رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا يستطيع أحد إيقافه.. مؤتمر ميونيخ يكشف تعنت نتنياهو لإنهاء حرب غزة

نتنياهو
نتنياهو

شهد مؤتمر ميونيخ الأمني الذي دام ثلاثة أيام بمثابة عدة اجتماعات سرية ورسائل عامة من الزعماء السياسيين حول الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأكدت الاجتماعات أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي هو سبب منع إنهاء الحرب على قطاع غزة.

وكشفت مجلة "إل باييس" الإسبانية أن مؤتمر ميونخ شهد إجماع واسع النطاق على خارطة الطريق التي يجب اتباعها، حيث تتضمن المرحلة الأولى وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين، ودخول المساعدات الإنسانية، على أن يتم ذلك بالتوازي مع عملية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، مع ضمانات أمنية لإسرائيل وتطبيع علاقاتها مع الدول العربية.

ووفق المجلة تكررت الخطوط العريضة لخارطة الطريق هذه ـ مع بعض الاختلاف ـ من قبل الزعماء العرب والأوروبيين والأميركيين والآسيويين، ولكن الحلقة المفقودة تتمثل في الإرادة أو القدرة على إقناع الجانبين بالسير على هذا الطريق، وخاصة عندما يتعلق الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لا يستطيع أحد إيقافه، وفقًا لما ذكرته.

تعنت نتنياهو يعرقل حلول إنهاء حرب غزة وإقامة دولة فلسطينية

وبحسب المجلة، أشارت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إلى أنه على الرغم من وجود اتفاق بشأن ما يجب القيام به، إلا أن هناك نقصًا حاليًا في "الشركاء الجيدين"، مضيفة: "نحن بحاجة إلى حكومة إسرائيلية مستعدة للحديث عن حل الدولتين"، وجاءت التصريحات في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لهجوم بري محتمل على رفح، حيث يكتظ مئات الآلاف من النازحين من سكان غزة في المدينة الجنوبية وسط معاناة إنسانية رهيبة.

وتابعت أنه طيلة حياته السياسية، رفض نتنياهو باستمرار حل الدولتين وشجع بقوة على توسيع سياسات الاحتلال والاستعمار التي تؤدي إلى تآكل احتمالات قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وتضم حكومته الحالية زعماء اليمين المتطرف، الذين أدلوا بتعليقات متطرفة للغاية بشأن فلسطين.

وأضافت أنه خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، الذي بدأ الجمعة وانتهى الأحد، استبعد نتنياهو مرة أخرى إرسال ممثلين للمفاوضات في مصر، مدعيا أن مطالب حماس وهمية، وقالت الحكومة الإسرائيلية في بيان يوم الأحد إن "إسرائيل ترفض الإملاءات الدولية الصريحة فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين"، وأضاف أن الاتفاق، في حال التوصل إليه، لن يأتي إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة.

يرى العديد من الخبراء أن نتنياهو لديه مصلحة راسخة في استمرار الصراع في غزة: إذا انتهت الحرب، فإن ذلك من شأنه أن يلغي حالة الطوارئ التي تضمن له البقاء في السلطة.

ومن جانبه، شهد الاتحاد الأوروبي تقويض فعاليته بسبب الانقسامات الداخلية، حيث دعت إسبانيا وإيرلندا إلى مراجعة ما إذا كانت إسرائيل تمتثل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بموجب اتفاقها التجاري مع الاتحاد الأوروبي، لكن يُنظر إلى المبادرة على أنها لفتة سياسية أكثر من كونها إجراءً قابلًا للتطبيق.

وأوضحت المجلة أنه من دون التعرض لضغوط دولية أكبر، يقوم نتنياهو بالتحضير لمرحلة جديدة من الهجوم على رفح، وأكد وزيرا خارجية مصر والأردن في ميونيخ أن بلديهما لن يقبلا التهجير القسري لسكان غزة إلى أراضيهما والفلسطينيون، بطبيعة الحال، لا يريدون ذلك أيضًا وما زالوا يتذكرون أنهم عندما غادروا أراضيهم قبل سبعة عقود، لم يتمكنوا أبدًا من العودة، لكن في غزة، لم يعد هناك مكان آخر للذهاب إليه.