رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

"قتيل في الموصل".. قصة غسان كنفاني عن الفلسطيني المأزوم دائما

غسان كنفانى
غسان كنفانى

“قتيل فى الموصل” هي واحدة من القصص البديعة للكاتب الفلسطينى الثائر غسان كنفانى،  وهى تعد مرثية لصديق قديم له كان اسمه معروف. وهو شخص قصير ونحيل ولد فى منطقة اللد الفلسطينية. ومات فى الموصل على يد الانقلاب العسكرى الذى قاده عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ١٩٥٨. وكأن غسان كنفانى أراد أن يقول إن الفلسطينى محكوم عليه بالقتل أينما وجد.

تفاصيل القصة.
استهل غسان كنفانى قصته بهذه السطور.  حين كتبت هذه القصة فى ١٩٥٩ أهديتها لصديقى “م” الذى ذهب إلى الموصل ثم ضاعت أخباره، ولكنى لم أنشرها حينذاك لأن قصة صديقى م لم تكن قد انتهت بعد كنت أريد أن يصير بوسعى  صياغة الإهداء بالشكل التالى. إلى صديقى م وقبره يغتسل  بالشمس الحقيقية. فكان على أن أنتظر حتى ١٩٦٣. 

بعد الاستهلال يدخل بنا كنفانى إلى القصة حيث كان جالسا مع صديق له فى الكويت فسأله الصديق هل تعرف طالبا أردنيا اسمه معروف كان يدرس فى كلية الحقوق ببغداد؟  فقال الراوى أو بطل القصة: نعم لقد رأيته مرة. فرد عليه صديقه: لقد قتل فى الموصل. 
ثم يعود بنا الراوى إلى معروف وهو فى العاشرة مع أمه فى منطقة اللد وهما يقفان بجوار بئر كان العطشى من حوله كأنهم جراد منتشر. 

ولأن معروف كان نحيلا استطاع بصعوبة بالغة أن يأتى بكوب ماء لأمه لكنه وللأسف وجدها ماتت من العطش. وبينما هو مذهول من وقع المصيبة جاء طفل أضناه الظمأ فخطف الكوب من يده وفر هاربا.

 وهنا يصور لنا غسان كنفانى المشهد البائس للفلسطينيين الذين اغتصبت ديارهم وأراضيهم وتم تهجيرهم من بلادهم عام ١٩٤٨. 
ثم يكمل كنفانى قصة معروف الذى هاجر إلى الأردن وكبر فيها حتى وصل إلى مرحلة الجامعة، فسافر ليدرس القانون فى بغداد، ولما قامت الثورة على النظام الملكى ١٩٥٨ وامتلأت الشوارع بالمؤيدين والمعارضين قتل معروف. فى معركة لا ناقة له فيها ولا جمل.

الهدف من القصة 

وكأن الكاتب المناضل والشهيد غسان كنفانى أراد أن يقول للعالم إن الفلسطينى دوما ما يكون بين المطرقة والسندان أينما حل وأينما وجد.