رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مباحثات القاهرة بشأن الهدنة: خلافات بين إسرائيل وحماس حول عدد الأسرى والمحتجزين المزمع إطلاق سراحهم

غزة
غزة

كشف مسئول مصرى وآخر أمريكى عن استمرار المفاوضات بشأن الهدنة فى قطاع غزة لمدة ٣ أيام أخرى، وسط سعى الوسطاء لحل الخلافات والنقاط العالقة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، فى ظل توقعات بتصاعد الضغط من مصر والولايات المتحدة على دولة الاحتلال لوقف عملياتها العسكرية على مدينة رفح الحدودية فى قطاع غزة، وذلك حسبما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وحسب الصحيفة، فإن العقبة الرئيسية، وفقًا لمسئول أمريكى، هى الخلاف حول عدد الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم من سجونها مقابل إطلاق سراح المحتجزين لدى «حماس» وحلفائها فى غزة.

وقالت «نيويورك تايمز» إن الرئيس الأمريكى جو بايدن أرسل مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى المنطقة للانضمام إلى المحادثات، بعد أن تحدث، خلال الشهر الماضى، مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والمسئولين فى مصر وقطر لـ«دفع هذا الأمر للأمام».

وأشارت إلى أن مسئولين من حركة «حماس» يشاركون بشكل غير مباشر، عبر وساطة مصر وقطر، فى المفاوضات التى تأتى فى وقت أعربت فيه الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى عن قلقها المتزايد بشأن احتمال التوغل الإسرائيلى فى رفح على الطرف الجنوبى من غزة، حيث يعيش حوالى ١.٤ مليون شخص، كثيرون منهم يحيون فى خيام دون طعام كافٍ. ونقلت عن جون كيربى، المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، قوله، أمس، إن المحادثات «تسير فى الاتجاه الصحيح»، رافضًا تقديم أى تفاصيل. كما نقلت عن «بايدن» قوله إن المفاوضين فى القاهرة كانوا يأملون فى التوصل إلى اتفاق من شأنه تحرير المحتجزين المتبقين فى غزة، ووقف القتال لمدة ستة أسابيع على الأقل.

ونوهت إلى أن «بيرنز» اجتمع مع رئيس «الموساد»، وكذلك رئيس وزراء قطر ومسئولين مصريين، فى الوقت الذى قال فيه مسئولو «حماس» إنهم لن يطلقوا سراح المحتجزين المتبقين فى غزة، الذين يعتقد أن عددهم أكثر من ١٠٠ شخص، إلا إذا التزمت إسرائيل بوقف إطلاق نار طويل الأمد، وانسحبت من غزة وأطلقت سراح الفلسطينيين الأسرى فى السجون الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سبق أن قال إن قوات الاحتلال الإسرائيلى لن تتوقف عن القتال فى غزة حتى يتم تحرير المحتجزين و«تدمير حماس»، مؤكدًا أنه، حتى ذلك الحين، يجب أن تكون قوات الاحتلال الإسرائيلية مسئولة عن الأمن فى غزة، منوهة إلى أن ذلك يلقى بظلال من الشك على فكرة الانسحاب من القطاع، رغم أن الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطًا من أقارب المحتجزين، للتوصل إلى اتفاق.

ونقلت، كذلك، عن مسئولين مصريين قولهم إن أى عمل يؤدى إلى تدفق سكان غزة إلى الأراضى المصرية يمكن أن يعرض «معاهدة السلام»، المستمرة منذ عقود بين إسرائيل ومصر، للخطر، لافتة إلى أن المعاهدة ركيزة أساسية للاستقرار فى الشرق الأوسط.

فيما أكد الفلسطينيون، وفقًا للصحيفة، أن إسرائيل تريد طردهم من أراضيهم، يخشون إذا ما غادروا فإن إسرائيل لن تسمح لهم بالعودة، تمامًا كما لم يُسمح لأسلافهم الذين طردوا من أراضيهم عند قيام دولة الاحتلال فى عام ١٩٤٨، ولم يسمح لهم بالعودة حتى الآن. ونقلت أيضًا عن إبراهيم دلالشا، مدير مركز «هورايزون» للدراسات السياسية والتواصل الإعلامى فى الضفة الغربية التى تحتلها إسرائيل، قوله إن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية فى رفح قد يدفع مصر والولايات المتحدة وقطر إلى الضغط بشكل أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق. وقال «دلالشا»: «يتعين تجنب المزيد من العمليات بسبب الخسائر البشرية واحتمال مقتل المحتجزين». وأضافت «نيويورك تايمز» أنه فى ظل اجتماع المفاوضين فى القاهرة فقد انخرطت الولايات المتحدة ودول أخرى أيضًا فى جهود دبلوماسية لتقليل التوترات بين إسرائيل وتنظيم «حزب الله» اللبنانى، منوهة إلى ما قاله دبلوماسى غربى، أمس الثلاثاء، من أن فرنسا قدمت اقتراحًا إلى إسرائيل ولبنان و«حزب الله» يتضمن دعوة الأخير إلى سحب مقاتليه إلى مسافة نحو ١٠ كيلومترات من الحدود.