبْكينَ، أَيَّتُها المَرأَة، وعَمَّن تَبحَثين؟" .

أيها الربّ الصالح، ها هنا تلميذتك التي افتديتها بدمّك تعذّبُها رغبتُها في رؤيتك. فهل ستسمح بدوام هذا الألم لفترةٍ طويلة؟ والآن وقد هربت من الفساد، فهل فقدت الرحمة والحنان؟ والأن وقد وصلت إلى الخلود، فهل نسيت الرحمة والرأفة؟ كلا ثم كلا، فإن طيبتك العذبة أيها الصديق تدفعك إلى التدخّل بغير تأخير، حتى لا تستلم إلى مرارة القلب تلك التي تبكي ربّها. 

"مَريَم!" يا ربّ لقد ناديت أَمَتُك باسمها المألوف، وتعرَّفت هي توًّا على صوت ربّها المألوف. "مريم" كلمة عذبة فاضت بالرقّة والمحبة. وما كان من الممكن يا ربّ أن تقول ما قلّ ودلّ أفضل مما قلت، "مريم، أنا أعرف من أنت، وأعرف ما تريدين. أنا هنا! كفّي عن البكاء. أنا هنا، أنا من تبحثين عنه". وسرعان ما تغيّرت طبيعة الدموع: فكيف تكفف هذه الدموع، الآن وهي تسيل من قلبٍ يفيض فرحًا؟.