رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بقيادة مصر.. كيف أعاد اجتماع باريس إحياء المفاوضات المتوقفة والتغلب على الخلافات؟

نتنياهو
نتنياهو

قال مسئولون مصريون إن المسئولين الأمريكيين والعرب يكثفون جهودهم لتضييق الفجوات بين إسرائيل وحماس في اتفاق لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، بعد أن ساعد اجتماع حاسم في باريس، يوم الجمعة، بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة، على إحياء المفاوضات المتوقفة، والتغلب على الخلافات والنقاط العالقة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

إحياء المفاوضات وضغوط مصرية لتطبيق الهدنة

وقال المسئولون المصريون إن التحدي الرئيسي الذي يواجه الوسطاء هو التوصل إلى اتفاق يقنع حماس بأن وقف إطلاق النار الدائم ممكن في نهاية المطاف في نهاية الهدنة الإنسانية، مع السماح لإسرائيل بتجنب أي التزام من هذا القبيل.

واجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، مع الوفد المصري، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، في باريس يوم الجمعة، بعد أسابيع من الجمود، وكان لبيرنز دور فعال في ضمان وقف إطلاق النار لمدة أسبوع في نوفمبر، والذي تم بموجبه إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز إسرائيلي مقابل عدة مئات من الأسرى الفلسطينيين ووقف قصير للقتال.

وجاء الاجتماع الأخير بعد أن قال مسئولون إسرائيليون إن هناك فرصة لإحراز تقدم في المحادثات، كما أشارت حماس للمسئولين المصريين إلى أنها قد تكون مرنة في مطالبها بالإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

وأوضحت الصحيفة أن مفاوضات مصر المكثفة مع قادة حماس لتخفيف شروطها هي ما تسببت في دفع الصفقة إلى الأمام، على أمل أن تكون هذه الهدنة تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

وتابعت أن المحادثات الإضافية بين الفرق من المقرر أن تستمر في الأسبوع المقبل، حيث يتسابق الوسطاء للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يساعد في تجنب عملية برية إسرائيلية وشيكة في رفح، المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، حيث تؤوي أكثر من مليون مدني فلسطيني نازح. 

وحدد المسئولون الإسرائيليون موعدًا نهائيا لاجتياح رفح مطلع شهر رمضان المبارك إذا لم تطلق حركة حماس سراح المحتجزين، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

ويضغط الزعماء الغربيون، بمن في ذلك الرئيس بايدن، على إسرائيل لعدم غزو رفح بسبب المخاوف بشأن الكيفية التي قد يؤدي بها ذلك إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في القطاع. 

وفي اتصال هاتفي مع بايدن، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، معارضته غزو رفح، وقال مكتب الرئيس الفرنسي: "اتفق الزعيمان على أهمية التوصل إلى اتفاق دون تأخير".

فيما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم السبت، إنه سيجتمع بحكومته هذا الأسبوع لبحث خطط توسيع الحرب البرية الإسرائيلية في رفح بما في ذلك إجلاء المدنيين قبل القتال.

وأعرب المسئولون الأمريكيون عن أملهم في أن تؤدي اجتماعات باريس إلى انفراجة من شأنها أن تؤدي إلى توقف دائم للقتال وإطلاق سراح المحتجزين، وسعى المسئولون إلى البناء على الصيغة التي تم وضعها في باريس الشهر الماضي بين المسئولين القطريين والمصريين والإسرائيليين والأمريكيين، والتي تسعى إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يمكن تمديده ليصبح وقفًا دائمًا.

وقال وسطاء في اجتماع باريس إن حماس تبدي مرونة بشأن المدة التي يجب أن يستمر فيها وقف القتال، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وكانت حماس أيضًا على استعداد للتخلي عن مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار وقبول المفاوضات في مرحلة لاحقة للوصول إلى هذا الهدف. لكن حماس ما زالت مصرة على انسحاب الجيش الإسرائيلي من أجزاء من القطاع للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم، حسب مسئولين مصريين، ولا تزال الحركة تطالب بالإفراج عن الذين يقضون أحكامًا طويلة بالسجن في قضايا مرتبطة بالعنف، في حين يتم إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين خلال الفترة.

وقال المسئولون إن وقف إطلاق النار سيعتمد على التقدم في المحادثات نحو إنهاء الحرب.

وأكد مسئولون مصريون إن المفاوضين الإسرائيليين أبدوا استعدادهم لمناقشة مدة الهدنة وعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، بمن في ذلك الأسرى في السجون الإسرائيلية بتهم مرتبطة بالأمن، لكنهم ما زالوا مترددين بشأن الموافقة على السماح للسكان بالعودة إلى شمال غزة أو أي التزام يضمن المفاوضات لإنهاء الحرب، وقال مسئول إسرائيلي كبير إن الطرفين ما زالا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق لكن حماس خففت من بعض مطالبها.