رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظمات إغاثة ترصد مشاهد مؤلمة من رفح: «الملجأ الأخير فى خطر»

جانب من القصف الإسرائيلي
جانب من القصف الإسرائيلي على رفح الفلسطينية

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الضوء على أوضاع الفلسطينيين فى مدينة رفح الفلسطينية، بعد إجبار جيش الاحتلال الإسرائيلى حوالى نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة على التجمع فى المدينة الجنوبية، محذرة من أن خطط إسرائيل المعلنة لاستهداف رفح تثير مخاوف من إمكانية أن تؤدى إلى عواقب مدمرة.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، الثلاثاء، أن عزم جيش الاحتلال الإسرائيلى توسيع عملياته العسكرية لتشمل رفح، المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان فى قطاع غزة، أثار قلق منظمات الإغاثة والعاملين فى المجال الإنسانى، فضلًا عن المدنيين الذين تتزايد مخاوفهم يومًا بعد يوم، فى ظل أن رفح هى الملجأ الأخير لهم.

وأضافت: «رفح التى كانت ذات يوم مدينة صغيرة على الحدود مع مصر، أصبحت واحدة من آخر أماكن اللجوء، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، بعدما تضاعف عدد سكانها خمسة أضعاف، مع بحث النازحين من المناطق الشمالية من القطاع عن الأمان».

وعن المخاوف من توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى المدينة، قالت الصحيفة: «السلطات الإسرائيلية تقول إنها ستوسع عمليتها العسكرية لتشمل رفح، المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان فى قطاع غزة، وهذا الإعلان الإسرائيلى أثار قلق جماعات الإغاثة والعاملين فى المجال الإنسانى».

وأضافت: «العاملون فى المجال الإنسانى يقولون إن المدينة مكتظة بالفعل بشكل خطير بالمدنيين النازحين من غزة، والعديد منهم مرضى أو على وشك المجاعة، وبالتالى فإن المزيد من الصراع فى المنطقة قد يؤدى إلى خطر التسبب فى ضرر كبير». ونقلت عن بوب كيتشن، نائب رئيس «لجنة الإنقاذ الدولية لحالات الطوارئ»، وهى منظمة إغاثة إنسانية تعمل فى غزة، قوله إن «الخسائر فى الأرواح، التى سنواجهها إذا توغلت إسرائيل فى غزة، ستكون هائلة».

وكشفت جولييت توما، مديرة الاتصالات فى وكالة «أونروا»، أن عدد سكان رفح تضاعف إلى ١.٤ مليون شخص على الأقل، بعدما كان يقدر بنحو ٢٨٠ ألف نسمة، قبل ٧ أكتوبر الماضى، مشيرة إلى أن «هذا خمسة أضعاف عدد السكان قبل الحرب».

وحسب تقرير «واشنطن بوست»، فإن المسئولين الإسرائيليين لم يحددوا كيف تبدو خططهم بشأن رفح، وإن كان الجيش الإسرائيلى قد نفذ بالفعل ضربات فى المنطقة، بما فى ذلك غارة جوية بالقرب من «المستشفى الكويتى» بالمدينة، فى ديسمبر الماضى، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ١٨ شخصًا، وفقًا لموظفى المستشفى.

وأعادت الحرب فى غزة تشكيل التركيبة السكانية للقطاع بشكل جذرى، بعدما أصبح ٩ من كل ١٠ أشخاص يعيشون فى غزة نازحين، وسط تحذيرات من جماعات الإغاثة الإنسانية من أن كمية المساعدات التى تعبر الحدود ليست قريبة بما يكفى لتلبية احتياجات السكان اليائسين بشكل متزايد، فى مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، وفق التقرير.

وقالت سيندى ماكين، رئيسة «برنامج الأغذية العالمى»، فى نداء من أجل اتخاذ إجراءات جديدة للسماح بدخول المزيد من الشاحنات إلى غزة: «الناس فى غزة يواجهون خطر الموت من الجوع، على بعد أميال قليلة من الشاحنات المملوءة بالأغذية». وأضاف أحد عمال الإغاثة الفلسطينيين: «الاستخدام الواسع النطاق للخيام يذكرنى بالقصص التى أخبرنى بها جدى عن الظروف المعيشية للاجئين بعد الحرب الإسرائيلية عام ١٩٤٨». 

وواصل العامل الفلسطينى: «الخيام التى يمكن أن يصل حجمها إلى ٢٠٠ قدم مربع تؤوى عائلة بأكملها أو اثنتين، وبرد الشتاء زاد من البؤس، فمع مع هذا الطقس البارد والممطر، الخيمة هى آخر مكان يرغب أى شخص فى التواجد فيه».