رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير: تهديدات ترامب بشأن التزامات أمريكا تجاه الناتو زادت قلق أوروبا

ترامب
ترامب

أكدت تقارير أوروبية أن تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن التزامات الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستؤدي إلى زيادة القلق في أوروبا بشأن سحب الولايات المتحدة الدعم العسكري عن أوكرانيا إذا أعيد انتخاب ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) "بي بي سي" إن موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه حلف الناتو ليس جديدا، فطالما انتقد حلف شمال الأطلسي "الناتو" حيث يعتبره عبئا ماليا مفرطا على الولايات المتحدة لضمان الدفاع عن 30 دولة أخرى، وهدد بسحب الولايات المتحدة من الحلف، وتشاجر مع زعماء الدول الأعضاء الأخرى.

وقال ترامب ضمن حملته في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 أن أحد التزامات حملته الانتخابية هو إعادة تقييم "هدف الناتو ومهمته" بشكل أساسي.

وأوضح خبير الدفاع والأمن والمحلل السابق في حلف شمال الأطلسي الدكتور باتريك بوري لـ"بي بي سي" أن ترامب يعكس الغضب في الولايات المتحدة من أن بعض دول الناتو الأوروبية لا تنفق 2% من ميزانيتها على الجيش كما يريد الناتو، وأضاف أن التعامل بقسوة مع الحلفاء في حلف الناتو أمر صحيح، لكن الأمر كله يعتمد على المدى الذي ستذهب إليه، فهذه التعليقات مبالغ فيها، لكنه قال إن مثل هذه التصريحات كان لها تأثير في وقت وضعت فيه روسيا اقتصادها على حافة الحرب وتجاوز إنفاقها العسكري إنفاق الدول الأوروبية.

ترامب يهدد دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا

وذكر باتريك بوري أن روسيا شنت غزوها واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022 بعد ترك ترامب لمنصبه، وقد تحسر منذ ذلك الحين على حجم الأموال الأمريكية المرسلة إلى أوكرانيا، وهي ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي، حيث قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا دعمًا ماليًا "أكبر من أي دولة أخرى" بإجمالي أكثر من 44 مليار دولار منذ  عام 2022، وفقًا لأرقام البيت الأبيض في ديسمبر الماضي.

ومع ذلك، قام الجمهوريون في الكونجرس منذ مطلع العام بمنع كل التمويل الجديد، مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة لتقييد الهجرة إلى الولايات المتحدة على حدودها الجنوبية، ثم رفضوا مشروع القانون المعدل عندما تم تقديمه في وقت سابق من هذا الأسبوع.

واحتفل ترامب بهذا الرفض خلال تجمع يوم السبت، قائلا إن المقترحات التي قدمها الرئيس بايدن كانت "كارثية".
كما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" أنه من المرجح أن تؤدي تعليقات ترامب إلى زيادة القلق في أوروبا بشأن سحب الولايات المتحدة الدعم العسكري من أوكرانيا إذا أعيد انتخابه في وقت لاحق من هذا العام.

حلف الناتو يخشى من توجهات ترامب

فيما ذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية في تقرير لها أن الناتو رد على تصريحات ترامب قائلا أن الحلف جاهز وقادر على الدفاع عن جميع الحلفاء، وأي هجوم على الناتو سيقابل برد موحد وقوي، وأن أي إشارة إلى أن الحلفاء لن يدافعوا عن بعضهم البعض يقوض أمننا بالكامل، بما في ذلك أمن الولايات المتحدة، ويعرض الجنود الأمريكيين والأوروبيين لخطر متزايد، وبغض النظر عمن سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، فإن الولايات المتحدة ستظل حليفًا قويًا وملتزمًا في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

 

بايدن ينتقد موقف ترامب تجاه حلف الناتو

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن تصريحات خصمه الجمهوري بأنها "مروعة وخطيرة"، وقال ان ترامب يعترف بأنه أعطى بوتين "الضوء الأخضر لمزيد من الحرب والعنف" في أوكرانيا وتوسيع عدوانه ليشمل روسيا، بولندا ودول البلطيق.
وأضاف بايدن: "للأسف، من المتوقع أيضًا أن تأتي هذه التصريحات من رجل يعد بالحكم كديكتاتور مثل الذين امتدحهم في اليوم الأول إذا عاد إلى المكتب البيضاوي"، وشدد على أن دعم حلفاء الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة الشعب الأمريكي هنا في الوطن.

كما قال متحدث بإسم البيت الأبيض أن الرئيس السابق كان "يشجع غزوات الأنظمة القاتلة لأقرب حلفائنا" ووصف التعليقات بأنها "مروعة ومضطربة"، وأضاف أن البيان يعرض الأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر.
كما صرح زير الدفاع البولندي، فلاديسلاف كوسينياك كاميش، على موقع "إكس": أن شعار الناتو "واحد للجميع، الكل من أجل واحد" هو التزام ملموس."

هل يضعف ترامب حلف الناتو؟

فيما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تقويض مصداقية الدول الحليفة يعني إضعاف الناتو بأكمله، فلا يمكن اعتبار أي حملة انتخابية ذريعة للعب بأمن التحالف.

وكتب رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل على حسابه بموقع "إكس" أن "التصريحات المتهورة" بشأن أمن الناتو وتضامنه لا تخدم سوى مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال ميشيل: “إنهم لا يجلبون المزيد من الأمن أو السلام للعالم، بل على العكس يعيدون التأكيد على حاجة الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة تطوير استقلاله الاستراتيجي بشكل عاجل والاستثمار في الدفاع عنه، وللحفاظ على تحالفنا قويا".

كما قال مفوض السوق الداخلية بالاتحاد الأوروبي، تييري بريتون، لقناة "إيل سي أي" الفرنسية أن تعليقات ترامب بشأن الإنفاق العسكري لأعضاء الناتو ليست جديدة، وقال: "سمعنا ذلك من قبل.. لا جديد تحت الشمس»، وأضاف  بريتون أن الزعماء الأوروبيين يدركون أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تعزيز إنفاقه وقدراته العسكرية بشكل منفصل والدفاع عن السيادة، وقال: "لا يمكننا أن نرمي عملة معدنية بشأن أمننا كل أربع سنوات اعتمادا على هذه الانتخابات أو تلك، وتحديدا الانتخابات الرئاسية الأمريكية"، وقال أن رواية ترامب عن الاجتماع مع قادة الناتو كانت غير صحيحة،  وقال بريتون: "ربما تكون هناك مشكلة صغيرة في ذاكرته، لقد كانت في الواقع رئيسة، ليس لدولة بل للاتحاد الأوروبي"، في إشارة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والمحادثة التي أجرتها مع ترامب.

وفي لندن كتب بيتر ريكيتس، عضو مجلس اللوردات الذي شغل سابقًا منصب الممثل الدائم لدى حلف شمال الأطلسي في بروكسل، على موقع "إكس": يبدو أن ترامب يعتقد أن حلف شمال الأطلسي يشبه النادي الريفي، فأنت تدفع 2% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة التي تقدم بعد ذلك خدمات الدفاع، ويؤدي إلى تآكل الثقة بين حلفاء الناتو بشدة.
وقال جان ليبافسكي، وزير خارجية جمهورية التشيك: "إن حلف شمال الأطلسي حاليًا في أقوى موقف على الإطلاق، سواء بسبب الارتباط القوي عبر الأطلسي أو بسبب الردع الداخلي ومهام الدفاع التي يؤديها الحلفاء الأوروبيون، وفي مواجهة أكبر تهديد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، نعمل على زيادة ميزانيات الدفاع واكتساب قدرات جديدة، الكثير منها منشأة الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، عندما سُئل عن تعليقات ترامب: "إن تشجيع غزوات الأنظمة القاتلة لأقرب حلفائنا أمر مروع ومضطرب، ويعرض الأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر".