رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة.. ما وضع أطفال السودان المرضى جراء الحرب؟

جريدة الدستور

وضع بائس يعيشه أطفال السودان منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى وقوع قتلى ومصابين.

كان أطفال السودان هم الخاسر الأكبر في تلك المعركة، ما بين إصابة البعض منهم بأمراض فقر الدم والبعض الآخر الذي كان مصاب بأمراض مختلفة لم يستطع ممارسة علاجه بشكل سليم مثل أطفال التوحد والسرطان وغيرهم من الأطفال.

اليونيسف تدق ناقوس الخطر

واتساقًا مع ذلك، أُجبر ما لا يقل عن مليوني طفل على ترك منازلهم منذ اندلاع النزاع في السودان قبل أربعة أشهر - أي بمعدل أكثر من 700 طفل نازح جديد كل ساعة، ومع استمرار العنف في تدمير البلاد، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.7 مليون طفل يتنقلون داخل حدود السودان، وأكثر من 470 ألف طفل عبروا إلى البلدان المجاورة.

وهناك حوالي 14 مليون طفل بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني ويواجه العديد منهم تهديدات متعددة وتجارب مرعبة بشكل يومي، مبينة أن ملايين الأطفال يعيشون في أوضاع خطرة في ظل انتهاكات لحقوقهم، أكثر من ثلاثة عشر مليون طفل في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

وفي وقت سابق، نشرت منظمة اليونيسيف تقريرًا صادمًا بعد مرور 100 يوم على الحرب عن أوضاع أطفال السودان، كشفت فيه أن طفلًا يتعرض للموت أو الإصابة مع مرور كل ساعة بسبب الحرب، مشيرة إلى أن أكثر من 2500 طفل لقوا حتفهم خلال الاشتباكات منذ بدء القتال.

نقص علاج السرطان يهدد حياة «زهرة»

زهرة.م، طفلة سودانية تعاني من السرطان وتضاعفت معاناتها بسبب الحرب نتيجة نقص الأدوية الكيماوية التي تحتاج لها وكذلك جلسات الإشعاعي التي تساعدها على الشفاء، تقول شقيقتها: «اختي مصابة بالسرطان اللوكيميا أي سرطان في الدم وتحتاج إلى كلام كيماوي وإشعاعي».

توضح أنه بسبب الحرب أغلق الكثير من مراكز الإشعاع ومستشفيات السرطان في الخرطوم والمناطق المتاخمة للحرب: «القصف مستمر لساعات طويلة والأطباء لا يستطيعون العمل في ظل تلك الظروف فهناك أطفال توفوا وآخرين تدهورت أوضاعهم 

أزمة أخرى تسببت فيها الحرب وهي اختفاء أدوية السرطان والتي لا بديل لها بالنسبة للأطفال المصابين بالمرض الخبيث؛ لأن المستشفى الكبير في الخرطوم تم إغلاقه، ونقص الدواء يضرب باقي المستشفيات فلا حيلة لأطفال السرطان في الوقت الحالي لتوفير الدواء اللازم لإصابتهم بالسرطان.

في العام 2022 كان هناك 8.3 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى المساعدات و7.8 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية وطعام، بينما 3 ملايين من أطفال السودان دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 650 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.

والدة عابر: «تدهور وضعه مع اشتداد الحرب بسبب أصوات القصف»

عابر أحد أطفال السودان الذين تضرروا من حرب 15 أبريل، بسبب إصابته بالتوحد وتدهور وضعه نتيجة الأحداث التي عاصرها هناك من مشاهد قتل ودمار ورصاص، وكذلك توقف مركز التخاطب الذي يتعامل معه عن العمل نتيجة الحرب.

تصف أمه وضعه بالخطر بأنه تدهور وضعه نتيجة توقف جلسات العلاج وفي نفس الوقت مشاهد الحرب القاسية: «بدأ يشعر بالخوف من أي صوت قوي يشعره بأنه طائرة ذات أزيز ويحاول الاختباء في أي مكان بعيدًا عن الأنظار».

توقف عابر عن تناول أدويته بسبب خروج الكثير من الصيدليات عن العمل وغلقها، إلى جانب التوقف عن متابعة جلسات العلاج الطبيعي، أمه تقول: «في بداية الحرب لم يحدث له شيء لم يكن استوعب بعد ما حدث ولكن مع زيادة إطلاق الرصاص ومشاهد القتل والجثث في الشوارع زاد الأمر سوء».