رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق العازل.. إسرائيل تقسم غزة نصفين وتكشف مخططاتها المستقبلية للقطاع

غزة
غزة

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن انتهاكات إسرائيلية جديدة في قطاع غزة، حيث تعمل على بناء طريق عازل في وسط قطاع غزة يفصل الشمال عن الجنوب، بحجة تسهيل العمليات العسكرية والحفاظ على السيطرة الأمنية في القطاع لبعض الوقت، لكن مثل هذا الإجراء يكشف مخططات الاحتلال المستقبلية للقطاع، ومنع سكان الشمال من العودة لمنازلهم مرة أخرى.

طريق عازل ومنطقة عازلة.. إسرائيل تدمر غزة 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الطريق المرصوق بالحصى يُعدّ جزء من الجهود الإسرائيلية لإعادة تشكيل تضاريس قطاع غزة، ومنح جيش الاحتلال حرية الحركة وإحكام السيطرة على المنطقة التي كانت نقطة انطلاق لعملية طوفان الأقصى.

وتابعت أن الممر الواقع جنوب مدينة غزة، والذي يمتد حوالي 5 أميال من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل، غزة إلى قسمين، على طول شريط شرقي غربي من الأرض تحتله القوات الإسرائيلية منذ بداية الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر.

وأضافت أن هذا الطريق يسمح للجيش الإسرائيلي بمواصلة التحرك بسرعة عبر الجيب على طول طريق آمن، حتى بعد انسحاب معظم القوات، حيث يسيطر الجيش الإسرائيلي بالفعل على الطرق الرئيسية بين الشمال والجنوب في غزة.

وأشارت إلى أن الطريق يشكل جزءًا من صورة ناشئة لكيفية استعداد الجيش الإسرائيلي للمرحلة التالية من الحرب، عندما يخطط للانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان والتركيز على الغارات المستهدفة ضد حماس.

وأوضحت أن بناء الطريق وتوسيعه يأتي في الوقت الذي يقوم فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا ببناء منطقة عازلة يبلغ طولها حوالي كيلومتر واحد داخل حدود غزة مع إسرائيل، حيث يُمنع الفلسطينيون من الدخول.

وحذر المسئولون الأمريكيون إسرائيل مرارا وتكرارا من تغيير حدود غزة أو تقسيم أراضيها، وقد أعربوا علنًا عن معارضتهم لإنشاء منطقة عازلة.

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر أن يتم استخدام الطريق بين الشرق والغرب وتسيير دوريات فيه حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات، وفقًا لمسئولين إسرائيليين، يقولون إنهم ليست لديهم نية لاحتلال غزة بشكل دائم، ولكنهم يخططون للحفاظ على "الأمن"، والسيطرة عليها داخل حدودها لمدة غير محددة.

ويمكن للطريق الذي تم تجديده أيضًا أن يخلق بشكل فعال حزامًا عسكريًا عبر غزة يمكن أن يساعد في منع عودة حوالي مليون من سكان غزة الذين فروا إلى الجنوب وسط القصف الإسرائيلي ودعوات الإخلاء في الأشهر الأولى من الحرب، وفقًا للمحللين. 

وقال أحد المسئولين العسكريين إن القوات الإسرائيلية ستتولى حراسة الطريق لمنع وقوع هجمات مسلحة.

وقال مسئولون إسرائيليون إنهم لا يعتزمون السماح للنازحين من غزة بالعودة على الأقل حتى اكتمال العمليات العسكرية في الشمال والتوصل إلى اتفاق لإعادة ما يقدر بنحو 130 محتجزا وإسرائيليين قتلى لدى حماس منذ 7 أكتوبر.

وقالت ميري آيسين، العقيد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، عن المدة التي تعتزم فيها إسرائيل استخدام الممر الشرقي الغربي: "أستطيع أن أسميها مؤقتة على المدى الطويل، وبالتأكيد لعام 2024 بأكمله".

ويخطط المهندسون القتاليون الإسرائيليون لتدمير المنازل والمباني الأخرى على طول جوانب الطريق، ويقومون بالفعل بوضع قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر وجعله أكثر فائدة للجيش، وفقًا للقطات بثتها القناة 14 الإسرائيلية يوم السبت. 

تظهر صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها مطلع الشهر الحالي، والتي قدمتها شركة ماكسار تكنولوجيز، وهي شركة تشغيل الأقمار الصناعية ومقرها كولورادو، لصحيفة وول ستريت جورنال، ما يبدو أنه طريق ترابي متعرج يقسم غزة عبر المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وتظهر الصور أنه يوازي طريقًا مرصوفًا موجودًا بين الشرق والغرب إلى الشمال قليلًا.

وقال جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن الطريق سيخلق فجوة واضحة بين شمال غزة وبقية القطاع، مشيرًا إلى أنه من غير المرجح أن يتم بناء أي جدار بجوار الطريق، لكنه أضاف أنه يمكن أن يكون له نقاط عبور مختلفة بين الشمال والجنوب سيتم حراستها.

ويقدر المسئولون الإسرائيليون أن ما بين 150 ألفا إلى 200 ألف من سكان غزة ما زالوا يعيشون في مدينة غزة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ 1.2 مليون نسمة.