رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بحلول تذكار القدّيس الشهيد أنتيباس

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بحلول تذكار القدّيس الشهيد أنتيباس الذي استشهد في عهد الإمبراطور دوميسيانوس (81-96). كان معاصر للرسل، ويذكره يوحنا الإنجيلي الحبيب في سفر الرؤيا (13:2)، ويدعوه "الشاهد الأمين".

 وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:  لا يخاف البشر الأتقياء والحكماء والأخيار من الموت بسبب الرّجاء الكبير القائم أمامهم. فهم يفكرّون يوميًا بالموت على أنه "خروج" وباليوم الأخير على أنّه يومٌ يولد فيه أبناءٌ لآدم. ويقول بولس الرسول، "وهكذا سَرى المَوتُ إِلى جَميعِ النَّاسِ... فقَد سادَ المَوتُ مِن عَهْدِ آدَمَ إِلى عَهْدِ موسى، سادَ حتَّى الَّذينَ لم يَرتَكِبوا خَطيئَةً تُشبِهُ مَعصِيَةَ آدم" والموت اجتاز أيضًا عند نهاية العالم إلى ناس موسى جميعهم لكنّ موسى أعلن أن حكم الموت سيندحر. اعتقد الموت أنه سيلتقط جميع البشر في شباكه ليحكم عليهم إلى الأبد... لكن عندما نَادى اللهُ موسى مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ قال له: "أَنا إِلهُ أَبيكَ، إِلهُ إِبْراهيم وإِلهُ إِسحق وإِلهُ يَعْقوب"ارتجف الموت عندما سمع هذا الكلام وارتعد خوفًا ثم فهم ... أن الله هو ملك الأموات والأحياء ... وأن يومًا سيأتي يتحرّر فيه الإنسان من ظلمات الموت. وها أن الرّب يسوع المسيح مخلّصنا قد ردّد هذا الكلام إلى الصدوقيين وقال لهم، "فما كانَ إلهَ أَموات، بل إِلهُ أَحياء، فهُم جَميعاً عِندَه أَحْياء" .

بما أن الرّب يسوع  المسيح، قاتِل الموت، حلّ بيننا ولبس جسدًا من ذريّة آدم وعُلّق على الصليب وذاق الموت، فهم الموت أن الرب يسوع نازل عنده، فأقفل الموت المضطرّب أبوابه. غير أن الرّب يسوع هشّم هذه الأبواب ودخل عالم الموت وباشر ينتشل من قبضته الأرواح التي أمسكها. والأموات إذ رأوا النور في الظلمة رفعوا رؤوسهم خارج سجنهم ونظروا عظمة المسيح الملك ... أما الموت إذ شهد الظلام يتشتت والصالحون ينبثقون، تيقّن أن الرّب يسوع سوف ينتشل جميع مساجينه من قبضته مع انتهاء الدهر.

من جهة اخرى، ترأس أمس، نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، قداس عيد البشارة المجيد، وتدشين كرسي الكأس، بكنيسة السيدة العذراء مريم أم النور بالقطنة.

شارك في الصلاة الأب جيروم نصير، راعي الكنيسة، والأب يوأنس صابر، حيث تناول الأنبا توما في عظته إنجيلِ عيدِ البشارة، تكلّم الملاكُ جبرائيل ثلاثَ مرّاتٍ وخاطبَ مريمَ العذراء.

في المرّة الأولى، عندما حيّاها، قال: "افرَحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ". سبب الفرح وسبب السّرور يتجلّى في كلمات قليلة وهي: الرّبُّ معكِ. أيّها الأخ، وأيّتها الأخت، يمكنك أن تسمع اليوم الكلمات نفسها موجّهة إليك، ويمكنك أن تتبنّاها في كلّ مرّة تقترب فيها من مغفرة الله، لأنّ الرّبّ يقول لك هناك: "أنا معك".

كلّم الملاك مريم للمرّة الثانية، وإذ اضطربت من سلامه، قال لها: "لا تَخافي". في الكتاب المقدّس، عندما يقدّم الله نفسه لمن يقبله، هو يحبّ أن يقول هاتين الكلمتين: لا تخف، قالها لأبرام، وكرّرها لإسحاق، وليعقوب وهكذا دواليك، وصولاً إلى يوسف ومريم. بهذه الطّريقة هو يرسل لنا رسالة واضحة ومعزّية، وهي: في كلّ مرّة تنفتح فيها الحياة على الله، لا يمكننا بعدها أن نبقى رهائن للخوف.

كلَّم الملاك مريم العذراء للمرّة ثالثة، وقال لها: "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سيَنزِلُ علَيكِ". هكذا يتدخّل الله في التّاريخ: يَهَبُ روحه. لأنّ قوّتنا لا تكفي في الأمور الهامة. نحن وحدنا لا نستطيع أن نحلّ تناقضات التّاريخ ولا حتّى تناقضات قلوبنا. نحن بحاجة لقوّة الله الحكيمة والوديعة، التي هي الرّوح القدس. نحن بحاجة لروح المحبّة، الذي يذوّب الكراهية، ويطفئ الحقد، ويخمد الجشع، ويوقظنا من اللامبالاة. نحن بحاجة لمحبّة الله، لأنّ محبّتنا غير مستقرّة وغير كافية.

لنسأل أنفسنا إن كنا أشخاص الـ "نعم" أم أننا ننظر إلى الجهة الأخرى لكي لا نجيب" في عيد بشارة العذراء مريم، وشدّد الاب المطران على أن "نعم" مريم تفتح الباب لـ "نعم" يسوع.

وقدم الأب جيروم، وشعب الكنيسة، عصا الرعاية، كهدية تذكارية، إلى نيافة المطران. وعقب الذبيحة الإلهية، زار نيافته بعض أسر الرعية.