رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحور كورونا الجديد "EG.5".. هل يجب أن يخشاه الناس؟

صورة مصممة
صورة مصممة

وجهٌ جديدٌ لفيروس كورونا كوفيد 19 يُطلّ بأعراضٍ جديدة أو بتهديداتٍ لعالمٍ لم يبرأ بعد من كابوس وباء كورونا، الذي أدخل الكرة الأرضية لنحو عامين في نفقٍ مُظلم، ما زالت دُول عدة تعاني من تداعياته الاقتصادية والصحية والاجتماعية.

"إي جي 5" هو الاسم العلميّ الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية على أحدث طفرة تنتمي لسلالة "أوميكرون" أحد متحورات "كوفيد 19"، لكنَّ "إيريس" بات الاسم الشائع لذلك الوافد الجديد، الذي باغت عددًا من دول العالم بانتشار سريع خلال الصيف، يُرجعه الخبراء للتجمعات في هذا الفصل، ولانخفاض مستويات المناعة، لدى العديدين منذ ضربة كورونا.

رغم انتقال الفيروس من بلدٍ لآخر، واعتقاد بعض الأطباء أنَّه أقلّ خطورة من سابقه، تبقى حقيقة هذا المتحور ضبابية، وسط شحٍ واضحٍ في المعلومات الدقيقة بشأنه، فما هي المعلومات المتوفرة عن "إيريس"؟ من أين بدأ؟ هل يتحول إلى جائحة على غرار كوفيد- 19 مع بداية الشتاء؟ أصل الفيروس وأعراضه؟ وبؤر انتشاره ومدى خطورته؟.

في ألمانيا وفي فبراير 2023 بالتحديد، وبينما كان العالم منشغلاً بالبحث عن علاج للمتحور "أوميكرون"، جاء الظهور الأول لفيروس ناشيء أسماه العلماء "إي جي 5"، وشاع له في الإعلام اسم "إيريس" نسبةً لأحد آلهة الأساطير اليونانية.

 

 

المتحوّر الجديد أبدى قدرةً لا تقلّ عن فيروس كوفيد- 19 في مهاجمة واختراق أجهزة المناعة لدى البشر، حيث انتشر خلال بضعة أسابيع وظهرت أعراضه في إحدى وخمسين دولة في أنحاء العالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق تحذير رسمي من تفشي "إي جي 5"، الذي زادت معدلات الإصابة به على مدى الأسابيع القليلة الماضية بنسبة 80%.

وبعد تسجيل مليونٍ ونصف المليون إصابة إضافية على مستوى العالم، وظهرت أولى الإصابات مؤخرًا بين الدول العربية في الكويت ومصر، ورغم أنَّ الأطباء يصفون مخاطر "إيريس" بأنَّها محدودة حتى الآن، كما لم يظهر ما يُفيد بأنَّه يسبب أمراضًا أخطر من المتحورات الفرعية الأخرى، فإنَّ تقارير المستشفيات تكشف عن أنَّه أصاب سبعة عشر فى المئة ممّن أصيبوا سابقًا بوباء كورونا.

أعراض متحور كورونا الجديد

من أبرز أعراض فيروس "إيريس"، متحور كورونا الجديد، ما يلي:

  • سيلان الأنف واحتقان الجيوب الأنفية.
  • الصداع أو الشعور بالإعياء أو الإرهاق.
  • السعال الجاف والتهاب الحلق، وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • الغثيان والقيء والإسهال.

 

حصيلة الإصابات بفيروس كورونا حول العالم

حسب آخر إحصائيات- في يوليو الماضي- فإنَّ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) حول العالم اقترب من 692 مليون حالة، فيما تخطت حصيلة الوفيات 6 ملايين و901 ألف حالة.

وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى عالميًا في عدد الإصابات، حيث تجاوزت 107 ملايين حالة، تليها الهند بما يقرب من 45 مليون حالة، وتحتل فرنسا المرتبة الثالثة بإجمالي إصابات بلغ 40 مليون حالة، تليها ألمانيا والبرازيل بنحو 38 و37 مليون إصابة على التوالي.


منظمة الصحة العالمية دعت إلى تكثيف الجهود لتطوير تركيبة التطعيمات، خصوصًا بعدما ثبت أنَّ اللقاحات المضادة لكوفيد- 19 تخسر فاعليتها في مواجهة العدوى بمرور الوقت، ما دفع بعض الشركات لإنتاج تركيبات "محدَّثة" تواكب السلالات الجديدة من كورونا، ويبدو أنَّ لقاح "إكس بي بي" الجديد هو الأكثر فاعلية إلى الآن، في مواجهة المتحور الجديد "إيريس" حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، ما شجع بعض البلدان على تنظيم حملات تطعيم في فصل الخريف، تستهدف الفئات الأكبر سنًا والأضعف مناعة، على آمل كبح جماح الفيروس ومنعه من تكرار سيناريو كوفيد- 19 قبل عامين، والتحوّل إلى جائحة جديدة في الشتاء، الذي عادةً ما يوفر مناخه البارد بيئة مُثلى لتفشي الأوبئة، فضلاً عن عودة المدارس والجامعات لفتح أبوابها أمام الطلاب، بعد فصولٍ من التعليم عن بُعد والتباعد الاجتماعي.

وبينما يُسابق الخبراء والعلماء حول العالم، الزمنَ، لابتكار لقاحاتٍ جديدة تُكافح فيروس كورونا ومتحوّراته، في ظلّ تواصل حملات التطعيم وتدابير الصحة العامة لمواجهة انتشار الفيروس، لا يزال "كوفيد- 19" يُثبت قُدرته على التكيّف عبر خلق متحوراتٍ جديدة قادرةٌ على إعادة المخاوف من انتشار الفيروس.

يقول الخبراء إنَّ الطفرات المفاجئة في متحورات "إي جي 5"، والملقب بـ«إيريس»، قد حصّرت من قدرتها على الهروب من المناعة، مُرجحين أن يكون المتحور الجديد هو المسئول عن الزيادات الأخيرة بأعداد الإصابات في كلٍ من: اليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وغيرها.

 


 

الدكتور أشرف عقبة: يجب الحذر وليس القلق

يقول الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة والمناعة بعين شمس، إنَّ ما يُميّز المتحور الجديد هي سرعة انتشاره بين الأشخاص وفي الدول، مُشيرًا إلى أنَّ الفيروس يدعو للحذر وليس القلق.

ويُضيف استشاري الباطنة والمناعة أن التحور للفيروسات دائمًا يحدث بداية من ألفا وبيتا وأوميكرون مؤخرًا، وذلك إمَّا عن طريق تطور وتغير جيني أو تغيير في البروتين يُضيف ميزة وقوة للفيروس، وإمَّا أن يعفيه من هذه القدرة، مُشيرًا إلى أنَّ المتحور الأخير "أوميكرون" كان أسرع انتشارًا لكنَّه أقل ضررًا، فيما عدا المشاكل التنفسية التي بطبعها موجودة عند المواطنين الذين يُعانون من أزمات صحية.

ويوضح رئيس أقسام الباطنة والمناعة بعين شمس أنَّ المتحور الجديد أكثر انتشارًا وله القدرة على التغلب على المناعة الذاتية التي اكتسبها الشخص، سواء عن طريق فيروسات سابقة أو بنتيجة تطعيمه، مؤكدًا أنَّه يجب الحذر.

وينصح الدكتور أشرف عقبة المواطنين بالعودة لاستخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة والمُغلقة، والحرص على نظافة اليدين باستمرار وتطبيق كافة الإجراءات الوقائية، خاصة الأشخاص كبار السن والذين يُعانون من أمراض مُزمنة أو ضعف في المناعة على وجه التحديد.


عودة إلى استخدام الكمامات وتطبيق الإجراءات الاحترازية

المتحور الجديد الذي بدأ إثارة القلق عالميًا منذ مدة قصيرة، وصل الآن إلى مرحلة ليس بالمعتادة، أو على الأقل لم نعتدها منذ عامين، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورته منذ فترة، ومن ثمَّ انتقلت إلى إرشاد المواطنين بارتداء الكمامات وهذه النصيحة بدأت في شقّ طريقها إلى حكومات وجهاتٍ رسمية.

الولايات المتحدة كانت من أبرز الدول التي بدأت في اتباع نصيحة الكمامات، حيث فرضت بعض الجامعات الأمريكية استخدام الأقنعة بعد ارتفاع الإصابة بالفيروس، كما ألزمت بعض مستشفيات نيويورك واستديوهات الأفلام في كاليفورنيا العاملين بنفس الشيء.

الأمر لم يقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل انتقل هذا القلق إلى مصر، التي طالبت وزارة الصحة فيها المواطنين بارتداء الكمامات واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية في الأماكن المزدحمة، على خلفية اكتشاف إصابة حالتين بالمتحور الجديد من الفيروس الشهير.

وتعاني الحالتان من أعراضٍ تنفسية حادة، بعدما كانت أعراض بسيطة مشابهة لنزلات البرد. وفق ما أكده المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان "حسام عبدالغفار"، الذي قال إن الوزارة رصدت حالتين تعانيان من الأعراض التنفسية الحادة، وكان لديهما أعراض مشابهة لنزلات البرد، مثل ارتفاع درجات الحرارة والرشح.

عبدالغفار- وفق تصريحات تليفزيونية- أشار إلى أخذ عينات منهما للتأكد من إصابتهما بالفيروس من عدمه، وتم عمل مسحة، وبعد إرسال العينات للمعامل المركزية تم إثبات إصابتهما بالمتحور الجديد من كورونا EG.52، ولكن أعراضه خفيفة للغاية.

ولفت إلى أن وزارة الصحة لديها منظومة ترصد على مستوى 27 محافظة، لأمراض الجهاز التنفسي، موضحًا أن أعراض كورونا الجديد مشابهة لنزلات البرد العادية كالرشح وارتفاع درجات الحرارة.

فيما أوضح أن المتحور الجديد من كورونا واسع الانتشار، فهو أكثر انتشارا من متحورات كورونا السابقة، ولكنه لم يؤدِ لأعراض شديدة أو دخول المستشفيات أو العناية المركزة.

ونصح المواطنين بارتداء الكمامات وتناول الأغذية التي ترفع من الجهاز المناعي، بالإضافة لاتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية في الأماكن المزدحمة، محذرا كبار السن بتوخي الحذر من الأماكن المزدحمة والحصول على اللقاحات.

تحذيرات ونداءات الصحة العالمية للمواطنين: «ارتدوا الكمامات.. وحافظوا على أنفسكم»

تتوالى تحذيرات منظمة الصحة العالمية من المتحور الجديد، وهو إحدى سلالات فيروس كورونا، موضحة أنَّه شديدة التحور، وتم رصده في أكثر من دولة مثل سويسرا وجنوب إفريقيا ودولة الاحتلال والدنمارك والولايات المتحدة وبريطانيا.

وفي تصريحات تليفزيونية سابقة، أوضح أحد المسئولين في المنظمة الدولية بأن هذا المتحور له أكثر من 35 طفرة في العديد من الأجزاء الرئيسية من هيكل الفيروس، وذلك مقارنة بالمتحور الأخير "أوميكرون" الذي يعد الأكثر انتشارا خلال عام 2023، وله العديد من الطفرات ويتساوى مع متحور أوميكرون والذي تسبب في العديد من الإصابات القياسية.

المسئول الدولي أكد أنه تم رصد هذا المتحور لأول مرة في الدنمارك، وذلك يوم 24 من يوليو، ثم تم رصده بعد ذلك في عدد من الدول لدى مرضى قد ظهرت عليهم بعض أعراض الإصابة أثناء بعض الفحوصات التقليدية.

وفي الأسبوع الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا جديدا بشأن خطورة متحور فيروس كورونا الجديد، وقالت المنظمة إنها تراقب باهتمام بالغ انتشار سلالة جديدة من الفيروس، والتي ظهرت في عدد من البلدان، وبخاصة أن تأثيرات هذه السلالة ما زالت غير معروفة، داعية إلى التنبه.