رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم الجمعة.. الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى البارّة سنكليتيكي

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى البارّة سنكليتيكي ومارست البارّة سنكليتيكي الحياة الرهبانيّة في مصر، وكانت للنساء ما كان انطونيوس الكبير للرجال، قدوة الزهد وقهر الذات والحياة في الله، وانتقلت إلى الحياة الأبديّة في منتصف القرن الرابع. 

العظة الاحتفالية

 وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كان نتنائيل جالسًا تحت التينة، كما الجالس في ظلال الموت. وفي ذلك المكان رآه الربّ، هو مًن ينطبق عليه قول النبي إشعيا: "المُقيمونَ في بُقعَةِ الظَّلام أَشرَقَ علَيهم النُّور" ماذا قال الرّب يسوع إذًا لنتنائيل؟ “تسألني كيف عرفتك؟ أنت تُكلّمني في هذا الوقت، لأنّ فيليبّس دعاك”، ولكن قبل أن يقوم رسوله بدعوته، عرف الرّب يسوع أنّ نتنائيل ينتمي إلى كنيسته، أنتِ أيّتها الكنيسة المسيحيّة، أنتِ "إسرائيليّ خالِصٌ لا غِشَّ فيه"... أنتِ تعرفين الآن الرّب يسوع المسيح بواسطة الرّسل، كما عرف نتنائيل الرّب يسوع المسيح بواسطة فيليبّس. لكنّ رحمة الربّ قد اكتشفتكِ قبل أن تستطيعي معرفته، حين كنت مستلقية ومكبّلة تحت ثقل خطاياكِ.

هل بالفعل كنّا نحن السبّاقين في بحثنا عن الرّب يسوع المسيح؟ أليس العكس صحيحًا وكان هو مَن سبق في البحث عنّا؟ هل أتينا نحن المرضى إلى الطبيب؟ أليس الأصحّ بأنّ الطبيب هو مَن أتى ليبحث عن المرضى؟ ألم تَته النعجة قبل أن يقوم الرّاعي بترك التسعة والتسعين وبالذهاب في إثرها، وحين وجدها حملها على كتفيه وأعادها فرحًا؟ . ألم يُفقَد الدرهم قبل أن تقوم المرأة وتشعل مصباحًا وتفتّش كلّ أرجاء منزلها إلى أن وجدتها؟ لقد وجد راعينا النعجة، لكنّه كان قد بحث عنها أوّلاً، كما تلك المرأة وجدت درهمها الضائع بعد أن بحثت عنه، لقد بُحِثَ عنّا ونستطيع الكلام الآن فقط لأنّنا قد وُجِدنا؛ فلنُبعِدْ عنّا إذًا كلّ شعور بالكبرياء. فقد كنّا تائهين بدون عودة لو لم يقم الله بالتفتيش عنّا وبإيجادنا.

فلنحتضن إذًا تلك الرحمة التي تلقّيناها في الهيكل، وكما حنة النبيّة، يجب ألاّ نبتعد عنها. لأَنَّ هَيكَلَ اللهِ مُقدَّس، وهذا الهَيكَلُ هو أَنتُم"، وفقًا لما قاله الرسول بولس هذه الرحمة قريبة منكم؛ "إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ" في الواقع، ألا "يُقيم المسيحُ في قُلوبِكم بالإِيمان"؟ هوذا هيكله، هوذا عرشه، نعم، في القلب نلقى الرحمة؛ في القلب يسكن الرّب يسوع المسيح، وفي القلب يهمس كلمات السلام لشعبه، ولقدّيسيه ولجميع أولئك الذين يدخلون إلى قلوبهم.