بـ61 مليار دولار.. تفاصيل حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
وافق مجلس النواب الأمريكي، أمس، على مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا ضمن سياسة الولايات المتحدة المستمرة لدعم كييف في مواجهة روسيا منذ الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
وبحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية أزالت حزمة التمويل الأمريكية أكبر عقبة أمامها، ألا وهي مجلس النواب الذي أقر التشريع وأحاله بدوره إلى مجلس الشيوخ لإقراره ثم إحالته للرئيس جو بايدن للتصديق عليه.
بقيمة 61 مليار دولار.. تفاصيل حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
ووافق مجلس النواب الأمريكي أمس على مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وحلفاء آخرين للولايات المتحدة في جلسة نادرة، حيث اجتمع الديمقراطيون والجمهوريون معًا بعد أشهر من المقاومة اليمينية المتشددة بشأن الدعم الأمريكي المتجدد لصد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبتصويت ساحق، تمت الموافقة على مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا في غضون دقائق، وهو عرض قوي في الوقت الذي يتسابق فيه المشرعون الأمريكيون لتقديم جولة جديدة من الدعم الأمريكي للحليف الذي مزقته الحرب، وهتف العديد من الديمقراطيين في قاعة مجلس النواب ولوحوا بأعلام أوكرانيا.
وقال رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، الذي ساعد في تمرير الحزمة، بعد التصويت: " قمنا بعملنا هنا، وأعتقد أن التاريخ سيحكم عليه جيدًا".
ويشمل إجمالي التمويل البالغ 95 مليار دولار ما يقرب من 61 مليار دولار لأوكرانيا، مع تخصيص بعض التمويل لتجديد الذخائر الأمريكية و26 مليار دولار لإسرائيل؛ و8 مليارات دولار لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك تايوان؛ و9 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية للمدنيين في مناطق الحرب، مثل هايتي والسودان وغزة، على الرغم من أن الحزمة تتضمن أيضًا حظرًا حتى مارس 2025 على التمويل الأمريكي المباشر لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وهي وكالة تقدم المساعدات الرئيسية إلى غزة.
وفي مشروع قانون أوكرانيا، من أصل 60.7 مليار دولار، ستستخدم الولايات المتحدة حوالي 23 مليار دولار لتجديد مخزونها العسكري، مما يفتح الباب أمام عمليات النقل العسكرية الأمريكية المستقبلية إلى أوكرانياـ وسيتم تخصيص 14 مليار دولار أخرى لمبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، والتي يشتري البنتاجون بموجبها أنظمة أسلحة جديدة متقدمة للجيش الأوكراني مباشرة من مقاولي الدفاع الأمريكيين.
وهناك أيضًا أكثر من 11 مليار دولار لتمويل العمليات العسكرية الأمريكية الحالية في المنطقة، وتعزيز قدرات الجيش الأوكراني وتعزيز التعاون الاستخباراتي بين كييف وواشنطن؛ وحوالي 8 مليارات دولار من المساعدات غير العسكرية، مثل مساعدة الحكومة الأوكرانية على مواصلة العمليات الأساسية، بما في ذلك دفع الرواتب ومعاشات التقاعد.
وتتضمن الحزمة العديد من الأولويات الجمهورية التي أيدها الديمقراطيون، أو على الأقل كانوا على استعداد لقبولها، وتشمل هذه المقترحات التي تسمح للولايات المتحدة بالاستيلاء على أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لإعادة بناء أوكرانيا؛ وفرض عقوبات على إيران وروسيا والصين والمنظمات الإجرامية التي تتاجر بمخدر الفنتانيل؛ وتشريعات تلزم الشركة المالكة لتطبيق الفيديو الشهير تيك توك، ومقرها الصين، ببيع حصتها في غضون عام أو مواجهة الحظر في الولايات المتحدة.
ماذا بعد تمرير مجلس النواب الأمريكي حزمة مساعدات أوكرانيا
ووفق الصحيفة أدى مرور التشريع عبر مجلس النواب إلى إزالة أكبر عقبة أمام طلب التمويل الذي قدمه جو بايدن، والذي تم تقديمه لأول مرة في أكتوبر عندما بدأت الإمدادات العسكرية لأوكرانيا في النفاد.
وستحال الحزمة بأكملها الآن إلى مجلس الشيوخ، الذي قد يمررها يوم الثلاثاء ثم يتم تمريرها إلى بايدن، الذي وعد بالتوقيع عليها على الفور.
وقال الرئيس بايدن "أحث مجلس الشيوخ على إرسال هذه الحزمة بسرعة إلى مكتبي حتى أتمكن من التوقيع عليها لتصبح قانونًا ويمكننا إرسال أسلحة ومعدات بسرعة إلى أوكرانيا لتلبية احتياجاتها الملحة في ساحة المعركة".
وأعلن تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، أنه سيبدأ التصويت الإجرائي على الحزمة يوم الثلاثاء، قائلًا "كان حلفاؤنا في جميع أنحاء العالم ينتظرون هذه اللحظة".
وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، "المهمة أمامنا ملحة، فقد حان دور مجلس الشيوخ مرة أخرى ليصنع التاريخ".
ويمكن للبنتاجون نقل الأسلحة إلى أوكرانيا في غضون أيام بمجرد موافقة مجلس الشيوخ على حزمة المساعدات العسكرية وتوقيع بايدن عليها لتصبح قانونًا، حيث لديها شبكة من مواقع التخزين في الولايات المتحدة وأوروبا التي تحتوي على الذخيرة ومكونات الدفاع الجوي التي تحتاجها كييف بشدة.
ووفقًا لمسؤول عسكري أمريكي، ستكون الولايات المتحدة قادرة على إرسال ذخائر معينة "على الفور تقريبًا إلى أوكرانيا ومن بين الأسلحة التي يمكن أن تصل بسرعة كبيرة، قذائف 155 ملم ومدفعية أخرى، إلى جانب بعض ذخائر الدفاع الجوي.
وكان لدى البنتاجون إمدادات جاهزة لنقلها لأوكرانيا منذ أشهر، لكنه لم ينقلها بسبب نفاد الأموال، فقد أنفق كل التمويل الذي قدمه الكونجرس سابقًا لدعم أوكرانيا، حيث أرسلت الدفاع الأمريكية ما قيمته أكثر من 44 مليار دولار من الأسلحة والصيانة والتدريب وقطع الغيار منذ الغزو الروسي في فبراير 2022.
ردود الفعل على تشريع مجلس النواب الأمريكي لدعم أوكرانيا
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه "ممتن" لكلا الحزبين في مجلس النواب وشخصيا لرئيس المجلس مايك جونسون الذي يبقي التاريخ على المسار الصحيح.
فيما قالت وزارة الدفاع التايوانية يوم الأحد إنها ستناقش مع الولايات المتحدة كيفية استخدام التمويل للجزيرة، موضحة أنها ستنسق استخدامات الميزانية ذات الصلة مع الولايات المتحدة من خلال آليات التبادل القائمة، وستعمل جاهدة على تعزيز قدرات الاستعداد القتالي لضمان الأمن الوطني والسلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وتشكو تايوان منذ عام 2022 من التأخير في تسليم الأسلحة الأمريكية، مثل صواريخ ستينجر المضادة للطائرات، حيث يركز المصنعون على إمداد أوكرانيا.
وردا على التشريع، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الموافقة على المساعدات الأمنية لأوكرانيا ستؤدي إلى مزيد من الأضرار والوفيات في الصراع الدائر هناك، موضحا أن القرار سيجعل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر ثراء، ويؤدي إلى المزيد من الخراب في أوكرانيا ومقتل المزيد من الأوكرانيين.
وقال بيسكوف أيضًا إن البنود الواردة في التشريع التي تسمح للولايات المتحدة بمصادرة الأصول الروسية المصادرة ونقلها إلى أوكرانيا لتمويل إعادة الإعمار من شأنها تشويه صورة الولايات المتحدة، وسوف تتخذ روسيا إجراءات انتقامية.
