رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمريكا تفضح "أكاذيب" إسرائيل بحق "الأونروا".. وتكشف سر "الاتهام المزيف"

الأونروا
الأونروا

توصل تقييم جديد للمخابرات الأمريكية، إلى أن اتهام الاحتلال الغالبية العظمى من موظفي إحدى وكالات الأمم المتحدة "الأونروا" التي توزع المساعدات على الفلسطينيين، بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى، وأنهم أعضاء في حركة حماس، مجرد ادعاءات كاذبة نابعة من رفض إسرائيل لعمل المنظمة ولا علاقة لها بالحقيقة، وفقًا لما كشف عنه بعض المطلعين على التقييم.

كشف أكاذيب إسرائيل بحق الأونروا

وبحسب تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، علقت واشنطن وعواصم غربية أخرى الشهر الماضي تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، التي تقدم المساعدات للفلسطينيين، بعد أن شاركت إسرائيل نتائج تفيد بأن ما لا يقل عن 12 من موظفي الأونروا كانوا على صلة بعملية طوفان الأقصى.

وأشارت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، إلى أنها خلصت إلى أن 10% من جميع العاملين في الأونروا لديهم نوع من الارتباط، عادة سياسي، مع حماس، وكان لعدد أقل بكثير علاقات بالأجنحة المسلحة لحركة حماس وجماعة أخرى هي حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وتوظف الأونروا حوالي 12 ألف شخص في غزة.

وأوضح التقرير، أن الأكاذيب الإسرائيلية تسببت في تراجع 6 مانحين عن تمويل المنظمة الأكبر التي تهتم بشئون اللاجئين الفلسطينيين ومسئولة عن توزيع المساعدات الإنسانية على سكان قطاع غزة وسط تزايد الجوع والمرض والاضطراب الاجتماعي في القطاع الذي مزقته الحرب. 

وتسببت الحرب في استشهاد أكثر من 29 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لمسئولي الصحة الفلسطينيين. 

ولفت التقرير، إلى أن التقييم الاستخباراتي الجديد، كما وصفه المسئولون، لا يشكك في مزاعم إسرائيل بوجود روابط بين بعض الموظفين في الأونروا والجماعات المسلحة، لكنه يقدم تقييمًا أكثر دقة من تلك التي قدمتها إسرائيل.

ووصف وزير الخارجية أنتوني بلينكن الشهر الماضي تأكيدات إسرائيل بأنها "ذات مصداقية عالية للغاية"، لكنه قال أيضًا إن الوكالة لعبت دورًا أساسيًا في تقديم الإغاثة للناس في غزة، ولكن يبدو أن التقرير الاستخباراتي الأمريكي الجديد كشف عدم مصداقية إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة، أن "الأونروا" أجرت تحقيقًا داخليًا وفصلت بالفعل الموظفين المشاركين في عملية طوفان الأقصى، ولكن يبدو أن هدف إسرائيل كان أبعد من ذلك ويتمثل في وقف عمل المنظمة بالكامل.

وفي التقرير الجديد، الذي اكتمل الأسبوع الماضي، قال مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، وهو مجموعة من محللي الاستخبارات المخضرمين، إنه قيم "بثقة منخفضة" أن حفنة من موظفي الأونروا شاركوا في العمليات وليس العدد الذي أعلنت عنه إسرائيل.

ويُشير تقييم الثقة المنخفضة إلى أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يعتقد أن هذه المزاعم معقولة، ولكن لا يمكنه تقديم تأكيد أقوى لأنه ليس لديه تأكيد مستقل خاص به، وقال مسئول أمريكي إن الولايات المتحدة خلصت إلى أن هذه المزاعم "ذات مصداقية أكثر من نظيرتها الإسرائيلية".

وقال المسئولون الأمريكيون إن وكالات التجسس الأمريكية لم تركز تقليديًا على جمع المعلومات الاستخبارية عن غزة، كما أن إسرائيل لم تقدم أي دلائل أو معلومات استخباراتية تدعم روايتها بشأن الأونروا، ما حدّ من القدرات الأمريكية للوصول إلى استنتاجات أكثر وضوحًا.

وقال المطلعون على الوثيقة إن النتائج التي توصل إليها المجلس، في تقرير من أربع صفحات تقريبًا، تم توزيعها داخل الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي.

وقال مسئول إسرائيلي إن إسرائيل لم تكن على علم بالتقييم الأمريكي، وقال: "إننا نشارك معلومات استخباراتية وثيقة مع شركائنا الأمريكيين في جميع المجالات".

ويشير التقرير أيضًا، إلى ما يقول إنه "كراهية إسرائيل الطويلة الأمد للوكالة التابعة للأمم المتحدة، كانت وراء الاتهامات المبالغ فيها".

وقال أحد الأشخاص المطلعين على التقرير إن "هناك قسمًا محددًا يذكر كيف يعمل التحيز الإسرائيلي على تشويه الكثير من تقييماتهم للأونروا، ويقول إن هذا أدى إلى تشويهات فيما يخص عملية طوفان الأقصى".

كما أن التقييم الأمريكي يُشير إلى أن "واقع سيطرة حماس على غزة يعني أن وكالة الأمم المتحدة يجب أن تتفاعل مع الجماعة لتقديم الإغاثة الإنسانية، لكن هذا لا يعني أن الوكالة تتعاون مع الجماعة المسلحة".