رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يحتاج الأهلى لإسقاط الترجى ومعانقة الأميرة السمراء؟

الاهلي
الاهلي

بين الهجوم للتسجيل والحرص على الدفاع لتأمين المرمى من محاولات الترجى الخطيرة- عبّر مارسيل كولر، المدير الفنى لنادى الأهلى، فى مؤتمر ما بعد لقاء ذهاب نهائى أبطال إفريقيا، عن الأسلوب الذى يريد أن يسير به لقاء العودة.

فى مباراة الذهاب، استطاع «كولر» إيقاف مواطن خطورة الترجى بالالتزام التكتيكى الدفاعى للجناحين حسين الشحات وبيرسى تاو بتقديم الدعم لظهيرى الجنب والعودة لتحقيق الزيادة العددية للفريق فى مواجهة انطلاقات لاعبى الترجى، إضافة إلى التزام اللاعبين بتمركزاتهم والمراقبة اللصيقة لمهاجمى الترجى.

ولكن الأداء الدفاعى المميز للأهلى أثر سلبًا على الأداء الهجومى، فخرج «كولر» ورجاله من ملعب حمادى العقربى بالتعادل دون أهداف، وفى ظل قاعدة الهدف خارج الأرض سيشكل ذلك التعادل خطرًا كبيرًا على الأحمر، فكيف يعالج كولر أخطاء مباراة الذهاب؟ ولماذا يجب أن يبدأ أفشة أساسيًا فى لقاء العودة؟ وكيف يحسن أداءه الهجومى أمام الترجى؟ ولماذا يجب أن يبدأ أفشة اللقاء أساسيًا؟ وما علاج أخطاء مباراة الذهاب الدفاعية؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها فى السطور التالية:

قصور دفاعى رغم التألق فى مباراة الذهاب.. وأزمة فى التغطية العكسية للظهيرين

الأداء الدفاعى للأهلى فى مباراة الذهاب أظهر بعض القصور فى مباراة الذهاب، وكان الترجى قريبًا من استغلال هذا القصور فى الوصول لمرمى شوبير وهز الشباك، فعلى الرغم من الزيادة العددية فى الحالة الدفاعية للاعبى الأهلى، فإن تمركز مدافعى الأحمر فى كرات الترجى العرضية اتسم بالانكماش الدفاعى نحو جهة لعب الكرة، فوجدت مساحات للاعبى الترجى أمام منطقة جزاء الأحمر دون مراقبة من دفاع الأهلى أو لاعبى الوسط. ترحيل مدافعى الأهلى لتحركاتهم بالقرب من جهة حامل الكرة أوجد أزمة فى دفاع الأحمر فى عملية المراقبة الفردية ومنح رودريجو رودريجيز، مهاجم الترجى الفرصة لتسلم الكرة فى عمق منطقة الجزاء وخلق الخطورة، إما بمحاولة التسديد أو التمرير لأحد زملائه القادمين من وسط الملعب.

بجانب ذلك استمرت أخطاء التغطية العكسية فى الكرات العرضية من ظهيرى الجنب، وهى المساحة التى تلقى من خلالها الأهلى العديد من الأهداف فى بعض مبارياته الأخيرة.

أيضًا مدافعو الأهلى فقدوا تركيزهم فى بعض مواقف استحواذ الترجى وهجومه على الكرة وانجروا إلى محاولات إخراجهم من تمركزهم واندفعوا للضغط على حامل الكرة، وهى مجازفة غير محسوبة المخاطر، ففى حالة نجاح حامل الكرة فى تمريرها لأحد زملائه داخل المنطقة ستزداد خطورة الهجمة على المرمى.

عناد كولر فوت فرصة الانتصار المبكر.. والدفع برضا سليم مبكرًا ضرورى

«كولر» اختار الدفع بأكرم توفيق فى وسط الملعب بجانب مروان عطية وإمام عاشور، لمنح الفريق أفضلية عددية فى الحالة الدفاعية، وزيادة قدرته على الاستحواذ على الكرة، ولكن أكرم لم يقدم الأداء المطلوب منه، وكان أكثر لاعبى الأهلى فقدانًا للكرة، واستمر به «كولر» فى التشكيل حتى نهاية المباراة، بدلًا من إخراجه فى توقيت مبكر واستخدام أفشة لتقديم أدوار الاستحواذ وفرض السيطرة على الملعب مبكرًا، أو الدفع برضا سليم والتحول الخططى إلى «٤-٤-٢» بدخول بيرسى تاو إلى عمق الملعب، وتقديم أدوار المهاجم الثانى وزيادة الضغط على دفاعات الترجى واستغلال انطلاقات رضا سليم وقدراته المهارية فى المواقف الفردية مع المدافعين.

واستمر «كولر» على عناده فى تأخير التغييرات إلى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، فحتى إذا كان هدفه من اللقاء هو الخروج بنتيجة التعادل، فأداء الترجى الدفاعى كان كافيًا لتحريك النهم بداخله لخطف هدف خارج ملعبه، يسهل مهمته فى الإياب، ويتوجب عليه عدم التأخر فى إجراء التغييرات حتى الدقائق الأخيرة من لقاء الإياب واستغلال قدرات لاعبيه فى صناعة الفارق.

أفشة «مفتاح خنق» فى وسط الميدان.. وتحرير تاو والشحات الطريق للفوز

يحتاج لاعبو الأهلى للالتزام الكامل بتمركزاتهم والضغط على لاعبى الترجى من مراحل بداية بناء الهجمة بأكثر من لاعب، وتحرير حسين الشحات وبيرسى تاو من بعض الأدوار الدفاعية وإسنادها لثنائى وسط الملعب، لمنح الفريق أفضلية فى الهجمات المرتدة والارتداد السريع من الدفاع للهجوم، على عكس ما حدث فى مباراة الذهاب التى اعتمد الأهلى فيها على تمريرات إمام عاشور لوسام أبوعلى الموجود وحيدًا بين مدافعى الترجى، وهو ما حرم الأهلى من الاستفادة من أخطاء ياسين مرياح، قائد الترجى ومدافعه، فى المراقبة الفردية، وسهل من عملية خروج الفريق التونسى بالكرة من مناطقه الدفاعية.

أكدنا فى تحليل مباراة الذهاب أهمية وجود محمد مجدى أفشة فى التشكيل الأساسى للأهلى، ولم يستخدمه «كولر» فى تشكيله واختار الدفع به بدلًا من إمام عاشور فى الدقائق العشر الأخيرة، ليحصل الأهلى على أكبر نسبة استحواذ على الكرة فى المباراة.

ضم أفشة لتشكيل مباراة القاهرة يفيد الأهلى فى الاستحواذ على الكرة وفرض إيقاعه على اللعب من بداية المباراة، لإجادته التحرك فى المساحات بين خطوط الخصم، وكذلك توزيع الكرات بين زملائه ونزوله إلى عمق ملعب الأهلى وتسلم الكرة من المدافعين وقدرته على فك الضغط عن الفريق.

بجانب أدواره الهجومية، يجب أن يسند إلى أفشة أدوار دفاعية بمجرد افتقاد الأهلى الكرة فى التحرك مع وسام أبوعلى لتنفيذ الضغط على دفاع الترجى وحرمانهم من الخروج بالكرة بشكل صحيح، مع ترحيل إمام عاشور لمراقبة الظهير الأيمن للترجى وتحرير حسين الشحات للدخول لعمق الملعب والمساهمة فى الضغط على حامل الكرة.

فى هذه الحالة سيضغط الأهلى على دفاع الترجى بـ٣ لاعبين بشكل مباشر، ويتحرك إمام عاشور للضغط على الظهير وإغلاق الثغرة التى يخرج من خلالها الترجى من الدفاع للهجوم.

مع وجود بيرسى تاو بالقرب من وسط ملعب الترجى، تتزايد فرص لاعبى الأهلى فى استرداد الكرة والوجود الدفاعى فى وسط الملعب لحرمان لاعبى الترجى من خلق الزيادة العددية فى حالة استحواذهم على الكرة.

انطلاقات رودريجيز وإجادته التسجيل برأسه أبرز أسلحة المنافس

أهم ما يميز فريق الترجى هو اللامركزية فى التحركات بين لاعبى الخط الهجومى وخاصة المهاجم رودريجو رودريجيز ويان ساس، الجناح الأيمن، والاعتماد على نزول رودريجيز إلى وسط الملعب لسحب أحد مدافعى الخصم والتحرك لمراقبته لإيجاد ثغرة يتحرك خلالها يان ساس فى عمق الملعب، تزامنًا مع انطلاق محمد بن على، أو رائد بو شنيبة، من مركز الظهير الأيمن فى المساحة خلف ظهير الخصم الأيسر لتسلم الكرة الطولية من روجير أوهولو، لاعب الوسط الدفاعى وأحد أهم أسلحة خلق فرص الترجى.

انطلاقات رودريجيز داخل منطقة الجزاء وإجادته استخدام ضربات الرأس فى الكرات العرضية يعد من أهم أسلحة الترجى الهجومية، بجانب استخدام الركلات الثابتة والتى يعتبرها ميجيل كاردوسو، مدرب الترجى، مكملة لأساليب الهجوم.

ظهيرا الترجى وأداؤهما الهجومى سلاح ذو حدين إذ يتأخر كلاهما فى الارتداد الدفاعى، وهو ما ظهر فى مباراة الذهاب ومنح لاعبى الأهلى مساحة هجومية يمكن استغلالها للوصول للمرمى، وهنا يأتى الدور المهم للجناحين باختراق تلك المساحة وإجبار أحد المدافعين على الخروج من مركزه لسد الفراغ خلف زميله المتأخر فى الارتداد. 

كما يجب الاعتماد على استغلال ضعف ياسين مرياح وبطئه فى التحرك وعدم قدرته على إرسال التمريرات الأرضية بالشكل الصحيح، وسرحانه فى مواقف الدفاع الفردية، وهو ما يجعل الضغط عليه من قبل وسام أبوعلى أمرًا ضروريًا لاستغلال عيوبه.

تعد الركلات الثابتة من أهم الأسلحة التى يمكن للأهلى استغلالها فى ظل القصور الدفاعى وأخطاء التمركز التى يعانى منها فريق الترجى، ويتوجب على كولر تحفيظ لاعبيه بعض الجمل التكتيكية لتنفيذها فى الركلات الثابتة، بالإضافة إلى خلق الكثافة العددية الهجومية لفريقه فى استغلالها، وكذلك الضغط على الترجى من البداية لحرمانه من أى فرصة لاكتساب الثقة أو التفوق المعنوى على لاعبى الأهلى.

نجاح لاعبى الترجى فى إخراج بعض لاعبى الأهلى من تركيزهم فى لقاء الذهاب أمر لا يجب أن يتكرر فى الإياب، ويحتاج لاعبو الأحمر إلى الاحتفاظ بهدوئهم والتركيز فى المواقف الدفاعية وخاصة فى الكرات الثابتة الهجومية للترجى، والانضباط التكتيكى بمراكزهم والتغطية العكسية لمعانقة الأميرة السمراء للمرة الـ١٢ فى تاريخ القلعة الحمراء ومواصلة التربع على عرش القارة.