رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع استمرار العدوان.. هل اقترب اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية؟

فلسطين
فلسطين

تتزايد الدعوات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس في وقت اقترب عدد ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة في شهره الخامس، إلى نحو 30 ألف شهيد، وعشرات المصابين والمفقودين، فيما تواجه إسرائيل أول دعوى قضائية من نوعها أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

ويؤكد الرئيس السيسي في كل المحافل الدولية وخلال لقاءاته واتصالاته بزعماء العالم، تمسك مصر بإقامة الدولة الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، كسبيل وحيد للسلام في المنطقة، وآخرها افي اتصال تلقاه من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول الجهود الجارية الرامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

واستعرض الرئيسان آخر المستجدات في هذا الصدد، وأكدا ضرورة تعاون الأطراف المعنية لضمان تحقيق تقدم يؤدي إلى حقن الدماء وتخفيف المعاناة الإنسانية الحالية في القطاع، بالإضافة إلى دفع مسار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، باعتباره المسار الوحيد القادر على تحقيق الأمن الحقيقي والاستقرار المستدام في المنطقة.

لا سلام بدون الدولة الفلسطينية

وقال الأمين العام للجمعية النرويجية للعدالة والسلام في أوسلو طارق عناني، إن واحدة من أسباب تعثر عملية السلام في المنطقة، إن لم تكن أهمها، التهرب الإسرائيلي من تطبيق حل الدولتين الذي يحظى بالشرعية الدولية وتدعمه الأمم المتحدة.

وأضاف عناني لـ"الدستور" أن الدولة الفلسطينية ضمانة لتحقيق العدالة للفلسطينيين بعد نحو ثمانية عقود من الشتات واللجوء والمعاناة تحت الاحتلال، لافتا إلى أن العالم الذي نعيش فيه اليوم لا يوجد به احتلال سوى في فلسطين.

وشدد على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، والانسحاب من الأراضي التي احتلتها في العام 1967، والالتزام بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، إذا كان تريد السلام الدائم في المنطقة، لافتا إلى أن الشواهد كلها اليوم في الداخل الإسرائيلي تقول إن اليمين المتطرف ليس مستعدا للاعتراف بدولة فلسطين.

واشنطن والدولة الفلسطينية

عاد الحديث عن "حل الدولتين" ليتصدر المؤتمرات الصحفية لكبار المسؤولين الغربيين، وبينهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أكد أكثر من مرة في جولاته بالشرق الأوسط، والتي تلت العدوان على غزة، أنه لقبول إسرائيل كجار في المنطقة، فإن الأمر يتطلب تمهيد الطريق إلى دولة فلسطينية قابلة للحياة.

الاتحاد الأوروبي والدولة الفلسطينية

وفي أحدث تصريحاته، قال مسئول السياسة الخارجية  في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الاتحاد تلقى طلبا من دولتين لبحث الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية، وذلك بعد تقارير عن اعتزام الولايات المتحدة بخطوة مماثلة.

وأضاف بوريل، خلال جلسة نقاش في مؤتمر "ميونخ للأمن" في ألمانيا، أن غالبية الدول الأوروبية تطالب إسرائيل بالتراجع عن تنفيذ عملية عسكرية برفح وأحث جميع الأطراف على إنجاز صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة.

تابع بقوله إن إسرائيل بحاجة إلى حل سياسي لا عسكري لإنهاء الحرب في قطاع غزة، محذرًا من أن التوترات في الضفة الغربية قد تعوق جهود إرساء السلام واعتبر أن الضفة الغربية هي العقبة الحقيقية أمام حل الدولتين، محذرًا من أن الضفة الغربية تغلي.

وقال بوريل: لا يوجد حل عسكري للصراع، مشيرًا إلى أن حماس فكرة، ولا يمكنك قتل فكرة وعليك أن تقدّم بديلًا أفضل، وبالتأكيد البديل الوحيد ليس تدمير إسرائيل كما تريد حماس.

إقامة الدولة الفلسطينية

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، يوم الاثنين، أن الدول العربية قدمت اقتراحا مشتركا إلى إسرائيل عبر الولايات المتحدة لغزة ما بعد الحرب من شأنه أن يخلق طريقا نحو دولة فلسطينية، مقابل الاعتراف السعودي بإسرائيل.

وقالت وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين عرب لم تذكر أسماءهم إن الاقتراح يشمل أيضا أن تقوم الدول العربية بتدريب قوات الأمن الفلسطينية والمساعدة في إحياء وإصلاح السلطة الفلسطينية، والمساعدة في نهاية المطاف في تنظيم الانتخابات.

وقالت وول ستريت جورنال، إن المبادرة لا تزال في وضع اللمسات النهائية، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضتها حتى الآن، مع كون إنشاء دولة فلسطينية هو النقطة الشائكة الرئيسية.

إبادة جماعية في غزة

ودفع القصف الإسرائيلي المستمر والقيود التي تفرضها على وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، جنوب إفريقيا إلى رفع دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. 

اختبار الضمير الإنساني

ويرى المحامي الحقوقي أحمد فوقي، أن إسرائيل لطالما تهربت من القانون الدولي الذي لا تقيم له وزنا، والدليل أنها تواصل ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة، وتتلذذ بإبادة شعب أعزل بحجج واهية.

وأضاف فوقي لـ"الدستور"، أن العالم أمام اختبار حقيقي، والضمير الإنساني يجب أن ينحاز للضحية ويقاطع الجلاد ويلاحقه أمام المحاكم الدولية، لافتا إلى أن اعتراف الدول الغربية بالدولة الفلسطينية سوف يعطي دفعة كبيرة لعملية السلام.

وتابع بقوله: يجب وضع إسرائيل أمام الأمر الواقع، وعدم انتظار موافقته على إقامة الدولة الفلسطينية، في وقت انتهت مظاهر الاحتلال من العالم كله، ولا يعاني منها إلا شعبنا المناضل في فلسطين المحتلة.