رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تفوقت الدبلوماسية العربية على الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية في حرب غزة؟

الاحتلال الإسرائيلي
الاحتلال الإسرائيلي في غزة

أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن بعد أكثر من 4 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يبدو أن الدبلوماسية العربية هي الناجحة والأفضل لإدارة هذا الصراع وليس ما تنتهجه حكومة الاحتلال الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو والوزراء المتطرفين، والترويج لفكرة أن قيام دولة فلسطينية في هذا الوقت تعني مكافئة حماس على عملية طوفان الأقصى، لتكشف الحرب عن تفوق الدبلوماسية العربية وفشل الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية في هذه حرب غزة.

تفوق عربي على الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية في حرب غزة

وتابعت الصحيفة أن إسرائيل كان يتعين عليها اغتنام الفرصة وتعزيز علاقاتها مع العرب وإبرام اتفاقية تطبيع مع المملكة العربية السعودية التي تشترط إقامة دولة فلسطينية قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولكن بدلًا من ذلك فقد أثارت إسرائيل غضب الجميع وخصوصًا مصر والأردن والسعودية والولايات المتحدة بسبب استمرار عدوانها وإطالة أمد الحرب.

وأضافت أنه من مصلحة إسرائيل على المدى الطويل اغتنام ما وصفه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بـ "فرصة استثنائية" لتطبيع العلاقات مع غالبية الدول العربية مقابل ضمانات أمنية وأفق سياسي للفلسطينيين.

وأشارت إلى أن إن أبرز عروض السلام جاءت من لبنان، موطن حزب الله، حيث طرح رئيس وزراء لبنان المؤقت، نجيب ميقاتي، في أكتوبرالماضي خطة تتضمن هدنة إنسانية، وتبادل الأسرى بالمحتجزين، وفي نهاية المطاف عقد مؤتمر دولي لحل الدولتين ــ وهو ما يعني ضمنًا الاعتراف بإسرائيل، والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن ميقاتي اقترح أن تكون إيران على الطاولة. 

وأوضحت أن إسرائيل بعد خسارتها الحرب أمام مصر عام 1973 اتهمت العرب بأنهم بارعين في إضاعة فرص السلام، واليوم إسرائيل هي من تضيع فرص السلام وبقوة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه طالما شكك المعارضون في الولايات المتحدة لقدرة الرئيس الأمريكي جو بايدن على كبح جماح نتنياهو، خصوصًا مع استمرار آلة الحرب الإسرائيلية مستمرة في قصف غزة - والبيت الأبيض يستعد للتحرك بشكل فعلي ضد إسرائيل ويعرب الآن عن إحباطه من رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وكشف مسؤولين أمريكيين أن بايدن كان يأمل بدعمه المطلق لإسرائيل أن تكون له القدرة للتأثير على نتنياهو للقبول بفكرة قيام الدولة الفلسطينية ووقف الحرب، ولكن يبدو أن مخططات بايدن لم تسير بالشكل المتفق عليه، واليوم عليه اتخاذ خيارات صعبة لتنفيذ خطته وحجب اليمين الإسرائيلي المتطرف والعمل على إنهاء حرب غزة.