رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. المارونية تحتفل بذكرى القدّيستان دومنينا وأفدوكيا البعلبكيّة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر بذكرى القدّيستان دومنينا تلميذة مار مارون وأفدوكيا البعلبكيّة المعترفتان، ويشار الى ان القديسة دومنينا تِلميذةٌ مِن تَلاميذِ أبينا مارون في الجيلِ الخامس. يَذكُرُها المُؤَرِخُ المُعاصِرُ تِيودوريطُس قائِلاً:"كانَتِ مِن والِدَينِ غَنِيّين، تَرَكَت عائِلَتَها وتَنَسَكَت في كوخٍ حَقيرٍ مُقتَدِيَةً بِالمَسيحِ عَلى طَريقَةِ القِدِّيس مارون". ظَلّت في حَياة النُسكِ والتَقَشّفِ حَتى مَوتِها. فرغب كثير من النساء في طريقتها حتى كاد عددهن يربو على المئتين والخمسين عابدة. وقد ازدهرت هذه الرهبانية قروناً وعرفت برهبانية مار مارون النسائية. 

بينما القديسة افدوكيا كانت وثنية، سلكت طريق الفجور الى إن سمعت رجل يتلو المزامير ويقرأ نصًا حول الدينونة الأخيرة. فتابت واعتمدت على يد أسقف بعلبك وعاشت حياة النسك والتقشف مما ذاع صيتها وبلغ آذان بعض معارفها القدماء فساءتهم مسيحيَّتها. فوشوا بها أنَّها انقلبت على دين أمَّتها . وفي زمن حاكم بعلبك المدعو منصور قبض عليها وعمد من دون محاكمة الى قطع هامتها .

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "أمّا النبي ناثان، فبعد أن تشاور مع بَثْشَابَعُ، دخل معها ودافعا سويًّا عن مشروعهما أمام الشيخ، أمام الملك الحكيم داود الذي تقدّم في الأيّام"  وبهذه الطريقة مُسح سليمان ملكًا وٱسمه يعني "الربّ المسالم". وَصَعِدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَرَاءَهُ. وَكَانَ الشَّعْبُ يَضْرِبُونَ بِالنَّايِ وَيَفْرَحُونَ فَرَحًا عَظِيمًا حَتَّى انْشَقَّتِ الأَرْضُ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ لأن الملك أعلن "وَإِيَّاهُ قَدْ أَوْصَيْتُ أَنْ يَكُونَ رَئِيسًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا" . إنّ عمليّة مسح سليمان ملكًا هي من دون أدنى شكّ صورة مسبقة عن السرّ الذي أعلنه دانيال: "فجَلَسَ أَهلُ القَضاء وفُتِحَت أَسْفار. كنتُ أَنظر في رُؤيايَ لَيلاً فإِذا بِمِثلِ آبنِ إِنسان آتٍ على غَمامِ السَّماء فبَلَغَ إِلى قَديمِ الأَيَّام وقُرِّبَ إِلى أَمامِه. وأُوتِيَ سُلْطاناً ومَجداً ومُلكاً".

وبالتالي، فإنّ مبادرة نبيّ أدّت إلى مسح سليمان ملكًا، كما أنّ الرّب يسوع المسيح، ٱبن الله، إذ حقّق جميع النبوءات بمعناها الرُّوحي، عُرِف كملك مسالم، ملك مجد الآب، الذي يجذب الجميع إليه. مُسِح سليمان ملكًا في حياة والده، كما أنّ الرّب يسوع المسيح أُعلِن ملكًا من قبل الله الآب الذي لا يموت. نعم، جعله قطعًا ملكًا، "وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ"، ذاك الذي لا يموت ولن يموت. ولكن ما هو مذهل وفريد أنّ الرّب يسوع المسيح، وارث الآب الحيّ أبدًا والذي يجب ألاّ يموت قد ذاق الموت، مرّة واحدة وإلى الأبد؛ ثمّ عاد إلى الحياة ولن يذوق الموت بعد أبدًا.

هذا وترأس غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، صلاة القداس الإلهي، وذلك بكاتدرائية قلب يسوع الأقدس، بالقوصية.

شارك في الصلاة صاحبا النيافة الأنبا مرقس وليم، مطران إيبارشية القوصية للأقباط الكاثوليك، والأنبا دانيال لطفي، مطران إيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك.

شارك أيضًا عدد من الآباء الكهنة، والأخوات الراهبات، حيث عبر مطران الإيبارشية، عن سعادته، بزيارة غبطة البطريرك الأبوية للمرة الأولى.

وأكد الأنبا مرقس أن زيارة الأب البطريرك إلى إيبارشية القوصية، تحمل العديد من الرسائل الروحية، يأتي في مقدمتها: السلام، الذي يتطلع إليه الجميع، سلام الرب، الذي يفوق كل عقل، مضيفًا أن الفرح رسالة روحية غالبة، حيث فرحة أبناء الكنيسة، بافتقاد الراعي، والأب.

وفي كلمة العظة، أشار صاحب الغبطة إلى أن حياتنا الروحية تعتمد على أمرين مهمين: هما التأمل في كلمة الله بالكتاب المقدس، والمواظبة على ممارسة الأسرار المقدسة، خاصة سر الإفخارستيا، حيث الاتحاد الحقيقي بالرب، للنمو في معرفته، ومحبته، والحياة معه، داعيًا أبناء  الكنيسة، إلى مواجهة التحديات، التي يمتلئ بها الواقع برجاء، واثقين في نعمة الرب.

وفي ختام العظة، قدم نيافة الأنبا مرقس، هدية تذكارية، إلى بطريرك الأقباط الكاثوليك، بمناسبة زيارته الأبوية، واحتفالًا بتذكار سيامته الكهنوتية، كما تضمنت الذبيحة الإلهية أيضًا باقة من الترانيم الروحية، قدمها كورال الماء الحي، التابع للكاتدرائية.