رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم السبت.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بعيد الأنوار أو عيد الغطاس

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى عيد الأنوار أو عيد الغطاس، وقالت الكنيسة، إن عظمة هذا العيد في الكنيسة البيزنطية تعود إلى اعتبارات لاهوتيّة أكثر منها تاريخيّة. فهو عيد فكرة أكثر منه ذكرى نقطة من تاريخ حياة يسوع، أي عماده في نهر الأردن. الظهور الإلهي، ليس بدء الحياة العلنية، واعتلان الثالوث الأقدس للمرة الأولى في تاريخ البشرية فحسب، بل هو، فوق هذه الأبحاث التاريخية، اعتلان مجد الله ومحبته للبشر ولطفه ورحمته، في شخص المسيح يسوع صائراً بالتجسد الإلهي بشراً مثلنا، ليكون ذبيحة فداء لخلاص جميع الناس. "لقد ظهرت نعمة الله المخلّصة جميع الناس.


تلك هي الفكرة التي جعلت عيد الظهور يشمل في الأجيال الأولى عيد الميلاد، كما سبق وأشرنا.. وتيمُّناً بعماد يسوع في الأردن، وفي هذا الجو من الحياة الإلهية التي أفاضها بتجسده وفدائه على البشرية، كانت الكنيسة في عصورها الأولى تقيم اليوم حفلة تعميد الموعوظين. ولذا نسمعها تردّد عليهم مع بولس الرسول قي الليتورجية الإلهية:" انتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم". وهي إذ نقبلهم في حضنها، تقدّمهم للمسيح عروسها الإلهي، الذي بالماء والروح أخصب أمومتها.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إليك في منتهى الوضوح موضوع بحثنا: لماذا يُضمَّ الماء إلى الروح القدس؟ لأن المعمودية ترمي إلى غاية مزدوجة: محوِ جسد الخطيئة فلا تعود تُثمرُ الموت، والحياة بالروح القدس فتثمر ثمار القداسة. يمثِّلُ الماء صورةَ الموت بقبوله الجسد، كما لو كان الجسد في قبر؛ وينفُثُ الروح القدس قوةً محييةً بتجديده النفس، ناقِلاً إياها من حالة الموت في الخطيئة إلى الحالة الأصليَّة، أي صداقة الله الحميمة. فهي الولادة من فوق، أي من الماء والروح: نموت في الماء، ولكنَّ الروح يُنشيءُ فينا الحياة. بثلاث غطسات وثلاثة ابتهالات، يتمُّ سرُّ العماد العظيم، كي يرمُز إلى الموت ويُنير نفس المعمَّدين فهم عِلْمِ الله. فإذا كان في الماء نعمة، فلا تأتي من طبيعة الماء، بل من حضور الروح القدس. وليست المعمودية إزالةً لقذارة الجسد، بل طلباً مرفوعاً إلى الله بضمير صالح. ولكي يهيِّئنا الربُّ لحياة القيامة، يعرض علينا نوع حياةٍ إنجيلية، ويفرض علينا أن نكون وُدعاء مُسْلِسين، وأن نحفظَ أنفسنا أنقياء من تملُّق الشهوة، وأن تكون حياتنا متجرّدة عن الغنى، فنحقق منذ الآن، بإرادة عامدة، ما ستملكُهُ الحياة المقبلة معاً.