رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاقت التوقعات.. كيف أبهرت شبكة أنفاق حماس قوات الاحتلال الإسرائيلى؟

انفاق حماس
انفاق حماس

منذ بداية الحرب وتحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي الوصول إلى شبكة الأنفاق الخاصة بالمقاومة الفلسطينية حماس، من أجل هدمها لاسيما أن تلك الأنفاق كانت سببًا في انطلاق حماس نحو معركة طوفان الأقصى خلال بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

وتستخدم حماس تلك الأنفاق من أجل حفظ الأسلحة الخاصة بها، وفي نفس الوقت التسلل إلى مواقع تمركز جنود جيش الاحتلال من أجل توجيه الضربات لهم، وهزيمتهم مستخدمين عنصر المفاجئة في ذلك الأمر مثلما حدث خلال اليوم الأول من الحرب.

أنفاق حماس

واتساقًا مع ذلك، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تقرير تحدثت فيه عن حجم البنية التحتية لأنفاق غزة التي أنشأتها حركة حماس، والتي قالت إنها فاجأت الجيش وكبار المسئولين في  الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب معركة طوفان الأقصى.

ويصف التقرير أحد الأنفاق بأنه يتسع بما يكفي لقيادة سيارة داخله، فيما امتدت منطقة أخرى بطول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريبًا، كما عثر الجيش الإسرائيلي تحت منزل أحد كبار قادة حماس على سلم حلزوني يؤدي إلى نفق يبلغ عمقه حوالي سبعة طوابق.

واعتبرت الصحيفة أن شبكة الأنفاق تلك تعتبر تهديدًا كبيرًا لإسرائيل في غزة حتى قبل بدء الحرب بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، وأذهل نطاق وعمق ونوعية الأنفاق التي بنتها حماس المسئولين والجنود الإسرائيليين الذين تواجدوا في الأنفاق منذ ذلك الحين.

فما هو حجم تلك الأنفاق وتاريخها وكيف امتدت بهذا الطول حتى أصبحت قريبة من جنود الاحتلال الإسرائيلي بهذا الشكل؟. ذلك ما ترصده "الدستور" في التقرير التالي:

متى أنشأت حماس أول نفق؟

في العام 1983 كانت لم تتوسع حماس في إنشاء الأنفاق الأرضية الخاصة بها في حربها ضد إسرائيل، إذ تم إنشاء أول نفق عقب إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وكانت الأنفاق محدودة في تلك الفترة.

وتم اكتشاف ذلك النفق سريعًا من قبل سلطات الاحتلال، وعلى مدار السنوات التالية حاولت منع إنشاء مزيد من الأنفاق، بسبب اعتبارها مخزن للسلاح من قبل حماس خلال حربه مع إسرائيل.

كانت في البداية أي خلال العام 1987 تستخدم تلك الأنفاق في تهريب المخدرات والذهب، ثم حين توسعت حماس في الشبكة بدأت في استخدامها في تخزين السلاح خلال الحرب.

وفي العام 2021 أعلنت حماس عن بناء أطول النفق بطول 500 كيلو متر تحت غزة، مبينة أنه أقل بقليل من نصف طول مترو الأنفاق في مدينة نيويورك، ما يدل على طول وعمق تلك الشبكة الضخمة.

تكلفة إنشاء الأنفاق

تخصص حماس قرابة 140 مليون دولار سنويًا من أجل حفر الأنفاق إذ يتكلف النفق الواحد فقط 100 ألف دولار، بينما يعمل في تلك الأنفاق نحو 12 ألف فلسطيني، إذ أنها أنفاق تاريخية منذ سنوات طويلة.

وأفرج الاحتلال في العام 2022 عن عدة وثائق تخص ميزانية الأنفاق وقال إنها تخصص مليون دولار لأبواب الأنفاق والورش والعمل تحت الأرض، فهناك 100 ميل من الأنفاق أسفل مدينة خان يونس وحدها، والتي تعد أكبر مدن غزة يخوض فيها  الاحتلال الإسرائيلي قتال حالي، كما أن حماس تقوم بإنشاء أنفاقها أسفل أكبر مدينة ذات كثافة سكانية وهي قطاع غزة.

هجمات إسرائيل على الأنفاق

وتعمدت قوات الاحتلال شن هجمات متفرقة برية على الممرات والأنفاق التي تنشأها حماس كل فترة تحت الأرض، منها ما حدث في عام 2014 حيث أعلنت أنه تم تدير أكثر من 100 كيلو متر من خلال الضربات الجوية وتسمي إسرائيل أنفاق حماس بأنها الحصون الأرضية، بسبب عمقها وانتشارها وقدرة عناصر حماس على التسلسل نحو عمق إسرائيل من خلالها.