رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفح ومصر السر.. لماذا طلبت واشنطن من مجلس الأمن إيقاف حرب غزة؟

مجلس الأمن
مجلس الأمن

في تطور مفاجئ وتاريخي وغريب، اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن غزة يدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في الحرب، التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين مع مطالبة المجلس بتحذير إسرائيل من التوغل البري الإسرائيلي في رفح، حيث فر مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين على مدار الصراع، كما هددت مصر بإلغاء اتفاقية السلام، والأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة على استقرار الشرق الأوسط، وفقًا لما كشفته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

الولايات المتحدة تتحدى إسرائيل في مجلس الأمن

وأوضحت الشبكة أن المشروع الأمريكي التاريخي يأتي بالرغم من التعهد السابق باستخدام حق النقض ضد مشروع مقترح جزائري يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، الذي سيتم التصويت عليه خلال جلسة مجلس الأمن اليوم الثلاثاء.

وتابعت أن التحول الأمريكي كشف مدى الإحباط الأمريكي من الممارسات الإسرائيلية في غزة والاستعداد لغزو رفح بريًا بالرغم من التحذيرات المصرية والأمريكية لمثل هذه الخطوة، ووفقًا لنص المسودة التي اقترحتها الولايات المتحدة، والتي اطلعت عليها شبكة سي إن إن، فإن الولايات المتحدة تدعو إلى "وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن عمليًا"، وهو ما لا يلبي رغبات معظم أعضاء مجلس الأمن الآخرين الذين يريدون وقفًا فوريًا لإطلاق النار، ولكنه على الأقل يكشف تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل.

وأضافت أن الولايات المتحدة، التي دأبت تقليديًا على حماية حليفتها إسرائيل من تصرفات الأمم المتحدة، قاومت مرارًا الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار، مؤكدة على ما تزعم أنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في أعقاب عملية طوفان الأقصى، وأحبطت ما لا يقل عن قرارين لمجلس الأمن بشأن الحرب.

وقال مسئول أمريكي كبير: "لا نخطط للتعجل في التصويت"، مضيفًا أن الإدارة "لا تعتقد أن على المجلس اتخاذ إجراء عاجل" لتحديد موعد نهائي للتصويت. 

ويؤكد القرار الأمريكي "دعمها لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن عمليًا، على أساس صيغة إطلاق سراح جميع المحتجزين، ووقف أي مخططات إسرائيلية لغزو رفح بريًا".

وأوضح المسئولون الأمريكيون أن الولايات المتحدة ستضاعف من جهودها لوقف الحرب من الجانب الآخر عبر القنوات الدبلوماسية والمفاوضات.

ويوم الجمعة، قال الرئيس جو بايدن للصحفيين في البيت الأبيض إنه أجرى "محادثات مكثفة" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الأيام القليلة الماضية، حيث نقل موقفه "بأنه يجب أن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار"، لضمان الإفراج الآمن عن المحتجزين الذين ما زالوا لدى حماس.

ويحذر مشروع القرار الأمريكي من آثار الهجوم البري الإسرائيلي على رفح، قائلًا إنه "سيؤدي إلى إلحاق المزيد من الضرر بالمدنيين ونزوحهم بشكل أكبر، بما في ذلك احتمال نزوحهم إلى الدول المجاورة، الأمر الذي ستكون له آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين"، في إشارة إلى تهديدات مصر بإلغاء اتفاقية السلام حال هاجمت إسرائيل رفح.

وتابعت الشبكة أنه بالرغم من الضغوط الدولية، قالت إسرائيل إنها تخطط لتوسيع عملياتها البرية في رفح كجزء من هدفها لتدمير حماس بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ويخشى الكثيرون من أن يؤدي العمل العسكري في مدينة خيام اللاجئين إلى نزوح جماعي جديد إلى مصر ومقتل آلاف المدنيين.

وأصبحت إدارة بايدن أكثر صخبًا في التعبير عن مخاوفها بشأن كيفية إدارة إسرائيل للحرب. وفي الأسبوع الماضي، قال بايدن لنتنياهو إن العمل العسكري لا ينبغي أن يستمر، بحسب نص مكالمته الهاتفية.

وستتم مناقشة المشروع الأمريكي، الذي يدعو أيضًا إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، بشكل خاص اليوم الثلاثاء، ومن غير الواضح متى سيتم طرحه للتصويت، الذي سيحتاج إلى أكثر من تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام حق النقض من قبل الأعضاء الدائمين.