رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب انتشار الحروب والصراعات.. كيف ارتفع الإنفاق العسكرى العالمى؟

غزة
غزة

دخل العالم حقبة من عدم الاستقرار والتوتر المتزايد، مع ازدياد بؤر الصراع سواء بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية، أو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتزايد عدوانية الصين في بحر الصين الجنوبي.

هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه تقرير جديد صدر اليوم الثلاثاء، عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والذي سلط الضوء أيضًا على التوترات المتزايدة في القطب الشمالي، وسعي كوريا الشمالية للحصول على أسلحة نووية، وصعود الأنظمة العسكرية في منطقة الساحل الإفريقي، باعتبارها تساهم في "تدهور الأمن البيئي".

 قام مركز الأبحاث الذي يتخذ من لندن مقرًا له، بتجميع تقديراته السنوية للوضع العسكري العالمي على مدى السنوات الـ65 الماضية.

الوضع العسكري العالمي "أكثر تعقيدًا"

ووفقًا للتقرير المنشور على وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فإن الوضع العسكري والأمني العالمي ​​الحالي والمحتمل أيضًا أن يصبح أكثر خطورة، يتسم بالتطبيق غير العقلاني من جانب بعض القوة العسكرية.

وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الإنفاق الدفاعي العالمي ارتفع بنسبة 9% ليصل إلى 2.2 تريليون دولار لعام 2023،  مع تزايد المخاوف من أن الصين وغيرها من الدول القوية عسكريًا قد تحاول فرض إرادتها على جيرانها بسبب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا الذي يدخل الآن عامه الثالث.

وكانت الزيادة أكثر حدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي دعم أوكرانيا باعتبارها حصنًا ضد المزيد من التوغلات الروسية في أوروبا.

زيادة الإنفاق العالمي العسكري 

 ووجد المعهد أن بعض الدول - دون الولايات المتحدة الأمريكية- الأعضاء في الحلف زادت إنفاقها العسكري بنسبة 32% منذ غزت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014.

وحقق عشرة أعضاء أوروبيين هدف الحلف المتمثل في إنفاق 2% من الناتج الاقتصادي على الدفاع في العام الماضي، مقارنة بدولتين فقط في عام 2014، بحسب المعهد المذكور.

فيما حظي الإنفاق الدفاعي الأوروبي باهتمام متجدد في الأيام الأخيرة بعد أن قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أمام تجمع انتخابي إنه عندما كان رئيسًا، أخبر إحدى دول الناتو التي لم يذكر اسمها أنه سيشجع روسيا على مهاجمة أعضاء التحالف الذين لم يفوا بالتزاماتهم التمويلية.

وأثارت تصريحات ترامب قلقًا عميقًا بين أعضاء الحلف مثل بولندا، حيث تتزايد المخاوف بشأن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا المجاورة.

الخسائر العسكرية بسبب تزايد بؤر الصراع العالمية

إحدى النتائج الرئيسية للتقرير هي أن روسيا فقدت حوالي 3000 دبابة قتالية رئيسية خلال القتال في أوكرانيا، أو ما يقرب من العدد الذي كان لدى موسكو في مخزونها النشط قبل بدء الغزو الشامل في فبراير 2022.

وبينما قامت روسيا بتجديد قواتها من خلال سحب 2000 دبابة قديمة من مخازنها، تعتمد الحكومة الأوكرانية في كييف على الدول الغربية لتوفير الذخيرة والأسلحة التي تحتاجها لصد جارتها الأكبر.

وقالت المؤسسة البحثية: "لكن كييف واصلت أيضًا إظهار براعتها بطرق أخرى، باستخدام الأنظمة الغربية والمطورة محليًا لوضع أسطول البحر الأسود الروسي في موقف دفاعي"، مشيرة إلى استخدام أوكرانيا "المركبات البحرية" بدون طيار.

وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا بدأت تؤثر على التخطيط العسكري في بلدان أخرى، وعلى وجه الخصوص، أدركت العديد من البلدان أنها بحاجة إلى زيادة إنتاج المعدات العسكرية وبناء مخزونات أكبر من العتاد في حالة اضطرارها إلى خوض حرب طويلة الأمد.

وقال التقرير: إن عقلية "الاستجابة في الوقت المناسب" التي استمرت لما يقرب من ثلاثة عقود تفسح المجال أمام نهج "الاستجابة في الوقت المناسب"، على الرغم من أن تحقيق هذه الطموحات يمثل تحديًا.