رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": إسرائيل توظف الذكاء الاصطناعى للتنكيل بالفلسطينيين

غزة
غزة

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير لها أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل استخدام أنظمة التعرف على الوجه في قطاع غزة وخارجها واستخدام الجيش الإسرائيلي للتكنولوجيا كأداة للمراقبة الجماعية.

وبحسب الصحيفة أدت الطفرة الأخيرة في الذكاء الاصطناعي إلى تسريع قدرات التكنولوجيا وانتشارها، الأمر الذي أثار قلق جماعات حقوق الإنسان والمدافعين عن الخصوصية الذين يرون أنها أداة ذات إمكانات هائلة لإحداث الضرر.

إسرائيل توظف الذكاء الاصطناعي ضد الفلسطينيين

ولم تجرب سوى دول قليلة هذه التكنولوجيا على نطاق واسع مثل إسرائيل، التي ذكرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا أنها طورت أنظمة جديدة للتعرف على الوجه ووسعت مراقبتها للفلسطينيين منذ بداية حرب غزة. 

وتنشر السلطات الإسرائيلية هذا النظام عند نقاط التفتيش في غزة، حيث تقوم بمسح وجوه الفلسطينيين العابرين واحتجاز أي شخص يشتبه في صلاته بحركة حماس، فيما قال ضابط إسرائيلي إن هذه التكنولوجيا صنفت مدنيين بشكل خاطئ على أنهم مسلحون.

وأوضحت "الجارديان"، أن استخدام إسرائيل تقنية التعرف على الوجه تعد إحدى الطرق الجديدة لنشر الذكاء الاصطناعي في الصراع، حيث حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن هذا يمثل تصعيدًا في استهداف إسرائيل المنتشر بالفعل للفلسطينيين عبر التكنولوجيا.

وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية حول استخدام إسرائيل للتعرف على الوجه العام الماضي، وثّقت المنظمة الحقوقية جمع قوات الأمن على نطاق واسع للبيانات البيومترية الفلسطينية دون موافقتها واستخدمت السلطات الإسرائيلية تقنية التعرف على الوجه لبناء قاعدة بيانات ضخمة للفلسطينيين تُستخدم بعد ذلك لتقييد حرية الحركة وتنفيذ مراقبة جماعية.

وقال "مات محمودي"، مستشار الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية لصحيفة "الجارديان"،  إن إسرائيل لا تستخدم نظامًا واحدًا للتعرف على الوجه فحسب، بل توجد العديد من التطبيقات والأدوات المختلفة.

وأوضح أن هناك عددًا كبيرًا من أدوات التعرف على الوجه التي جربتها دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الجزء الأكبر من العقد الماضي. 

 

تفاصيل استخدام إسرائيل Red Wolf وBlue Wolf وWolf Pack

وتابع: "نعرف هذه الأدوات بأسماء Red Wolf وBlue Wolf وWolf Pack، وهي أنظمة تم اختبارها في الضفة الغربية، وفي الخليل بشكل خاص، كل هذه الأنظمة هي أدوات فعالة للتعرف على الوجه".

وقال محمودي إن مدينة الخليل، اعتمدت فيها إسرائيل لفترة طويلة على ما يعرف باسم نظام وولف باك Wolf Pack وهي قاعدة بيانات للمعلومات المتعلقة بالفلسطينيين فقط، حيث يقومون فعليًا باحتجاز الشخص المحتجز أمام كاميرا المراقبة، ومن ثم تقوم غرفة العمليات بسحب المعلومات من نظام Wolf Pack، وهذا نظام قديم يتطلب هذا الارتباط بين غرفة العمليات والجندي على الأرض، وتم تحديثه منذ ذلك الحين.

وبحسب محمودي كانت إحدى الترقيات الأولى التي تم رصدها هي نظام Blue Wolf، والذي نشرت عنه إليزابيث دوسكين لأول مرة في صحيفة واشنطن بوست في عام 2021، وهذا النظام محاولة لجمع أكبر عدد ممكن من وجوه الفلسطينيين، بطريقة أقرب إلى لعبة،  للتعرف على وجوه الفلسطينيين، ولن يكون على الجنود سوى استخدام تطبيق Blue Wolf، ووضعه أمام وجه شخص ما، وسيقوم بسحب جميع المعلومات الموجودة لديهم.

وأوضحت الصحيفة بحسب محمودي أنه لا تتم معاملة الفلسطينيين كبشر وأفراد يتمتعون بالكرامة الإنسانية، بل تتم معاملتهم وفق منطق الألعاب عبر هذه التطبيقات ومنح الجنود إجازة حينما يجمعون أكبر قدر من المعلومات لرسم خريطة لأكبر عدد ممكن من الوجوه الفلسطينية.

كذلك رصدت المنظمة بحسب محمودي في مدينة الخليل استخدام إسرائيل نظام Red Wolf، والذي يتم نشره عند نقاط التفتيش والواجهات مع الأنظمة الأخرى، وبموجبه يمنع بعض الأفراد من المرور ويتم اعتقالهم، حيث يمر الفلسطينيون عبر نقاط التفتيش ويتم احتجازهم داخل باب دوار، وتقوم الكاميرات بمسح وجوههم ووضع صورتهم على الشاشة ويتم إعطاء الجندي الذي يقوم بتشغيله مؤشرًا ضوئيًا: الأخضر والأصفر والأحمر، وإذا كان اللون أحمر، لا يستطيع الفلسطيني العبور.

وكشفت الصحيفة عن أنه تم منع العديد من الأفراد الفلسطينيين من العودة لمنازلهم بسبب فشل هذا النظام في التعرف على وجوههم، كذلك لا يعرف آلية عمل هذه التطبيقات.

وأكدت الصحيفة أن السلطات الإسرائيلية تعتمد على جرعة كبيرة من العلاقات العامة التي تروج لقدراتها العسكرية في مجال الذكاء الاصطناعي باعتبارها متطورة للغاية، لكنها لا تقدم تفاصيل دقيقة حول كيفية عمل هذه الأنظمة بالضبط.