رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكاثوليكية" تحتفل بذكرى القديستين مارانا وسيرا البتولتين والناسكتين

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديستين مارانا وسيرا البتولتين والناسكتين، وعلى خلفية الاحتفالات طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية، إنه خصص المؤرخ لثيودوريتوس القورشي فصلًا (التاسع والعشرون) من كتابه التاريخ الديني لمارانا وسيرا اللذان كانا على قيد الحياة عندما كتب عمله في حوالي عام 440م. وهن تلميذتي القديس مار مارون، وعلّق في مطلع الكلام عليهما بالقول انّهما بين النساء اللواتي: "جاهدن بعزيمةٍ ليست في شيء أقل من عزائم الرجال لأنّهن رغم طبيعتهن الضعيفة أظهرن من البسالة ما يضاهي شجاعة الرجال ".

وأضاف أن مارانا وسيرا تفوّقتا على جميع النساء في بطولتهما في الجهاد.. مدينتهما كانت حلب وانتماؤهما كان إلى طبقة الأشراف. تربّتا تربيةً راقية. لكنّهما تخلّتا عن كلّ شيء وجعلتا لهما حصناً صغيراً عند مدخل المدينة، وأوصدتا الباب بالطين والحجارة.

كانتا قد اصطحبتا معهما خادماتهما اللواتي رغبن في العيش على طريقتهما. وقد شيّدتا لهن ديراً صغيراً خارج حصنهما، ثم صارتا تُطلاّن عليهن من نافذة صغيرة وتدعيانهن إلى الصلاة فتُضرمان فيهن نار المحبّة الإلهية.. أما هما فعاشتا في الهواء الطلق دون غرفة ولا كوخ. طعامهما كان يصل إليهما عبر نافذة ومنها أيضاً كانتا تخاطبان النساء الآتيات لزيارتهما.. غير ان الزيارات كانت تتم في زمن العنصرة فقط. فيما عدا ذلك كانت المجاهدتان تلتزمان حياة الهدوء.

لم تعتد كيرا الكلام البتّة. وحدها مارانا كانت تكلّم الزائرات. كما اعتادتا حمل السلاسل الحديدية: الطوق في العنق والزنّار في الخصر والباقي في الذراعين والرجلين. كان جسم سيرا منحنياً إلى الأرض حتى لم تستطع ان تنتصب البتّة. وقد فتحتا لثيودوريتوس، وهو أسقف، باب موضعهما فشاهدهما وتعجّب.. كذلك أخبر أنّهما سارتا على هذا المنوال اثنتين وأربعين سنة.

لم تخبُ حرارتهما البتة. كانتا مستعدتين أبداً لتقبّل سقوط المطر والثلج عليهما وكذا حرارة الشمس بلا حزن ولا تذمّر.. صامتا، على غرار النبي موسى، أربعين يوماً لم تتناولا شيئاً من الطعام. فعلتا ذلك ثلاث مرّات..  كما صامتا صوم دانيال ثلاثة أسابيع.

ثم زارتا الأماكن المقدسة ماشيتين وبعد وصولهما الى أورشليم وزيارتهما جبل الجلجلة والقبر المقدس ومهد بيت لحم، بمنتهى الخشوع وذرف الدموع فلم تتناولا الطعام ذهاباً وإياباً إلا مرّةً واحد مع أن الرحلة استغرقت قرابة العشرين يوماً.. استمرتا في الجهاد وأضحتا زينة لجنس النساء ومثالاً لهن، الى أن نقلهما الله اليه نحو سنة 445مكمَّلتين بالفضيلة.