أكبر انتصار لبوتين.. روسيا تقترب من هدفها الاستراتيجي في معركة أوكرانيا
رفعت القوات الروسية علمها فوق مدينة أفديفكا بشرق البلاد بعد أن أمر القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا قواته الأقل تسليحاً بالانسحاب، مما منح موسكو أول مكسب كبير لها منذ أشهر، وقال الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي في وقت مبكر من يوم السبت إنه سيسحب القوات إلى خطوط دفاعية أفضل من أجل منع التطويق والحفاظ على الأرواح، ويُعدّ هذا الانتصار الأكبر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويقرب روسيا لهدفها الاستراتيجي في معركة أوكرانيا.
أكبر انتصار لفلاديمير بوتين
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن القوات الروسية كانت قد توغلت بسرعة داخل المدينة في الأيام الأخيرة، حيث أدى افتقار أوكرانيا إلى ذخيرة المدفعية إلى عرقلة جهود صد الغزاة، وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن سقوط أفدييفكا كان ثمن فشل الكونجرس في إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
وتابعت أن سيطرة روسيا على أفديفكا بعد هجوم استمر أشهرًا يمثل أكبر انتصار للرئيس فلاديمير بوتين منذ استولت قواته على مدينة باخموت الشرقية في مايو 2023، واستعادت موسكو زمام المبادرة في الحرب حيث تعاني أوكرانيا من نقص الأفراد والمعدات العسكرية بعد هجوم مضاد فاشل خلال العام الماضي.
ونشر مدونون عسكريون روس صورًا لعلمهم مرفوعًا فوق مبنى الإدارة المحلية ومصنع أفدييفكا لفحم الكوك المترامي الأطراف، والذي كان معقلًا للقوات الأوكرانية في المدينة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن خطر التطويق دفع إلى اتخاذ قرار الانسحاب.
وقال في مؤتمر ميونيخ للأمن، وهو منتدى عالمي للأمن والسياسة الخارجية: "إنه قرار منطقي ومبرر ومهني للغاية للحفاظ على أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين".
وقالت الصحيفة إن السيطرة على المدينة تجعل روسيا أقرب إلى هدفها الاستراتيجي المتمثل في الاستيلاء على جميع مناطق دونيتسك ولوهانسك الشرقية، لكن الوتيرة البطيئة للتقدم الروسي والتكلفة الباهظة في الأرواح والمركبات المدرعة أعطت المسؤولين الأوكرانيين الثقة في أن القوات الروسية تفتقر إلى التنسيق التكتيكي والأفراد ذوي الجودة اللازمة لتحقيق اختراق كبير.
وقال زيلينسكي يوم السبت إن القوات الأوكرانية بحاجة إلى المزيد من الأسلحة، وخاصة الأسلحة الهجومية بعيدة المدى وأنظمة الدفاع الجوي، لمواجهة الهجمات الروسية، وقال إن روسيا تتقدم من خلال تدمير المباني وإظهار الاستهتار بحياة جنودها، مضيفًا: "لا توجد أسلحة كافية".
وأرسلت أوكرانيا تعزيزات بما في ذلك اللواء الهجومي الثالث القوي هذا الأسبوع في انتشار يهدف على ما يبدو إلى تأمين الانسحاب. وقال ماكسيم جورين، نائب قائد اللواء الهجومي الثالث، يوم السبت، إن الانسحاب من أفدييفكا مستمر.
وتظهر المكاسب الروسية التحدي الهائل الذي ستواجهه كييف ضد جارتها الأكبر دون مزيد من الدعم الأمريكي لكييف، حيث أقر مجلس الشيوخ هذا الأسبوع حزمة مساعدات جديدة تحتوي على حوالي 60 مليار دولار تتعلق بأوكرانيا، متغلبًا على اعتراضات المشرعين الجمهوريين، لكن مشروع القانون يواجه عقبة أخرى في مجلس النواب الذي يديره الحزب الجمهوري.
وقال جنود أوكرانيون إنهم يعانون من نقص حاد في الذخيرة، ويقول جنود إن التحدي الكبير الآخر هو استخدام روسيا المكثف للقنابل الجوية الموجهة التي لا تتمتع أوكرانيا بحماية تذكر ضدها.
