رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القديس الرسول كربوس أحد السبعين

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس الرسول كربوس أحد السبعين، الذي ورد ذكره في رسالة رسول الأمم الثانية إلى تيموثاوس: "احضر معك عند مجيئك الرداء الذي تركته في ترواس عند كربوس، وكذلك الكتب، ولا سيما صحف الرقّ".

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: 

إن المسيح هو طريقنا. وهو يقودنا بأمان في تعاليمه؛ ينقلنا بقوّة إلى السماء في جسده. رأيت أنّه، إذ يملكنا في ذاته نحن المُخَلَّصين به جميعًا، يقدّمنا بِمَحبّة لأبيه السماويّ، تقدمةً يتلقّاها الآب ببالغ التقدير ويُعيدها بتودّد لابنه، ربّنا يسوع المسيح. هذه التقدمة وهذه البادرة هما فرح للآب، وسعادة للابن، وابتهاج للرُّوح القدس. فما من شيء مرضيّ لربّنا، من بين كلّ ما يمكننا أن نقوم به، سوى أن يرانا مبتهجين بهذا الفرح الّذي يغمر الثالوث بسبب خلاصنا...

مهما كانت حالنا– فرح أو حزن، ثروة أو عَوز– يريدنا الله أن نفهم وأن نؤمن أنّنا حقًّا في السماء أكثر ممّا على الأرض. يأتي إيماننا من الحبّ الطبيعيّ الّذي جعله الله في قلوبنا، ومن نور عقلنا الصافي، ومن الذكاء الراسخ الّذي نناله من الله، منذ لحظة خَلقِنا الأولى. عندما تُبَثُّ نفسُنا في جسدنا الحسّيّ، تبدأ مهمّة الرحمة والنعمة بالاعتناء بنا وبحفظنا بشفقة ومحبّة. بهذه العمليّة يُنشِئُ الرُّوح القدس في إيماننا رجاءَ العودة إلى طبعِنا الأسمى، إلى قوّة الرّب يسوع المسيح المتنامية والبالغة مِلأَها بالرُّوح القدس... لأنّه باللحظة التي تُخلق فيها نفسُنا، تصبح مدينةَ الله، المهيّأة له منذ الأزل. يأتي إلى هذه المدينة ولا يغادرها أبدًا، لأنّ الله ليس أبدًا خارج النفس، بل يبقى فيها دائمًا بالنعيم.

في الواقع، إنَّ كلّ ما ورد في الكتاب المقدّس أعلن من خلال الكلمات، وكشف من خلال الأحداث، وحقّق من خلال الأمثلة، مجيء ربّنا يسوع المسيح... من خلال صور مسبقة حقيقيّة وواضحة، من خلال رقاد آدم وطوفان نوح وتبرير إبراهيم وولادة إسحق وعبوديّة يعقوب... فمِن خلال كلّ هؤلاء الآباء، نجد أنّ الربّ هو الذي يؤسّس الكنيسة، ويطهّرها، ويقدّسها، ويختارها ويفتديها. باختصار، إنّ النبوءات كلّها، وهذا الانكشاف التدريجي لمخطّط الله السرّي قد أُعطِي لنا لنعرف تجسّده الآتي... إنّ كلّ شخصيّة وكلّ عصر، وكلّ حدث يعكس كما في المرآة، صورة مجيئه وتعاليمه وآلامه وقيامته، إضافة إلى تجمّعنا في الكنيسة... بدءًا بآدم، نقطة انطلاق معرفتنا للبشريّة، نجد أنّه قد أُعلِنَ منذ إنشاء العالم، ما سوف يتمّ عند مجيء الربّ.