رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عواقب كارثية.. توقف برنامج الأغذية عن إيصال المساعدات لشمال غزة "موت بطىء"

غزة
غزة

تتواصل معاناة المدنيين في قطاع غزة الذي يتعرض للعدوان الصهيوني منذ أكتوبر الماضي، حيث تمنع سلطات الاحتلال قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى شمال القطاع، ما ينذر بكارثة إنسانية تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن انعدام الأمن الغذائي شمال قطاع غزة وصل إلى حالة حرجة للغاية، نظرًا للقيود الكبيرة المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية.

وقالت الوكالة، إن 51% من البعثات التي كان مخططًا لها من قبل الأونروا والشركاء في المجال الإنساني لإيصال المساعدات وإجراء تقييمات إلى مناطق شمال منذ بداية عام 2024 حتى 12 فبراير الجاري قد تم منع وصولها من قبل السلطات الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة أقل بكثير من العدد المستهدف البالغ 500 شاحنة يوميًا مع وجود صعوبات كبيرة في إدخال الإمدادات من خلال معبري كرم أبو سالم ورفح.

الأغذية العالمي يوقف المساعدات 

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، إيقاف تقديم المساعدات الغذائية الحيوية إلى شمال قطاع غزة لحين توافر الظروف الآمنة، وأنه لم يتخذ قرار وقف تقديم المساعدات لشمال القطاع بسهولة، محذرًا من أن الوضع هناك سوف يزداد سوءًا وسيتعرض المزيد من الناس لخطر الموت جوعا.

وأشار البرنامج إلى أن الأحد الماضي شهد استئناف المساعدات إلى المنطقة بعد توقف دام ثلاثة أسابيع إثر الهجوم على شاحنة تابعة لوكالة الأونروا، لكن الأوضاع تدهورت بسرعة في المنطقة بعد تسليم المساعدات إلى شمالي غزة في نهاية يناير الماضي.

وأوضح أن التقارير الأخيرة تؤكد أن غزة تنساق بسرعة إلى "الجوع والمرض، حيث أصبح الغذاء والمياه النظيفة نادرين بشكل لا يصدق وتتفشى الأمراض، وهذا الوضع يضر بتغذية ومناعة النساء والأطفال ويؤدي إلى زيادة سوء التغذية الحاد، ويموت الناس بالفعل لأسباب تتعلق بالجوع.

وأكد البيان أن البرنامج سيسعى إلى استئناف عمليات تقديم المساعدات في أقرب وقت ممكن، مشددًا على وجود حاجة ملحة لتوسيع تدفق المساعدات إلى غزة على نطاق أكبر لمنع حدوث كارثة، ولتحقيق ذلك، يجب أن تصل كميات أكبر من المواد الغذائية إلى غزة ويجب أيضا فتح نقاط العبور في شمالي القطاع.

عراقيل أمام الهلال الأحمر

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة إن القوات الإسرائيلية تستهدف قافلات المساعدات وتضع العراقيل أمام دخولها عبر معبر رفح. وأفادت الجمعية في بيان مقتضب بأن نحو 400 ألف شخص مهددون بالموت جوعا في شمالي القطاع، داعية المؤسسات الأممية لتكثيف مساعداتها خاصة إلى مناطق شمال القطاع.

حكومة غزة تطالب باستئناف المساعدات

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة رفضه لقرار برنامج الأغذية العالمي تعليق تسليم مساعداته الغذائية في شمال القطاع، مطالبا البرنامج بالتراجع الفوري عنه.

واعتبر أن القرار بمثابة الحكم بالإعدام والموت على ثلاثة أرباع مليون إنسان ويزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مضاعف، معربا عن رفضه المطلق للقرار الذي سيخلف كارثة عالمية.

الأمم المتحدة تحذر من العواقب

وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إنه شعر بالفزع إزاء تعرض ملجأ تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة للقصف الليلة الماضية. وفي منشور على منصة إكس، قال غريفيثس إنه يقف مع موظفي منظمة أطباء بلا حدود فيما يكابدون الحزن، وشدد على أن العاملين في المجال الإنساني الذين يضعون حياتهم على المحك يجب أن يتمتعوا بالحماية مثل جميع المدنيين الآخرين.

تدهور الأوضاع الصحية

وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من أن جميع أنحاء غزة تشهد وضعا صحيا وإغاثيا غير إنساني، فيما تتدهور الأوضاع مع استمرار الحرب المدمرة على القطاع.

وأكد الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن غزة أصبحت منطقة موت حيث تم تدمير جزء كبير من القطاع وقتل أكثر من 29 ألف شخص، وهناك العديد من المفقودين الذين يفترض أنهم قضوا نحبهم والعديد من الجرحى.