رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيسة ريتا الكاسياويّة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيسة ريتا الكاسياويّة، وسميت بهذا الاسم لأن ابواها من كاسيا في ايطاليا، رَزقَهما الله هذه الابنة، بعد صلوات حارة، سنة 1381. 

زوَّجَها أبواها الى رجلٍ قاس، وعاشت معه ثَماني عشرة سنة تتحَمَله وتُصلي، وما إن بدأ يتغيّر حتى قُتل على أيدي أعداءه. 

دَخَلت الدير بعد تَرَمُلِها وعاشت بالتقشُف والصوم. يقال انها كانت تقضي أيامها ولياليها بالسهر والصلاة، تعبّدت لآلام المسيح وحملَت جراحاته. مَرِضَت في أواخر أيامها واحتَمَلَت آلامها بصبر ومحبة. 

جرت على يدها آيات كثيرة منذ حياتها. إمتازت بثقتها بالرب وبحياتها القشفة. إنتقلت الى الحياة الأبدية في مثل هذا اليوم سنة 1457 وأعلنت قداستها سنة 1900

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: 

"يا ربي وإلهي، إنَّني أرى كم أن الصبر ضروري بالنسبة لي؛ لأن هذه الحياة مملؤة بالتناقضات. فهي لن تخلو أبدًا من الآلام والصراعات، مهما بذلت من جهدٍ لأجل السلام. – هذه هي الحال يا ولدي، ولكنني لا أريدك أن تبحث عن سلامٍ يخلو من تجارب يجب أن تتغلّب عليها، أو مضايقاتٍ تتألم منها. ولكن على العكس آمن أنك وَجَدْتَ السَّلام عندما تمتحنك المحن العديدة وتشهد المضايقات العديدة"

وكم نخطئ أحيانًا نحن الباحثون عن سلام الله الحقيقي!... لأن ما نبحث عنه غالبًا ليس سلام الله بل سلام العالم... وعندما يبحث العالم عن السَّلام فما يتخيلّه هو على هذا النحو: السُّكون والطمأنينة والحبّ الخالي من الدمع، والكثير من الأنانية الخفيّة.  ويبحث الإنسان هذا السَّلام بحيث يحصل من خلال على الراحة ولا يتألّم؛ وهو يبحث عن سلام الإنسان، السَّلام الرقيق والذي يُظهره العالم على شكل ديرٍ تحت نور الشمس مع أشجار السُّرو والعصافير؛ وهو سلامٌ عارٍ من التَّجارب وخالٍ من الصَّليب...

وأنا أبارك اليوم من كلّ قلبي هذا الربّ الذي يحبّني جدًا... وهو يحبّني مع مآسيّ وخطاياي ودموعي وأفراحي؛ وهو لا يريد هذا السَّلام الذي يتحدّث عنه توما الكمبيسي ... وكم هو عظيمٌ الله! فإن سلام روحي هو السَّلام الذي لا يتوقّع شيئًا من أحد. أما ما تتوقعه الرُّوح من هذا العالم فهو فقط رغبة العيش متحدّة بإرادته؛ وهو توقّعٌ هادئ في سلامٍ على الرغم مِمَّا يكتنفها من تعبٍ حزين لأنها لم ترَ الله بعد.  إن مرافقته على الصليب تتطلّب أحيانًا دموعًا غزيرة. 

وإذ نعتبر أننا ما زلنا نتمتّع بإرادتنا الخاصة، فمن غير الممكن أن لا يكتنفنا الحزن أمام هذا الكم من البؤس والأخطاء والخطايا... فكل شيء صراعٌ وألَم ولكن الرّب يسوع المُسَمَّر على الصليب في الوسط يشجّع الرُّوح على المضي قدمًا. ونجد في وسط هذا الصراع الذي نعيشه في العالم الرّب يسوع واقفًا بوجه الرضّي الذي يقول لنا: "أَنا نُورُ العالَم مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام".