رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: ترامب سيفكك الناتو ويقف مع روسيا ضد حلفاء الولايات المتحدة

ترامب
ترامب

كثف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هجومه على حلف شمال الأطلسي ”الناتو"، مؤكدا أنه اقترح على زعيم أجنبي أنه سيشجع روسيا على أن تفعل “ما تريده” بالدول الأعضاء في الناتو التي يرى أنها لا تنفق ما يكفي للدفاع عن نفسها.

وفي تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية بعنوان "يقترح ترامب أنه سيتجاهل معاهدة الناتو، ويحث روسيا على شن هجمات على الحلفاء”، قالت إن تصريحات دونالد ترامب تأتي في الوقت الذي يناقش فيه الحزب الجمهوري إذا كان سيقدم مساعدات خارجية إضافية لأوكرانيا، التي تخوض حربا مع روسيا، ويدرس مجلس الشيوخ تشريعا من شأنه أن يمنح أوكرانيا 60 مليار دولار ومع ذلك، ردد الجمهوريون في مجلس النواب شكوك ترامب بشأن القيام بذلك.

أوضحت "واشنطن بوست" أن ترامب اخبر مؤيديه أمس خلال تجمع انتخابي أن أحد رؤساء دول الناتو سأله خلال وجوده في البيت الأبيض إذا ما كان سيدافع عنهم إذا تعرضوا لهجوم من روسيا، إلا أن  ترامب قال له: "لا لن أحميك بل أود أن أشجعهم على القيام بكل ما يريدونه".

موقف ترامب تجاه حلف الناتو

أوضحت “واشنطن بوست” انه لطالما كان ترامب منتقدًا شرسًا لمشاركة الولايات المتحدة في التحالف، وكثيرًا ما انتقد الدول الأوروبية بشأن حصتها في الإنفاق الدفاعي، ويبدو أنه يشير إلى التمويل غير المباشر كجزء من المشاركة في التحالف  فمنذ عام 2006 كان لدى كل عضو في "الناتو" مبدأ توجيهي يقضي بإنفاق ما لا يقل عن 2% من ناتجه المحلي الإجمالي على الإنفاق الدفاعي بحلول عام 2024.

وأوضحت الصحيفة أن دول الناتو كانت تزيد بالفعل تمويلها بشكل كبير قبل رئاسة ترامب، في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وقد حقق أكثر من النصف هذا الهدف أو اقترب من تحقيقه اعتبارا من عام 2023، كما زادت العديد من الدول الأعضاء إنفاقها ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا، وكان ترامب قد أشار في السابق إلى أنه هدد بعدم حماية حلفاء الناتو من هجوم روسي خلال حدث عام 2022 في مؤسسة "التراث"، فقد روى الرئيس السابق اجتماعًا أخبر فيه زملائه القادة الأجانب أنه قد لا يتبع بند الدفاع الجماعي للمادة 5 من الناتو إذا لم تنفق الدول الأخرى المزيد على الدفاع عن نفسها.

واشنطن بوست: تصريحات ترامب بشأن الناتو تصعيد جديد

وأوضحت "واشنطن بوست" أن هذه الحكاية هي إشارة إلى قمة الناتو لعام 2018، التي أشار فيها القادة إلى أن تهديدات ترامب "لم تكن صريحة"، لكن تصريحات أمس خلال تجمع انتخابي كانت بمثابة تصعيد لتلك التصريحات السابقة.

وبموجب المادة 5 من ميثاق الناتو، إذا تعرض أحد حلفاء الناتو لهجوم، فإن الدول الأعضاء الأخرى في الناتو تعتبر ذلك "هجومًا مسلحًا ضد جميع الأعضاء وستتخذ الإجراءات التي تراها ضرورية لمساعدة الحليف الذي تعرض للهجوم"، ومنذ تأسيس منظمة الحلف في عام 1949، لم يتم تفعيل هذا البند إلا مرة واحدة: في الثاني عشر من سبتمبر 2001، بعد الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر.
ووصف العديد من خبراء شراكة الناتو فهم ترامب للالتزامات المالية للدول الأعضاء في الناتو بأنه "غير دقيق"، وقالوا إن معارضته للأمن الجماعي كدولة عضو في غير محلها.

وقالت الينا بولياكوفا، الرئيسة والمديرة التحريرية لمركز تحليل السياسات الأوروبية لـ"واشنطن بوست "إن الناتو ليس نظامًا للدفع مقابل أداء الأدوار، كما يبدو أن ترامب يعتقد، إنه تحالف يدور أولًا وقبل كل شيء حول مصالح الأمن القومي الأمريكي لمنع حرب عالمية أخرى تنشأ في أوروبا، والاستثمار الأمريكي في حلف الناتو يستحق كل دولار، فالمرة الوحيدة التي تم فيها تفعيل المادة الخامسة من فقرة الدفاع الجماعي كانت ردا على أحداث 11 سبتمبر، لقد جاء حلفاؤنا لمساعدتنا في ذلك الوقت."

تفاصيل هجوم ترامب على حلف الناتو

وفي مايو 2017، لم يؤكد ترامب في البداية التزام الولايات المتحدة بالمادة الخامسة، لكنه تراجع بعد ذلك عن مساره بعد أسبوعين، وأعرب ترامب على نطاق واسع عن شكوكه بشأن الناتو، وينص موقع حملته على الإنترنت على ما يلي: "علينا إنهاء العملية التي بدأناها في ظل إدارتي لإعادة تقييم هدف الناتو ومهمة الناتو بشكل أساسي”.
وفي 2019 ناقش ترامب الانسحاب من الناتو أثناء وجوده في منصبه، فقد حاول ترامب مرارا ادعاء الفضل في جعل دول الناتو تدفع المزيد، مدعيا أن "مئات المليارات" من الدولارات جاءت إلى الناتو نتيجة لشكاواه من الدول الأخرى باعتبارها أعضاء "جانحين".

قال دانييل فرايد، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأوروبية وزميل المجلس الأطلسي: “يبدو أن ترامب يفضل عالمًا قائمًا على القوة الخالصة حيث تخيف الولايات المتحدة أو تهدد الدول الأخرى، المشكلة في ذلك هي أنه عندما نحتاج إليهم، لن تكون تلك الدول الأخرى موجودة".

كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس في بيان: "إن تشجيع غزوات الأنظمة القاتلة لأقرب حلفائنا أمر مروع ومضطرب، ويعرض الأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر"،
وكثيرًا ما أشار ترامب أيضا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ليغزو أوكرانيا لو ظل في منصبه.