رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استعدادات مكثفة.. خطة الاحتلال الإسرائيلى لاستمرار حرب غزة فى شهر رمضان

مدينة رفح الفلسطينية
مدينة رفح الفلسطينية

أسابيع قليلة تفصل العالم العربي والإسلامي عن شهر رمضان المبارك، في ظل استعداد إسرائيل لشن عدوان عسكري جديد على مدينة رفح الحدودية جنوبي قطاع غزة والمكتظة بالنازحين، بينما تكثفت المحاولات المصرية لإيقاف الحرب ومنع تهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة، حيث عملت مصر مرة أخرى على إحباط مخططات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.

مساعٍ مصرية لإيقاف حرب غزة فى رمضان

أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أنه في ظل استمرار المحادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر من أجل التوصل إلى وقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين الـ130 المتبقين، بدأت مصر في الضغط على إسرائيل مرة جديدة لوقف أي هجوم محتمل على مدينة رفح.

وتابعت أن مصر دقت مرارًا وتكرارًا ناقوس الخطر بشأن احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى نزوح الفلسطينيين إلى سيناء - وهو أمر تقول القاهرة إنه غير مقبول على الإطلاق – وهي نفس التحذيرات التي رددتها دول عربية أخرى مثل الأردن.

فيما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، معارضة القاهرة لأي تهجير قسري إلى سيناء، وهو ما تم التأكيد عليه خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث اتفق فيه الزعيمان على “ضرورة التقدم السريع لوقف إطلاق النار".

وأضافت أن الجهود الدولية لوقف الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر جاءت في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت برفض المناشدات الدولية لإلغاء خطط عملية في رفح.

وقال جال هيرش، المسئول عن ملف المحتجزين الإسرائيليين، لشبكة CNN يوم الأحد إن العملية في مدينة أقصى جنوب غزة هي التالية بالطبع، لأنه يوجد في رفح العديد من المحتجزين والعديد من مقاتلي حماس.. الحركة لا تزال موجودة".

وأضاف: "نريد التوصل إلى اتفاق بشدة، ونحن نعلم أننا بحاجة إلى دفع ثمن هذا وتقديم بعض التنازلات لكن مطالب حماس منفصلة عن الواقع، وهي وهمية".

وحسب ما ورد، أدت غارة جوية في رفح خلال الليل إلى مقتل ستة أشخاص، من بينهم امرأة وثلاثة أطفال، كما أدت غارة أخرى إلى مقتل خمسة رجال في خان يونس، الهدف الرئيسي للهجوم خلال الشهرين الماضيين. وشاهد صحفيو وكالة أسوشيتد برس الجثث تصل إلى مستشفى في رفح.

وفي مدينة غزة، التي كانت معزولة وتم إخلاؤها إلى حد كبير منذ الأسابيع الأولى للحرب، دمرت غارة جوية منزل عائلة بالأرض، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، من بينهم ثلاث نساء، وفقًا لسيد العفيفي، أحد أقارب المتوفى.

إسرائيل تتوعد بالهجوم البرى على رفح فى رمضان

وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، بيني جانتس، حذر من أنه إذا لم تطلق حماس سراح جميع المحتجزين في غزة بحلول 10 مارس، فسيتم شن هجوم على رفح، ويتزامن هذا الموعد مع أول أيام شهر رمضان المبارك.

وتابعت أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل متى قد تدخل قواتها المدينة المكتظة بجنوب غزة، حيث تتزايد المعارضة العالمية لمثل هذا الهجوم في رفح حيث يعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني.

وفي وقت سابق، قالت وكالة الصحة العامة التابعة للأمم المتحدة إن مستشفى رئيسيا في غزة توقف عن العمل بعد غارة إسرائيلية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لم يسمح لها بدخول مستشفى ناصر في خان يونس شمال رفح لتقييم الوضع.

ودخلت قوات الاحتلال الإسرائيلية المجمع يوم الخميس، قائلة إن المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن المحتجزين موجودون هناك، ولكن لم تجد أي شىء، ووصف الجيش الإسرائيلي عمليته في ناصر بأنها "دقيقة ومحدودة".

مصر تحبط مخططات إسرائيلية جديدة لتهجير الفلسطينيين

وقال جانتس، وزير الدفاع السابق: "يجب على العالم أن يعرف، وعلى قادة حماس أن يعرفوا - إذا لم يعد محتجزونا إلى منازلهم بحلول شهر رمضان- فسيستمر القتال في كل مكان، بما في ذلك منطقة رفح".

وأضاف جانتس أن إسرائيل ستعمل "بطريقة منسقة لتسهيل إجلاء المدنيين بالحوار مع شركائنا الأمريكيين والمصريين لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".

وأشارت الإذاعة البريطانية إلى أن جانتس يلمح مرة أخرى إلى إمكانية تهجير بعض الفلطسينيين إلى مصر، ولكن الرد المصري كان أسرع بتأكيدات سامح شكري وزير الخارجية بأن مصر لن تقبل بأي مخطط للتهجير وأن دعمها للفلسطينيين سيستمر بشكل إنساني.

ومع بقاء ثلاثة أسابيع بالضبط قبل بداية شهر رمضان، تشير التقارير الواردة من رفح إلى أن عددًا قليلًا من الأشخاص يغادرون متجهين غربًا نحو الساحل، لكن معظمهم ما زالوا ينتظرون، غير متأكدين ما يجب عليهم فعله.

وحذرت مصر وبعض الدول العربية الأخرى مرارا وتكرارا من أن أي هجوم إسرائيلي هناك سيخاطر بدفع العديد من الفلسطينيين إلى مصر - وهو ما يعتبرونه غير مقبول، وتوعدت السعودية "بتداعيات خطيرة للغاية" إذا تم اقتحام رفح، كما لوحت مصر باتفافية السلام إذا ما أجبر الاحتلال الفلسطينيين على النزوح إلى سيناء.

وعلى الصعيد الدولي، كانت هناك تحذيرات كثيرة لإسرائيل من شن هجوم على مدينة غزة الواقعة في أقصى جنوب غزة، حيث يعيش الفلسطينيون في ظروف مزرية. وقالت الولايات المتحدة، وهي حليف رئيسي لإسرائيل، إن شن عملية داخل المدينة دون تخطيط مناسب سيكون بمثابة "كارثة".