رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دلائل جديدة.. خبراء وعلماء يكشفون حقيقة تسبب الاستمطار فى فيضانات دبى

فيضانات دبي 2024
فيضانات دبي 2024

أكد خبراء وباحثون أن تلقيح السحب يلعب دورًا في هطول الأمطار، لكنه لم يكن السبب في الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة فيضانات دبي.

وتعرضت دولة الإمارات، الأسبوع الماضي، لأشد أمطار غزارة تم تسجيلها على الإطلاق، بعد أن غمرت المياه مطار دبي الدولي، ما أدى إلى تعطيل الرحلات الجوية عبر أكثر المطارات ازدحاما في العالم للسفر الدولي.

وقال خبراء الأرصاد الجوية وعلماء المناخ إنه مع تلقيح السحب قد يحدث المطر، لكن المياه لا تتدفق أو تغمر بشكل كبير المناطق التي تم فيها التلقيح كما حدث في الإمارات، وإصابة دبي بالشلل، فهو نتيجة الطبيعة وليس التلقيح.

وحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، لا يزال تلقيح السحب، على الرغم من مرور عقود من الزمن، مثيرًا للجدل في مجتمع الطقس، بسبب صعوبة إثبات فاعليته، فلم يبلغ أحد عن نوع الفيضانات التي غمرت الإمارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء، والتي غالبًا ما تستخدم التكنولوجيا في محاولة لضغط كل قطرة رطوبة من السماء التي عادة ما تنتج أقل من 4 أو 5 بوصات (10 إلى 13 سم) من الأمطار سنويًا.

حقيقة تسبب الاستمطار فى فيضانات دبى

وقال عالم الأرصاد الجوية رايان ماو، كبير العلماء السابق في الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، إنه "من المؤكد أنها ليست عملية تلقيح للسحب، وإذا حدث ذلك مع تلقيح السحب فسيكون لديهم الماء طوال الوقت، لا من الصعب تكوين المطر من الهواء في حد ذاته والحصول على ما يعادل 6 بوصات من الماء".

وأشار تومر بورغ، الباحث في علوم الغلاف الجوى، إلى نماذج الكمبيوتر التي تنبأت قبل ستة أيام بهطول عدة بوصات من الأمطار، وهى الكمية النموذجية لمدة عام كامل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكد مايكل مان، عالم المناخ بجامعة بنسلفانيا، إن ثلاثة أنظمة للضغط المنخفض شكلت قطارًا من العواصف يتحرك ببطء على طول التيار الهوائي الشديد باتجاه الخليج العربي، معتبرا أن إلقاء اللوم على الاستمطار يتجاهل عوامل الطبيعة.

وقال "مان" وعلماء آخرون إن العديد من الأشخاص الذين يشيرون إلى الاستمطار منكرون لتغير المناخ ويحاولون صرف الانتباه عما يحدث بالفعل.

وأوضحت فريدريك أوتو، عالمة المناخ في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، التي ترأس فريقًا يقوم بإسناد سريع لظواهر الطقس المتطرفة لمعرفة ما إذا كانت ناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري أم لا- أن التركيز على تلقيح السحب أمر مضلل؛ لأن هطول الأمطار أصبح أكثر غزارة في جميع أنحاء العالم مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، لأن الجو الأكثر دفئا يمكن أن يحمل المزيد من الرطوبة.

وقال "ماو" إن القوى الجوية ضخمة للغاية وفوضوية للغاية، لدرجة أن تلقيح السحب من الناحية الفنية نطاق صغير للغاية بحيث لا يمكن أن يحدث ما حدث.

وتستخدم عشرات الدول في آسيا والشرق الأوسط أيضًا تقنية الاستمطار السحابي.

وقد أنفق مكتب الاستصلاح الأمريكي 2.4 مليون دولار العام الماضي على تلقيح السحب على طول نهر كولورادو، كما قامت ولاية يوتا مؤخرًا بزيادة ميزانية التلقيح الخاصة بها بمقدار عشرة أضعاف.

تغيرات مناخية كبيرة تضرب الشرق الأوسط

وأكد "ماو" إن هذا الجزء من الشرق الأوسط لا يتعرض للكثير من العواصف، ولكن عندما يحدث ذلك، فهي عواصف ضخمة تتضاءل أمام ما اعتاد عليه الناس في الولايات المتحدة.

وقالت سوزان جراي، أستاذة الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ، إن العواصف الاستوائية الضخمة مثل هذه ليست أحداثا نادرة في الشرق الأوسط، واستشهدت بدراسة حديثة تحلل ما يقرب من 100 حدث من هذا القبيل في جنوب شبه الجزيرة العربية في الفترة من 2000 إلى 2020، وكان معظمها في مارس وأبريل، بما في ذلك عاصفة مارس 2016 التي أسقطت 9.4 بوصة (حوالي 24 سم) على دبي في غضون ساعات قليلة.

وأوضحت دراسة عام 2021 أنه تم اكتشاف زيادة ذات دلالة إحصائية في مدة العواصف الهائلة فوق جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، ما يشير إلى أن مثل هذه الأحداث المتطرفة قد تكون أكثر تأثيرًا في عالم يزداد حرارة.