رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نيويورك تايمز: توتر العلاقات بين واشنطن وبغداد يعجل بانسحاب القوات الأمريكية من العراق

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية في العراق

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن اشتباك الجماعات المدعومة من إيران والقوات الأمريكية على الأراضي العراقية على خلفية حرب غزة، جعل العلاقات بين بغداد وواشنطن "هشة"، وقد تؤدي إلى انسحاب القوات الأمريكية بشكل أسرع من العراق.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير، اليوم الأربعاء، بعنوان "يستضيف العراق قوات أمريكية وقوات مدعومة من إيران. لقد أصبح الأمر متوترًا"، إنه "عندما أرادت واشنطن وطهران وبغداد نفس الشيء– هزيمة تنظيم داعش الإرهابي– كانت العلاقات مستقرة إلى حد ما، ولكن في الأشهر الأخيرة، بينما ترسل الحرب في قطاع غزة تموجات عبر المنطقة، بدأت الولايات المتحدة وإيران الاشتباك مرارًا وتكرارًا في العراق وسوريا، ما أدى إلى طفح كيل بغداد، وأصبحت الأمور والأهداف المشتركة ليست على نفس الصفحة".

ونوهت بأن الضربة الأمريكية الأسبوع الماضي التي أدت إلى مقتل 16 عراقيًا، أثارت غضب الكثيرين في الحكومة العراقية.

واستشهدت الصحيفة ببيان مكتب رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في بيان، الأحد الماضي، الذي جاء فيه: "أرضنا وسلطتنا السيادية ليست المكان المناسب للقوات المتنافسة لإرسال الرسائل وإظهار قوتها"، معتبرة أن البيانات والتصريحات المتتالية لحكومة السوداني، تبدو "متشددة على نحو متزايد"، ويعرّض المحادثات بشأن خفض عدد القوات الأمريكية في العراق للخطر.

وأضافت: "كان بيان حكومة السوداني الذي يدين القتال على أراضيها واضحًا بشكل خاص في انتقادها للولايات المتحدة، حيث وصف الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي في غرب العراق بأنه عدوان صارخ".

ورأت أن تحذير البيان من أن "العنف لا يولد إلا العنف"، يعكس الوضع الشائك الذي تجد الحكومة العراقية نفسها فيه وهى تتفاوض على انسحاب القوات الأمريكية الموجودة في العراق بشكل متقطع منذ عام 2003.

في هذا السياق، نقل تقرير "نيويورك تايمز" آراء بعض المحللين الذين يتابعون الوضع في العراق عن كثب، حيث أشاروا إلى أن الأحداث الأخيرة وضعت البلدين عند نقطة انعطاف، مما قد يؤدي إلى انسحاب القوات الأمريكية بشكل أسرع من انسحاب القوات الأمريكية، وهو ما يأمله عدد من الدول وكثيرون في العراق.

هناك واقع جديد وضغوط جديدة على حكومتى أمريكا والعراق

وقال ريناد منصور، مدير مبادرة العراق في مجموعة تشاتام هاوس البحثية ومقرها لندن: إن "المشكلة بالنسبة لكل من الحكومتين العراقية والأمريكية هي أن أيًا منهما لا يريد التصعيد ولا يريد استمرار وجود القوات الأمريكية".

وأضاف منصور: أنه "قبل الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والقصف الإسرائيلي الانتقامي وغزو قطاع غزة، كان كل من العراق والولايات المتحدة على نفس الصفحة. وأعربا عن أملهما في التفاوض على اتفاق مفيد للطرفين بشأن ترتيبات انسحاب القوات".

وتابع: "لكن الآن هناك ضغوط جديدة. بقدر ما قد يرغب البلدان في العودة إلى ما قبل أكتوبر، كانت الأمور تغيرت في مناقشات السابع من سبتمبر.وهم يحاولون التعامل مع هذا الواقع الجديد الناشئ".

قلق من أن تسحب الولايات المتحدة قواتها بسرعة كبيرة

وقال كولين بي. كلارك، رئيس الأبحاث في مجموعة سوفان، وهى شركة استشارات أمنية واستخباراتية مقرها واشنطن: "إنه يشعر بالقلق من تصاعد وتيرة التصريحات الخطابية من جانب الأمريكيين والعراقيين خلال الأيام القليلة الماضية". 

وأضاف: أن الخطر يكمن في "أن تصبح الحرب الكلامية نبوءة ذاتية التحقق، حيث تصعد الولايات المتحدة من خطابها وتفعل الحكومة العراقية الشيء نفسه، ومن ثم يأتي دور من سيتراجع أولًا".

وتابع: "نشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة سوف تسحب قواتها بسرعة كبيرة، وهو تكرار لانهيار المفاوضات في عام 2011، والذي أدى إلى سحب الولايات المتحدة جميع قواتها من العراق. وفي غضون عامين، استولى تنظيم داعش على أجزاء من غرب العراق، وبعد عام، على جزء كبير من شمال العراق، فضلًا عن التعجيل بحرب دامت أربع سنوات وأودت بحياة عشرات الآلاف من الأرواح".

السوداني مثل بايدن وخامنئي وسيأخذ الضغوط الداخلية عين الاعتبار

في هذا الإطار، رأى تقرير "نيويورك تايمز" أن الكيفية التي ستتطور بها الأسابيع القليلة المقبلة ستعتمد على كيفية تعامل السوداني مع الضغوط المزدوجة من إيران والولايات المتحدة؛ حيث يقول العديد من المحللين العراقيين إن "السوداني، مثله مثل الرئيس بايدن والزعيم الإيراني آية الله خامنئي، لديه سياسات داخلية يجب أن يأخذها في الاعتبار".