رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البطريرك يونان يحتفل برتبة درب الصليب من زمن الصوم الكبير

كنيسة
كنيسة

احتفل البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، برتبة درب الصليب في الأسبوع الأول من زمن الصوم الكبير لهذا العام، وهي تُقام أيّام الجمعة من أسابيع الصوم الكبير، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

شارك في الرتبة المونسنيور حبيب مراد، القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.

خلال الرتبة، طاف غبطته داخل الكنيسة متأمّلًا بمراحل درب الصليب، فيما تلا المؤمنون الترانيم العذبة الخاصّة بهذه الرتبة بلحن الآلام.

وفي ختام الرتبة، منح غبطته البركة بالصليب المقدس.

جدير بالذكر أن البطريرك يونان وجه رسالة الصوم الكبير قائلًا: الصوم الكبير زمن مقدّس، والكنيسة أمّنا تدعونا وتوصينا في واحدة من وصاياها السبع أن نحافظ على ممارستنا للصوم - كلٌّ بحسب مقدرته - بقلبٍ عامرٍ بالمحبّة لله خالقنا، وبالفرح والرجاء تشبُّهًا بالرب يسوع مخلّصنا، الصوم، لكونه "انقطاعًا" عن الطعام لفترة محدَّدة من اليوم، تمتدّ من منتصف الليل حتّى الظهر، ثمّ "قطاعةً" تقوم على الاكتفاء بتناوُل الأطعمة الخالية من المنتَجات الحيوانية، فهو مسيرةٌ روحيةٌ تحثُّنا على النظر بصدق في نهج حياتنا على ضوء تعاليم الإنجيل المقدس، على مدى أربعين يومًا نستعدّ فيها لاستقبال عيد قيامة الرب، الصوم زمنٌ فريدٌ للالتزام الروحي والتقشُّفي العميق القائم على نعمة المسيح الذي يجدّد لنا الدعوة: "توبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر1: 15).
 وتابع: الصوم مسيرة توبة بالروح القدس زمن الصوم هو مسيرة توبة، أي عودة روحية نادمة إلى الله، بالروح القدس، فيها نسمعُ كلامه المحيي كي يشعّ بنوره في حياتنا، فنكتشف نقائصنا وخطايانا، ونتوب بالنقاوة والوداعة، ونعقد العزم على التغيير، وكما اقتاد الروحُ القدوسُ ربَّنا يسوع إلى البرّية ليصوم أربعين يومًا ويُجرَّب من إبليس ويختم صومه بانتصاره الرائع على المجرِّب" (لو4: 1-2)، هكذا يقود الروحُ الكنيسةَ في الزمن، ويرافقنا ويهدي خطانا في صحراء هذا العالم، وبخاصَّةٍ في زمن الصوم، لنختبر مع المسيح نقصنا وضعفنا، وحاجتنا إلى التوبة والتجدُّد، فالصوم هو زمن التوبة والاعتراف بخطايانا، لتتمّ مصالحتنا البنوية مع الآب السماوي، عندئذٍ نعيش فرحين فِصحَ الربّ، بالعبور إلى حياةٍ جديدةٍ أَنْعَمَتْ بها علينا قيامةُ المخلّص. إنَّ الروح يقرّبنا من الله، الذي يقول في الكتاب المقدس: "أقودها إلى البرّية وأخاطب قلبها" (هو2: 14).