رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د.علا خير الله: هدفنا رفع كفاءة الأطباء وتأهيل كوادرنا الطبية (حوار)

الدكتورة علا خير
الدكتورة علا خير الله

التدريب الطبى المستمر هو أحد أسلحة الدولة المصرية لتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة فى كافة المنشأت الصحية، وذلك بالتزامن مع خطتها لتطوير المنظومة الصحية بشكل كامل، بالإضافة إلى المبادرات الصحية التى تهدف إلى الكشف المبكر وعلاج المواطنين من الأمراض.

"الدستور" التقت د.علا خير الله، رئيس قطاع التدريب والبحوث بوزارة الصحة؛ للوقوف حول البرامج التدريبية المقدمة للأطقم الطبية فى الوحدات الصحية والمستشفيات، والميزانية المخصصة للتدريب، بالإضافة إلى المنح الطبية وبروتوكولات التدريب مع دول العالم، وشروط ونسب الإقبال على المدارس الثانوية الفنية للتمريض، وإلى نص الحوار.

-  ما هو دور قطاع التدريب والبحوث فى تأهيل وتدريب الكوادر الطبية؟

المهمة الأساسية للقطاع هى رفع كفاءة الاطباء وتأهيل الكوادر الطبية فى كافة التخصصات الطبية بالمنشأت الصحية، وذلك من خلال موازنة خصصتها الدولة للتدريب الطبى المستمر، كما أن البرامج التدريبية لا تقتصر على الأطباء فقط وإنما تشمل كافة الأطقم الطبية ومنهم التمريض والصيادلة والفنيين، بالإضافة إلى تأهيل الأطقم الطبية المشاركة في المبادرات الرئاسية وحملة "100 يوم صحة"، ونؤكد إننا كقطاع التدريب والبحوث نتعامل مع كافة قطاعات الوزارة "الوقائي/ العلاجي" ومديريات الصحة في المحافظات.

 - كم تبلغ الميزانية المخصصة لتأهيل الكوادر الطبية؟

بشكل مبدئي ستبلغ الميزانية المرصودة لتدريب ورفع كفاءة الأطقم الطبية خلال العام المالي الحالي أكثر من 30 مليون جنيه.

-  حدثينا عن البرامج التدريبية المقدمة للأطقم الطبية وهل هناك أولويات للتدريب؟

الحقيقة أن أولويات التدريب ورفع الكفاءة متغيرة من عام لأخر حيث إنها مرتبطة بأولويات تقديم الخدمات الصحية، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث أن البرامج التدريبية كانت موجهة لمكافحة العدوى والأمراض الصدرية والتنفسية، لكن أولويات التدريب تغيرت بعد انتهاء كورونا.

ولأن هدفنا أن يكون الطبيب على درجة عالية من المهارة، تغيرت أولويات القطاع مؤخرًا لتستهدف تدريب وتأهيل أطباء الاستقبال والطوارئ والجراحات التخصصية الدقيقة بشكل أساسي، ثم تدريب باقي الكوادر الطبية في كافة التخصصات الطبية، بالإضافة إلى التدريبات الروتينية الأساسية المتعلقة بالجودة وسلامة وأمان المريض لكافة الأطقم الطبية، ولا تقتصر البرامج التدريبية على الأطباء فقط حيث يتم الاعتماد على فئات الصيادلة وأطباء الأسنان في كافة المبادرات والحملات الصحية.

أولويات التدريب أيضًا متغيرة من محافظة لأخرى حيث يتم وضع خطط تدريبية منفصلة بكل محافظة على حدة وفقًا للخدمات الصحية المقدمة والتخصصات الطبية المستهدفة بالتدريب، كما يتم التنسيق بين القطاعات المعنية لعدم تكرار البرامج التدريبية، حيث يتم تقديم البرامج التدريبية الخاصة بمكافحة العدوى من خلال القطاع الوقائى والإدارات التابعة له في المحافظات فقط.

-  هل هناك قاعدة بيانات بالبرامج التدريبية المقدمة للأطقم الطبية؟

بالفعل نعمل على تغيير وجه الخطة التدريبية المقدمة لكافة الأطقم الطبية والتى يتم وضعها مع بداية السنة المالية، حيث تم إعداد قاعدة بيانات بكافة البرامج التدريبية المطلوب تنفيذها بكافة المديريات وقطاعات وزارة الصحة وبيانات المتدربين فى المحافظات، والتى ستساعد فى الوقوف على الإنجازات التى حققها كل قطاع أو مديرية فى تدريب الأطقم الطبية.

كما تساعد قاعدة البيانات على توجيه أساتذة جامعية من الجامعات الإقليمية لتقديم التدريب اللازم للكوادر الطبية فى المحافظات، وذلك من خلال التنسيق بين المديريات الصحية والجامعات الإقليمية والإدارات الفرعية التابعة لقطاع فى كل محافظة.

-  ما العدد التى تستهدف الوزارة تدريبه سنويًا؟

نستهدف تدريب كافة الفئات الطبية، ونهدف خلال العام الجاري تدريب من 150 ألف إلى 160 ألف عضو من مقدمي الخدمة الطبية سواء كانوا أطباء أو صيادلة او أسنان أو تمريض أو فنيين، مع اعتبار حدوث بعض الطوارئ الصحية أو تغير الاولويات والتى يتم أخذها فى الاعتبار خلال الخطة السنوية للتدريب.

-  ما شكل البرامج التدريبة المقدمة للأطقم الطبية.. وهل تقتصر الوزارة على الجانب النظرى؟

بلا شك التدريب النظرى مفيد، ولكن تهتم الوزارة بالتدريب على رأس العمل فى المستشفيات، بالإضافة إلى التدريب على أجهزة المحاكاة "السيمليتور" ووسائل التدريب الحديثة، وسنحاول قدر الإمكان على تقليل التدريبات النظرية فى مقابل زيادة التدريبات العملية.

-  ما هو دور القطاع فيما يتعلق بالمنح والبعثات التدريبية داخل مصر وخارجها؟

المنح والبعثات الداخلية تشمل التسجيل بالماجيستير والدكتوراة والدبلومات داخل جمهورية مصر العربية، وذلك من خلال ادارة المنح والبعثات بوزارة الصحة، حيث يتم التقديم من خلال موقع اليكترونى يتيح معرفة كافة فرص المنح والبعثات التدريبية والشروط الخاصة بكل منحة وفقًا لكل تخصص طبى، وتقوم إدارة البعثات بدور الوسيط بين المتقدمين للحصول على الماجيستير أو الدكتوراة وباقى الجامعات المختلفة لإتاحة فرصة أكبر للأطباء للتسجيل في تخصصاتهم.

أما المنح الخارجية تتم وفقًا لبروتوكولات مشتركة بين قطاع التدريب والبحوث والجهات الخارجية بدول العالم، ومنها هيئة التعاون الدولية اليابانية "الجايكا" والتى تستقبل على فترات وفود محدودة من الكوادر الطبية المصرية لتدريبهم على التخصصات الدقيقة، ويتم ارسال الأعضاء المستهدف تدريبهم من خلال لجنة عليا بوزارة الصحة للتأكد من الحصول على التدريب اللازم لنقل خبراتهم لباقى الأطباء في نفس التخصص.

بخلاف بروتوكولات التدريب مع اليابان، فإن السفارة الصينية غالبًا ما ترسل فرص دورات تدريبية للأطقم الطبية المصرية في الصين، ونؤكد أن أكثر الدول تعاونًا في مجال تدريب الأطباء هم؛ اليابان والصين وماليزيا، في حين أن التعاون مع الدول الأوروبية محدود للغاية ويتم تنسيقه على مستوى وزارى أعلى.

- حدثينا عن الحزمة التدريبية المقدمة لأطباء التكليف؟

قمنا بتفعيل الحزم التدريبية لأطباء التكليف "حديثى التخرج" والتى كان يتم تطبيقها منذ أكثر من 12 عام، حيث كان يتم تدريب أطباء التكليف في شكل مجموعات من جميع المحافظات قبل استلام التكليف بشكل رسمى، ويتم تدريب الأطباء نظريًا وعمليًا على كافة طرق تقديم الخدمة الطبية، كما يتطرق التدريب للأمور الإدارية بالوحدات الصحية في حال تولى طبيب التكليف إدارة الوحدات الصحية بشكل كامل.

وحاليًا تم إعادة تفعيل الحزمة التدريبية للتكليف بعد تحديثه من خلال قطاع الرعاية الأساسية بوزارة الصحة والسكان، حيث تتولى الوحدات الصحية مسئولية تدريب طبيب التكليف فور استلامه لمهام عمله، وتم تطبيقه بالفعل على دفعة مارس الماضى والتى استلمت تكليفها رسميًا مايو الماضى.

وتبلغ مدة التدريب أطباء التكليف على الحزمة التدريبية ما يقارب 16 يوم، ويتضمن التدريب الأمور الإدارية والمهارات الطبية ومنها انعاش القلب الرئوي وأمراض السكر والضغط، وكيفية إحالة المرضى للمستشفيات، وكيفية رعاية الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة، والتدريب على كافة الخدمات الطبية المقدمة في وحدات الرعاية الأساسية.

- ماذا عن الدور التوعوى الذى يقوم به القطاع ضمن المشروع القومي لتنمية الاسرة؟

يرتكز دور القطاع على تمكين المرأة المصرية وذلك بالتعاون مع وزارة التخطيط ووزارة العمل، حيث سيتم تقديم برامج تدريبية للمرأة والتى يمكن من خلالها توفير فرص عمل في كافة المحافظات بعد تأهيلهم على مهارات جيدة تعود بالنفع عليها وعلى أسرتها، ويعمل القطاع على تمكين المرأة بالتعاون مع الوزارات المعنية من خلال برنامجين؛ الأول هو برنامج "جليس مسن" وسيتم توجيه بشكل خاص لقرى حياة كريمة، حيث ستحصل السيدات على تدريب متكامل لرعاية المسنين بشكل صحيح، وللعلم ذلك التخصص مطلوب بشكل كبير في كافة المحافظات وبمرتبات مجزية.

أما البرنامج التانى فهو برنامج "مساعد خدمات صحية" حيث يتم تأهيل المرأة على تقديم خدمات طبية مساعدة، والتى تتيح لهم العمل في العيادات والمراكز الطبية على أساس تدريبى صحيح، ونؤكد أن لن يتم ممارسة المهن المذكورة في البرنامجين السابقين دون إشراف من وزارة الصحة وبتصريح مع الوزارات المعنية.

- متى سيتم البدء في تدريب السيدات على البرامج التدريبية المذكورة سالفًا؟

جارى الانتهاء من التصور النهائى للبرامج التدريبية المستهدفة، ويتم حاليًا التنسيق مع وزارة التخطيط لإعتماد مراكز مؤهلة لتدريب السيدات، ليتم تقيمهم من جانب وزارة الصحة، وستقوم وزارة العمل بمنحهم ترخيص مزاولة المهنة بعد الحصول على التدريب اللازم.

- هل سيقوم القطاع بتدريب الرائدات الريفيات ضمن المشروع القومي لتنمية الاسرة؟

قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان هو المسئول عن تدريب الرائدات الريفيات في جميع المحافظات، وبدورنا نقوم بمساعدتهم بالإجراءات الادارية.

- بالتزامن مع خطة الوزارة للحد من القيصيريات.. ما هو دوركم في تدريب القابلات؟

سنقوم بإدخال تخصص القابلات كشعبة من شعب المعاهد الفنية الصحية بدءًا من العام الدراسى 2025، حيث نعد حاليًا المناهج الدراسية المقرر تدريسها للقابلات بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان "UNFPA"، لتخريج قابلات على مستوى عالى من الكفاءة والخبرة، وتشجيع السيدات على الإقبال على الولادة الطبيعية الصحية دون التعرض لمخاطر الولادة القيصرية، خاصة وأن مصر من أعلى معدلات القيصرية على مستوى العالم.

- حدثينا عن الالتحاق بالمدارس الثانوية الفنية للتمريض من حيث الإقبال والشروط والكشف الطبي؟

يسعى قطاع التدريب والبحوث لإختيار أفضل الطلاب لضمان تخريج كوادر تمريضية على أعلى درجة من الجودة والكفاءة والتدريب، وعليه فهناك شروط محددة يجب أن تنطبق على الطلاب الراغبين فى التقدم للالتحاق بالمدارس الثانوية الفنية للتمريض أولًا يجب أن يكون مجموع الطالب مرتفع جدًا وأغلبهم من أوائل الشهادة الإعدادية على مستوى الجمهورية، كما يخضع الطلاب لكشف هيئة للتأكد من أن المتقدمين قادرين على تقديم الخدمة الطبية للمرضى من الناحية الصحية والجسمانية، كما يخضع الطلاب أيضًا لتقييم نفسي عن طريق استبيان للتأكد من كونه سوى نفسًا وقادر على التعامل مع المرضى وذويهم، إضافة لذلك يجب التأكد من كون المتقدمين على معرفة كافية باللغة الإنجليزية خاصة إنه تم تحويل المناهج من اللغة العربية للإنجليزية، وحتى يكون لدى التمريض القدرة الكافية على قراءة الأدوية والتحاليل الطبية والتواصل مع الطبيب فيما يخص الحالة الصحية للمريض.

- كم عدد المدارس الثانوية الفنية للتمريض علي مستوى الجمهورية؟

لدينا 368 مدرسة ثانوية فنية للتمريض على مستوى الجمهورية، تضم كل مدرسة ما بين فصل إلى 3 فصول ولا تزيد سعة كل فصل عن 30 طالب، وشهدنا خلال العام الجاري إقبال من البنين لا يقل عن اقبال عن البنات للالتحاق بمدارس التمريض.

- أخيرًا.. باعتبارك عضوًا في لجنة تحسين أحوال الأطباء والأطقم الطبية.. ما هى مستجدات عمل اللجنة؟

نعمل على كافة المحاور التى تهدف إلى تحسين وضع الأطباء والأطقم الطبية ليس من الناحية المادية فقط وانما تشمل أيضًا التدريب ورفع الكفاءة، وقامت اللجنة بتحديث دليل الطبيب البشري المكلف وتم نشره اليكترونيًا على موقع وزارة الصحة والسكان، ليستفاد منه الأطباء حديثى التخرج، ويضم الدليل كافة المهارات التى يحتاجها الطبيب في كافة التخصصات الطبية، بالإضافة إلى المهام الوظيفية للطبيب المكلف في كافة القطاعات التابعة لوزارة الصحة، ومسئولياته وحقوقه، وحاليًا نجهز دليل للفئات الطبية الأخرى "أطباء الأسنان، التمريض، الصيدلة" بالتعاون مع النقابات الطبية المعنية، كما تعمل اللجنة على تسهيل البعثات والمنح ووضع قانون لمنع الاعتداء على الأطباء في المستشفيات بالتعاون مع أعضاء مجلسى الشعب والشورى.