رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير عسكرى أمريكى لـ"الدستور": أصداء مغادرة الولايات المتحدة العراق أو سوريا "شائعات"

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية

قال ألكسندر واردو، الصحفي الأمريكي بصحيفة بوليتيكس والمراسل والخبير في الشئون العسكرية، إن ما تقوله الولايات المتحدة بأنها تريد سحب قواتها من الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا هو أمر غير منطقي ولن تقوم به، وهو مجرد صدى لتهدئة الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق على أبنائهم في الشرق الأوسط، خاصة مع ارتفاع وتيرة الحرب في المنطقة منذ بداية الحرب الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وهجرة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى حدود مصر، وهو الذي يضع مصر في حالة تأهب وهي الدولة العربية الأكبر والأقوى في المنطقة ما يرفع مؤشرات المخاوف لدى الجميع.

وأوضح ألكسندر لـ"الدستور"، أن ما يحدث من أقوال صدرت فجأة وأن هناك الكثير من الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية من دولتين في الشرق الأوسط، بالتزامن مع تعرض القوات في المنطقة لهجمات متزايدة من المسلحين المدعومين من إيران، يأتي بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم عن أن المناقشات الرسمية بين واشنطن وبغداد حول مستقبل المهمة العسكرية الأمريكية التي يبلغ قوامها 2500 جندي في العراق ستبدأ في الأيام المقبلة، وفي الوقت ذاته، قال خبراء في شئون الشرق الأوسط إن هناك مناقشات داخلية حول سحب ما يقرب من 900 جندي من سوريا، مؤكدًا أنه مجرد ادعاء حيث نفته الإدارة الأمريكية لاحقًا رغم مطالب الحكومة العراقية بانسحاب القوات الأجنبية من أراضيها مرارًا، إلا أن أمريكا ترفض تنفيذ هذه المطالب الذي نراها عبر وسائل الإعلام العراقية، لكن بحسب مصادر في البنتاجون فإن العراق لم يطلب من الجيش الأمريكي المغادرة بل بالعكس هناك مطالب بالتعاون للقضاء على الميليشيات والجماعات المسلحة تأتي من قِبل الحكومة العراقية.


وأشار ألكسندر المراسل والخبير العسكري، إلى أنه لا يوجد أمر انسحاب وشيك من الرئيس جو بايدن من الدولتين المهمتين في الشرق الأوسط بعد مصر، مستكملًا حديثه قائلًا: "إن ما يحدث، بشكل عام، هو مناقشات في جميع أنحاء الإدارة حول الأماكن التي تشتد الحاجة فيها إلى القوات الأمريكية في المنطقة وإن المحادثات بشأن العراق وسوريا مرتبطة ببعضها البعض وهناك تدفق حر للمسلحين عبر الحدود المشتركة بين الدولتين، لكنهما في الوقت الحالي يسيران على مسارين منفصلين".

 

وفيما يتعلق بالعراق، أكد ألكسندر أنه تم بدء اللجنة العسكرية العليا الأمريكية العراقية التي طال انتظارها، والتي اتفق البلدان على دعمها في أغسطس الماضي وسيناقش المسئولون كيفية انتقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة داعش والميليشيات أجمع بناءً على ثلاثة عوامل وهي: التهديد الإرهابي، والمتطلبات التشغيلية والبيئية وقدرات قوات الأمن العراقية، وفقًا للبنتاجون.

 

وقال ألكسندر، إن مسئولًا أمريكيًا سابقًا أخبره أثناء تواجده في تغطيات عسكرية مع الجيش الأمريكي في العراق وهو شخص مطلع على المحادثات، أن هناك دائمًا مناقشات حول كيف سيبدو الانسحاب وما سيحدث إذا ما حدث تحول عسكري؟، لكن التوترات الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة وأكثر من 150 هجومًا شنتها الجماعات الموالية لإيران في العراق وسوريا، تزيد من تعقيد الصورة بحسب قوله وتؤجج من الأوضاع في المنطقة والعالم، حيث تتعرض الدول الأجنبية الآن لهجمات كبيرة من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، ويتعرض العالم كافة لأزمات وعوائق اقتصادية نتيجة لتلك الهجمات.

وبحسب قوله، في الوقت الحالي، تحرص إدارة بايدن بشدة على عدم القول بأن الولايات المتحدة ستغادر العراق، أما بالنسبة لسوريا، فقد أكد ثلاثة من كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية له أن هناك تشاورات حول الانسحاب، على الرغم من أنهم صاغوا هذه المداولات كجزء من مناقشات التخطيط الروتينية حول المكان الذي تكون فيه القوات أكثر فائدة، والمدة التي يجب أن تستمر فيها المهمة، ومتى يجب أن تغادر القوات الأمريكية، إن حدث ذلك حيث إن أمريكا لا تترك مكانًا دخلته إلا بمعجزة بحسب قوله، فهي لن تترك السيطرة لدول كروسيا وإيران بسهولة.

 

وتابع أن أمريكا وعلى الرغم مما تصدره بأنها تريد الانسحاب لكنها في الوقت ذاته، تبحث حكومتها زوايا متعددة أولاها التهديد الذي سيشكله داعش إذا غادر الجنود الأمريكيون سوريا، بالإضافة إلى احتمال إصابة المزيد من أفراد الخدمة من الضربات المتصاعدة التي تشنها الجماعات المرتبطة بإيران، وهو أمر مشابه للمحادثات التي أجراها المسئولون حول موقفهم من سوريا في بداية الإدارة ومنذ ذلك الحين، أدت مراجعة هذا القرار إلى نفس النتيجة وهو البقاء وقال اثنان من كبار المسئولين في الإدارة ومسئول في وزارة الدفاع إن البنتاجون لا يفكر في الانسحاب ولا يهتم بقرار الحكومة أو الكونجرس الذي يطالب منذ سنوات بعودة جنوده.

وأكمل، أن انسحاب القوات الأمريكية من الدولتين لن يحدث بسرعة، والمناقشات حتى الآن تدور حول كيفية تهيئة الظروف التي تسمح بالانسحاب وتجنب السيناريو الأفغاني، أي الفوضى القاتلة التي حدثت في أفغانستان مع انسحاب القوات الأمريكية وسيطرة طالبان وما حدث في مطار كابول في أعقاب قرار بايدن بسحب القوات الأمريكية التي استمرت في الحرب على أفغانستان  لمدة 20 عامًا.


يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قال يوم الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة ستجتمع مع الحكومة العراقية خلال الأيام المقبلة لبحث مستقبل القوات الأمريكية في العراق، وبحسب ما ورد ستركز المحادثات على الجدول الزمني لانسحاب قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة من العراق، وهو ما طالب به علانية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وغيره من كبار المسئولين العراقيين.