رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل| علاقة بايدن وبيبى.. هل تغيّر الموقف الأمريكى تجاه إسرائيل؟

نتنياهو وبايدن
نتنياهو وبايدن

انتقد البيت الأبيض، موقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تجاه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب عدم معارضة واشنطن قرار مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة طوال شهر رمضان، ما يثير أزمة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

وكشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، في تقرير لها، أن البيت الأبيض ألمح إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "بيبي" يحاول افتعال أزمة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بعد أن ألغى خططًا لإرسال وفد إسرائيلي إلى واشنطن، بسبب قرار إدارة بايدن بالسماح بتبني قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.

استمرار دعم إدارة بايدن إسرائيل رغم قرار مجلس الأمن

وقال نتنياهو إن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت يمثل انحرافًا عن سياسة واشنطن، التي تربط وقف إطلاق النار بإطلاق حماس للمحتجزين، لكن المسئولين الأمريكيين أكدوا أن هذا ليس تفسيرهم للقرار وأن موقفهم المؤيد لهذه الشروط لم يتغير.

وقال جون كيربي، عضو مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحفي أمس: "نحن في حيرة من أمرنا بسبب موقف نتنياهو، فقرار مجلس الأمن غير ملزم، وبالتالي ليس هناك أي تأثير على الإطلاق على قدرة إسرائيل على مواصلة ملاحقة حماس".

وأضاف مسئول أمريكي ثان أطلع مجموعة صغيرة من الصحفيين أن مساعدي بايدن كانوا على اتصال مع نظرائهم الإسرائيليين في الأيام والساعات التي سبقت التصويت، موضحًا أن ذلك لن يرقى إلى مستوى تغيير في النهج الأمريكي.

وقال المسئول إن المسئولين الإسرائيليين فهموا ذلك، لكن نتنياهو قرر تقديم الأمور بشكل مختلف، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة عملت على ضمان أن تكون مطالب القرار بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين جزءًا من نفس الفقرة بعد أن تم فصلهما في البداية، لتبديد فكرة عدم ارتباط الاثنين ببعضهما البعض، غير أن النص لا يشترط وقف إطلاق النار على إطلاق سراح المحتجزين.

وأضاف المسئول أن إدارة بايدن كانت في حيرة من أمرها إزاء ما تعتبره رد فعل مبالغ فيه من جانب نتنياهو تجاه سماح الولايات المتحدة بتمرير القرار.

أسرار غضب نتنياهو من بايدن

من جانبه، وصف مكتب نتنياهو امتناع الولايات المتحدة عن التصويت بأنه "تراجع واضح" عن الموقف الذي اتخذته واشنطن منذ بداية الحرب.

واعتبر مكتب نتنياهو أن الموقف الأمريكي يضر بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح المحتجزين، لأنه يمنح حماس الأمل في أن الضغوط الدولية ستسمح لها بقبول وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح المحتجزين.

وأضاف البيان أن نتنياهو حذر الولايات المتحدة مسبقًا من أنه سيلغي الخطط الإسرائيلية لزيارة وزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي لواشنطن، إذا امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، وأنه كان يتابع الأمر فقط.

وبعد أن قال المسئول الأمريكي الثاني إن قرار نتنياهو بإلغاء الوفد كان على الأرجح مدفوعًا بالسياسة الإسرائيلية الداخلية، تم الضغط على كيربي للسؤال عما إذا كان بايدن لا يتأثر بسياساته الداخلية.

ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض الفكرة تمامًا، قائلًا إن قرارات بايدن بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس تعتمد بشكل صارم على مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

خطة عودة العلاقات بين بايدن ونتنياهو 

وأضاف كيربي أن نتنياهو مخطئ في الادعاء بأن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت سيعطي حماس الأمل في أنها تستطيع تأمين وقف إطلاق النار من خلال وسائل أخرى غير إطلاق سراح المحتجزين.

وعندما سُئل كيربي عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تبدأ الآن في فرض شروط على مساعداتها لإسرائيل، أشار كيربي إلى أن هذا "ليس واردًا".

وتابع: "ما زلنا نقدم الأدوات والقدرات وأنظمة الأسلحة حتى تتمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها ضد ما نتفق على أنه لا يزال يمثل تهديدًا قابلًا للتطبيق من حماس".

فيما كشف مسئول أمريكي عن وجود خطط وسيطة للاتصال بنتنياهو بشأن قرار الأخير إلغاء زيارة كبار مساعديه، ولم يتصل نتنياهو ببايدن بشأن ذلك مسبقًا.

وكشفت "تايمز أوف إسرائيل" أن إدارة بايدن أمامها فرص لتقديم بدائل لهجوم إسرائيل على رفح خلال اجتماعات مع وزير الدفاع الزائر يوآف جالانت، على الرغم من أن هذه لن تكون بديلًا عن الاجتماع المشترك بين الوكالات الذي كانت تأمل في عقده مع بعض كبار قادة نتنياهو الآخرين. 

وكشف مسئول أمريكي عن أن المسئولين الإسرائيليين أعربوا عن اهتمامهم بتلقي خطط واشنطن البديلة لعملية رفح، وقالوا إن الولايات المتحدة تريد أيضًا أن ترى خطة إسرائيل حول الكيفية التي تعتقد أنها يمكن أن تشن بها هجومًا دون تعريض المدنيين للخطر بشكل كبير، وهو أمر لم تقدمه حكومة نتنياهو بعد لواشنطن.

وأكد مسئول أمريكي آخر لـ"تايمز أوف إسرائيل" أن نتنياهو كان يبحث عن ذريعة لعدم إرسال وفد إلى واشنطن لأن ذلك سيجبره على التعامل مع بدائل أكثر واقعية لغزو رفح، ويضعه على خلاف مع شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين لا يريدون منه التنازل عن هذه المسألة".

وأعرب المسئول الأمريكي عن أسفه، لأن نتنياهو كان يحاول خوض معركة مع الولايات المتحدة بعد أن قامت إدارة بايدن بدعم إسرائيل لعدة أشهر وتواصل تقديم الأسلحة، قائلًا: "يعرف بيبي أنه لن يتمكن من مواصلة هذه الحرب بدوننا، وما زال يختار السير في هذا الطريق".

قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ضربة رمزية لمكانة إسرائيل

كان قرار يوم الإثنين هو المرة الأولى التي يصدر فيها مجلس الأمن قرارًا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، ومع ذلك، فهو يمثل ضربة رمزية لمكانة إسرائيل الدولية منذ ما يقرب من ستة أشهر منذ بدء العدوان، ويبدو أنه يسلط الضوء على انخفاض جديد في العلاقات المتدهورة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

القرار الذي أصدره مجلس الأمن "يعترف" بالجهود الجارية لتأمين صفقة المحتجزين، لكنه لا يربط بشكل مباشر تلك المحادثات بوقف إطلاق النار في غزة الذي يطالب به.

وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت في السابق حق النقض (الفيتو) ضد قرارات تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتي لم تتضمن أي إشارة أو ربط بمحادثات المحتجزين.

لذا يبدو أن الاعتراف بهذه المفاوضات، على الرغم من عدم ربطها بشكل مباشر بوقف إطلاق النار المطلوب هو الحل الوسط الذي توصل إليه أعضاء مجلس الأمن لتمرير القرار.