رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بحلول تذكار البار باسيليوس المعترف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بحلول تذكار البار باسيليوس المعترف، الذي اضطهد وتألم لأجل الايمان القويم، وقد ناضل عنه ضد بدعة محطّمي الإيقونات المقدسة.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في الأزمنة الأولى، كان الربّ الذي خلق الإنسان، يكلّم الإنسان بنفسه، بطريقة تسمح لهذا الأخير بسماعه. هكذا كان يكلّم آدم... كما فعل لاحقًا مع نوح وإبراهيم. وحتّى عندما سقط البشر في هوّة الخطيئة، لم يقطع الله العلاقة معهم، رغم أنّ هذه العلاقة لم تعد حميمة كما كانت لأنّ البشر أصبحوا غير جديرين بها. لقد قبل إذًا أن يقيم مجدّدًا علاقات عطف معهم، إنّما من خلال الرسائل، كما نتواصل نحن مع الشخص الغائب؛ بهذه الطريقة، استطاع من خلال رأفته، إعادة الارتباط بالجنس البشري كلّه. إنّ موسى هو حامل هذه الرسائل التي بعث الله بها لنا.

لنفتح هذه الرسائل؛ ما هي كلماتها الأولى؟ "في البَدءِ خلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأَرض" . إنّه أمر رائع!... موسى الذي أتى إلى العالم بعد عدّة قرون، أُلهِم من العُلى ليخبرنا عن الروائع التي صنعها الله حين خلق العالم... ألا يبدو أنّه كان يقول لنا بوضوح: "هل علّمني البشر ما سأكشفه لكم؟ أبدًا، إنّه الخالق وحده، هو الذي صنع هذه الروائع؛ هو يقود لساني لأطلعكم عليها. لذا، أتمنّى عليكم أن تفرضوا الصمت على كلّ مطالبات المنطق البشري. لا تستمعوا إلى هذا الكلام كما لو أنّه مجرّد كلام موسى؛ الله هو الذي يكلّمكم؛ وموسى ليس سوى ناقل كلامه".

أيّها الإخوة، لنستقبل إذًا كلمة الله بقلب ممتنّ ومتواضع... لأنّ الله هو الذي خلق كلّ شيء، هو الذي يعدّ كلّ الأشياء ويهيّئها بحكمة... هو يقود الإنسان بما هو مرئي لمعرفة خالق الكون. هو يعلّم الإنسان أن يتأمّل الحرفي الأسمى في أعماله ليعرف كيفيّة عبادة خالقه.