رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاذيب جديدة.. ماذا وجدت إسرائيل فى أنفاق حماس أسفل مقر الأونروا؟

المقر الرئيسي للأونروا
المقر الرئيسي للأونروا

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن كواليس زيارة أحد الأنفاق التابعة لحركة حماس التي ادّعى الاحتلال الإسرائيلي أنها تقع أسفل مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وأنها مجمع عسكري للحركة، ولكن لم يعثر الصحفيون الذين قاموا بزيارة النفق على أي معدات عكسرية، ولم يكن به سوى صفوف من خوادم الكمبيوتر التي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنها كانت بمثابة مركز اتصالات واستخبارات للحركة، كما أنها لا تقع أسفل المقر وإنما تبعد عنه بمسافة أكثر من نصف ميل.

أنفاق حماس 

وبحسب الصحيفة، قال مسئولون إسرائيليون إن المجمع، وهو جزء من مجموعة من الأنفاق والغرف الجوفية المنحوتة من التربة الرملية في قطاع غزة، يقع أسفل مباني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مدينة غزة، ويبدو أنه يعمل بالكهرباء المستمدة من إمدادات الطاقة التابعة للأمم المتحدة.

وتابعت أن مراسلي الصحيفة الذين زارو النفق وجدوا أنه يمر أسفل مدرسة تديرها الأمم المتحدة تقع بالقرب من المقر الرئيسي للوكالة، ولم يعثر الصحفيون على أي معدات عسكرية أو أي شىء يدل على استخدام الحركة هذا النفق لأغراض عسكرية.

وأوضحت الصحيفة أن الأنفاق التابعة لحركة حماس ممتدة أسفل مساحات شاسعة في القطاع، وتقعد بالتالي تحت كل المباني الموجودة في بعض المناطق في القطاع منها التابعة للأمم المتحدة والمدارس والمستشفيات، وليس بالضرورة أن تكون للاستخدام العسكري.

وتابعت أن الصحفيين لم يروا بأنفسهم أي أغراض عسكرية أو استخباراتية لحماس داخل النفق، كما أنه يبعد حوالي نصف ميل عن مقر الأونروا، وداخل النفق شوهد الكثير من الأسلاك والأرفف السوداء التي ادعى الجيش الإسرائيلي أنها تستخدم كخوادم للكمبيوتر، وبدت كل الغرف الأخرى فارغة، فيما عدا غرفة واحدة كانت تحتوي على خزنة وحامل خادم فارغ، وادّعى الجيش الإسرائيلي أنه صادر أجهزة الكمبيوتر.

وقال دوج مادوري، مدير شركة الإنترنت كينتيك، ومقرها سان فرانسيسكو، إنه من دون معرفة ما هو موجود على الخوادم، سيكون من الصعب معرفة ما تم استخدامه من أجله.

وادعى المسئولون الإسرائيليون أن موقع منشأة عسكرية تابعة لحماس تحت منشآت مهمة تابعة للأمم المتحدة هو دليل على استخدام حماس على نطاق واسع للبنية التحتية المدنية الحساسة كدروع لحماية أنشطتها المسلحة. 

وأوضحت الصحيفة أن ادعاءات إسرائيل باستخدام هذا النفق لأغراض عسكرية، يمكن أن يؤدي لتعقيد وضع الأونروا التي تواجه بالفعل أزمة، بسبب تسريب معلومات إسرائيلية غير مؤكدة بشأن مشاركة موظفي الوكالة في عملية طوفان الأقصى.

ويزعم المسئولون العسكريون الإسرائيليون أن الأشخاص العاملين في الأونروا كانوا على علم بمجمع الأنفاق، إما من خلال الأنشطة التي تمت أثناء بنائه أو من خلال ما قالوا إنه كان بمثابة قفزة في استخدام الكهرباء عندما بدأ المجمع في العمل.

وقالت الأونروا، في بيان لها، إن "التقارير عن الأنفاق تحت مقرها في غزة تستحق إجراء تحقيق مستقل، وأضافت أنها ليست لديها الخبرة العسكرية والأمنية ولا القدرة على إجراء عمليات تفتيش عسكرية لما هو موجود أو قد يكون تحت مبانيها".

وتوفر "الأونروا" الإسكان والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات لحوالي 6 ملايين فلسطيني في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وقد قام المانحون الرئيسيون للمنظمة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بتجميد التمويل في انتظار نتائج التحقيق في هذه الادعاءات.

وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان إسرائيل عن اكتشاف النفق يتزامن مع تعرض حكومة الاحتلال لانتقادات دولية واسعة ومكثفة بسبب إدارتها الحرب في غزة، والتي تضمنت عمليات عسكرية وحشية وانتهاك للمستشفيات ومباني الأمم المتحدة والمنشآت المدنية الأخرى، ما تسبب في استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية. 

ويزعم المسئولون العسكريون الإسرائيليون أنهم كانوا على علم بالمجمع الواقع تحت مقر الأونروا منذ بضع سنوات، لكنهم قرروا أنهم لا يستطيعون استخدام الضربات الجوية لاستهدافه بسبب تواجد الأمم المتحدة فوقه.