رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطع للعلاقات وتهديدات أمريكية جديدة.. ماذا حدث بين نتنياهو وبايدن خلف الكواليس؟

بايدن
بايدن

أصبح الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه أقرب إلى قطع العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من أي وقت مضى منذ بدء حرب غزة، ولم يعودوا ينظرون إليه كشريك منتج يمكن التأثير عليه حتى في السر، وفقًا للعديد من الأشخاص المطلعين على الأزمة المشتعلة بين البيت الأبيض ونتنياهو.

كواليس الخلاف الكبير بين بايدن ونتنياهو

وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الإحباط المتزايد تجاه نتنياهو دفع بعض مساعدي بايدن إلى حثه على أن يكون أكثر انتقادًا علنًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن العملية العسكرية لبلاده في غزة.

وتابعت أن بايدن وهو مؤيد قوي لإسرائيل ويعرف نتنياهو منذ أكثر من 40 عامًا، متردد إلى حد كبير في التعبير عن إحباطاته الخاصة حتى الآن، وفقًا لما ذكرته المصادر، لكنهم قالوا إنه يتقبل الفكرة ببطء، حيث يواصل نتنياهو إثارة حفيظة مسئولي بايدن بالإذلال العلني والرفض الفوري للمطالب الأمريكية الأساسية.

وأثار نتنياهو غضب المسئولين الأمريكيين في عدة مناسبات في الأيام القليلة الماضية فقط، وقد ندد علناً بصفقة المحتجزين بينما كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في المنطقة يحاول التوسط للتوصل إلى اتفاق. وأعلن أن الجيش الإسرائيلي سيتحرك إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي خطوة عارضها المسئولون الأمريكيون علناً، حيث تكتظ رفح بحوالي 1.4 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف مزرية فروا إلى هناك بأوامر إسرائيلية.

وقال نتنياهو أيضًا إن إسرائيل لن توقف القتال في غزة حتى تحقق “النصر الكامل”، حتى مع اعتقاد المسئولين الأمريكيين بشكل متزايد أن هدفه المعلن المتمثل في تدمير حماس بعيد المنال.

وتابعت الصحيفة أنه وفي الوقت الحالي، يرفض البيت الأبيض الدعوات لحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل أو فرض شروط عليها، قائلا إن ذلك لن يؤدي إلا إلى تشجيع أعداء إسرائيل، لكن بعض مساعدي بايدن يجادلون بأن انتقاد نتنياهو من شأنه أن يسمح له بإبعاد نفسه عن زعيم لا يحظى بشعبية وسياسات الأرض المحروقة بينما يكرر دعمه الطويل الأمد لإسرائيل نفسها.

وظهر إحباط بايدن الخاص من نتنياهو – والذي كان يتراكم منذ أشهر – يوم الخميس عندما قال إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة تجاوزت التوقعات، وهو أشد توبيخ له حتى الآن.

ومن بين النقاط الساخنة على وجه الخصوص خطة إسرائيل لشن حملة عسكرية على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمتاخمة لمصر، والتي تضخمت إلى أكثر من أربعة أضعاف حجمها الأصلي، وقال أحد المستشارين الخارجيين للبيت الأبيض: "إنهم يعيشون بالفعل في خيام ولا يحصلون على ما يكفي من الطعام والماء، وأنت تقول اذهب إلى مكان آخر، أين؟ كيف من المفترض أن يصلوا إلى أي مكان فهذا آخر مكان في غزة".

ويقول مساعدو البيت الأبيض علناً إنه لم يطرأ أي تغيير في استراتيجية بايدن أو رسالته، لكن العديد من مستشاريه يؤكدون أنه حتى التحول الحاد في الخطاب لن يكون له تأثير يذكر ما لم تبدأ الولايات المتحدة في فرض شروط على دعمها لإسرائيل.