رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاضطرابات تهدد حكومة ريشى سوناك بسبب دعم بريطانيا للاحتلال

ريشي سوناك
ريشي سوناك

تشهد الحكومة البريطانية برئاسة ريشي سوناك اضطرابات واسعة على وقع موقفها من دعم إسرائيل في العدوان على قطاع غزة ورفض وقف إطلاق النار، أثرت على الجبهة الداخلية، حيث تشهد بريطانيا منذ أسابيع احتجاجات عارمة دعمًا للشعب الفلسطيني ورفضًا لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى وقع الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في المملكة المتحدة تضامنا مع الفلسطينيين، أقال رئيس الوزراء ريشي سوناك، أمس سويلا برافرمان، من منصب وزير الداخلية، بعد أن اتهمت الشرطة بالتحيز و"المحاباة" مع المتظاهرين الداعمين للفلسطينيين ووقف الحرب في غزة.

دعم إسرائيل يطيح بوزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان

وأثارت "برافرمان" الغضب بعد أن زعمت محاباة شرطة العاصمة لتظاهرات الفلسطينيين، بينما أوقفت احتجاجات اليمين المتطرف، لكنها سمحت لما أسمتهم بـ"الغوغاء المؤيدين لفلسطين" بالتجمع، قبل مسيرة غزة المقرر تنظيمها في يوم الهدنة، وذلك وفق صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وبحسب “إندبندنت”، لم توافق رئاسة الحكومة البريطانية على النص النهائي لمقالة الرأي التحريضية التي كتبتها برافرمان في صحيفة التايمز، مع تجاهل وزيرة الداخلية طلبات مسئولي مكتب ريشي سوناك بإجراء تغييرات.

ويعتقد العديد من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين أن اليمينية المتطرفة كانت تحاول طردها لتعزيز طموحاتها القيادية، بعد أن أدلت بسلسلة من التعليقات الاستفزازية حول "مسيرات الكراهية" الفلسطينية والتشرد باعتباره "اختيار أسلوب حياة".

ويخشى المعتدلون المحافظون من أن تتسبب برافرمان في حدوث صداع جديد في حزب المحافظين حيث تحاول أن تصبح حاملة راية حزب المحافظين في حالة احتمال أن تؤدي الهزيمة في الانتخابات العامة إلى إثارة منافسة جديدة على القيادة.

ريشى سوناك يستعين بديفيد كاميرون لدعم موقفه فى الشرق الأوسط

وضمن التغييرات، أعلنت الحكومة، تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون وزيرًا للخارجية، ضمن تعديل وزاري أجراه ريشي سوناك، كما عينت وزير الخارجية السابق جيمس كليفرلي وزيرا للداخلية خلفا للوزيرة المقالة.

وحسب صحيفة الجارديان عاد كاميرون إلى الحكومة بصفته وزير خارجية المملكة المتحدة، في عودة مذهلة سلطت الضوء على استعداد ريشي سوناك لتحمل المخاطر بينما يتطلع إلى إحياء حظوظه السياسية.

وأعلن داونينج ستريت الإثنين أن كاميرون سينضم إلى الحكومة، كجزء من تعديل وزاري أوسع تم خلاله إقالة سويلا برافرمان من منصب وزيرة الداخلية وحل محلها وزير الخارجية جيمس كليفرلي.

وأكد متحدث باسم الحكومة البريطانية أيضًا أن جيريمي هانت سيبقى في منصب المستشار.

واستقال كاميرون في عام 2016 بعد خسارته في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن يقال إنه أخبر أصدقاءه في عام 2018 أنه يريد العودة إلى السياسة، ويفضل أن يكون ذلك كوزير للخارجية.

وقالت الصحيفة من المرجح أن يرضي قرار سوناك بإعادة كاميرون المعتدلين في حزب المحافظين الذين شعروا بالفزع من خطاب برافرمان اليميني العدواني بشأن قضايا مثل الهجرة والشرطة والتشرد، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تأجيج الغضب على يمين الحزب، خاصة أن آخر عمل سياسي حقيقي قام به كاميرون كان قيادة الحملة الفاشلة للبقاء في الاتحاد الأوروبي.

من جهته قال ديفيد كاميرون، إنه "قبل بكل سرور" دوره الجديد كوزير للخارجية، ويريد أن يكون جزءا من "أقوى فريق ممكن" ضمن حكومة ريشي سوناك لنقل المملكة المتحدة إلى الانتخابات العامة المقبلة.

وأضاف: "على الرغم من أنني ربما أختلف مع بعض القرارات الفردية، فمن الواضح بالنسبة لي أن ريشي سوناك رئيس وزراء قوي ومقتدر، ويظهر قيادة مثالية في وقت صعب".

ويل كوينس يقفز من سفينة ريشى سوناك

وضمن الاضطرابات غير المسبوقة، أعلن ويل كوينس عن استقالته من منصبه كوزير للصحة وقال، في بيان عبر صفحته على موقع إكس "يبدو الآن أنه الوقت المناسب لترك حكومة صاحبة الجلالة".


وتولى كوينس المنصب اعتبارًا من سبتمبر 2022، حيث كان سابقًا وزير الطفولة والأسرة ووكيلًا برلمانيًا لوزير الخارجية في وزارة التعليم.


وقال كوينس، الذي تم انتخابه لأول مرة نائبًا عن كولشيستر في عام 2015، في رسالة مفتوحة إلى رئاسة الحكومة البريطانية إنه يريد مزيدًا من الوقت لأداء واجباته كعضو في البرلمان، و"استكشاف فرص جديدة".


وجاء في الرسالة التي شاركها كوينس على موقع  إكس "بعد اتخاذ قرار التنحي في الانتخابات العامة والانضمام مؤخرًا إلى الجيش كضابط احتياطي متخصص، يبدو الآن أنه الوقت المناسب لمغادرة حكومة صاحبة الجلالة".