رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل ببارامون الظهور الإلهي

 الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بحلول برامون الظهور الإلهي وتحتفل الكنيسة بعيد الغطاس المجيد لما فيه من أحداث هامة وإعلانات إلهيه تخص خلاصنا. ولعل أول كل هذا ظهور الله المثلث الأقلنيم وقت عماد السيد المسيح.. لذلك يطلق علي هذا العيد (عيد الظهور الإلهي).. فالآب ينادي قائلًا عن الرب يسوع وهو في الماء "هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت" بينما الروح القدس  يحل في شكل حمامة مستقرًا علي السيد المسيح ليعلن أنه المخلص الذي أتي لخلاص العالم بصنع الفداء العجيب. ويقول في ذلك القديس أوغسطينوس: "بجوار نهر الأردن ننظر ونتأمل المنظر الإلهي الموضوع أمامنا.. فلقد أعلن لنا إلهنا نفسه عن نفسه بكونه ثالوث في واحد.. أي ثلاثة أقانيم في طبيعة إلهية واحدة".

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لِتَفرَحِ البَرِّيَّةُ والقَفْر ولْتَبتَهِجَ الباديَةُ وتُزهِرْ كالنَّرجِس" إن ما تدعوه الكتب المقدّسة قفرًا وبادية، يرمز إلى الكنيسة المتحدّرة من الوثنيّين. لقد كانت موجودة قبل ذلك بين الأمم، إنّما لم تكن قد تلقّت من السماء عريسها السرّي، أعني به الرّب يسوع المسيح... لكنّ الرّب يسوع أتى إليها: لقد افتُتِن بإيمانها، أغناها من الينبوع الإلهي الذي يجري منه، يجري "لأنَّ يَنْبوعَ الحَياةِ عِندَكَ، ومِن نَهرِ نَعيمِكِ تَسْقيهم" منذ كان حاضرًا، انقطعت الكنيسة عن أن تكون مقفرة قاحلة؛ التقت بعريسها وولدت للعالم عددًا لا يحصى من الأطفال، واكتست بأزهار سريّة.

يُكمل إشعيا: "يَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس" الطريق النقي، هو قوّة الإنجيل نافذًا إلى الحياة، أو بقولٍ آخر، هو تطهير الرُّوح. فالرُّوح يزيل البقع المطبوعة في النفس الإنسانيّة، ويحفظ من الخطايا ويتغلّب على كلّ شائبة. هذا الطريق يُسمّى إذًا بعنوان أجدى مقدّسًا وطاهرًا؛ لا أحد يدخله إن لم يكن طاهرًا. لا أحد، في الواقع، يمكنه أن يعيش بحسب الإنجيل إن لم يكن في البداية قد تطهّر بالعماد المقدّس. إذًا، لا يقدر أحد على ذلك بدون الإيمان...

وحدهم الذين خُلِّصوا من ظلم الشرير يمكنهم السير في الحياة المجيدة التي أظهرها النبيّ بهذه الصور: "لا يكون هناك أسدٌ ولا يصعد إليه وحشٌ مفترس" في الواقع، وكالوحش المفترس، كان الشيطان، هذا المخترع للخطيئة، يتهجّم على سكان الأرض، تسانده الأرواح الشريرة. لكنّه حُوِّل إلى العدم من قبل المسيح، وأُبعِد عن قطيع المؤمنين وجُرِّد من القوّة التي مارسها عليهم. لأجل ذلك، وبعد أن تمّ افتداؤهم ثانيةً بالرّب يسوع المسيح والتقوا بالإيمان، سيسيرون بقلبٍ واحدٍ على هذا الطريق المقدّس وبعد أن يتخلّوا عن طرقهم القديمة، "سيَرجِعون ويَأتونَ إِلى صِهْيونَ"، أي إلى الكنيسة، " ويَكونُ على رُؤُوسِهم فَرَحٌ أَبَدِيّ" لا على الأرض ولا في السماء، فيسبّحون الله مخلّصهم.