رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولات حاسمة وأوراق ضغط مؤثرة.. كيف قادت مصر العملية السياسية لحرب غزة؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن قيادة مصر جهود الوساطة لوقف الحرب الإسرائيلية في غزة أكدت دور القاهرة الريادي في الشرق الأوسط وعززت مكانتها الدولية، كما كشفت عن مدى قوة القيادة في مصر وفشل أي ضغوط غربية في التأثير على القرارات الداخلية في مصر.

مفاوضات هدنة غزة

وتابعت أن المسئولين المصريين يتابعون عن كثب ما يجري في واشنطن وتل أبيب ورام الله ومحيطها منذ اللحظة الأولى لاشتعال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، واستخدمت مصر كل أوراق الضغط لوقف هذه الحرب، ووصل الأمر للتهديد بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل بسبب عملية رفح البرية.

وأضافت أن مصر لم تتوقف عن تحذير إسرائيل بشكل علني وفي خطاب حاد من أي هجوم على مدينة رفح الحدودية من شأنه أن يزعزع العلاقات بين مصر وإسرائيل، والذي يعد أساسًا لكل اتفاقيات السلام والتطبيع بين إسرائيل والدول العربية.

وأشارت إلى أن مصر تعمل حاليًا على إعداد مقترح جديد يتضمن الإفراج عن المحتجزين وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة مرة أخرى، في ظل نقاط خلاف كبرى بين إسرائيل وحماس، حيث تطالب حماس بوقف كامل للقتال والعودة غير المشروطة لسكان غزة الذين تم إجلاؤهم، بينما تصر إسرائيل على العودة التدريجية لآلاف سكان شمال غزة وتصر على عودة جميع المحتجزين الأحياء، ويمكن القول إن الجولة الحالية من المفاوضات في القاهرة، قد تكون حاسمة.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 50 ألف فلسطيني عبروا الحدود من غزة إلى مصر في الشهرين الماضيين، بخلاف الجرحى ذو الإصابات الخطيرة.

وأضافت الصحيفة أنه في ظل التوترات بسبب حرب غزة، حافظت مصر على ضغطها على إسرائيل لوقف الحرب، وتدرك إسرائيل جيدًا أنه ليس من الجيد إثارة غضب القيادة في مصر، خصوصًا فيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة.

وأشارت إلى أنه بعد عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية من معبر رفح الحدودي، اتجهت مصر لإسقاط الإمدادات الحيوية جوًا، وتعمل حاليًا مع شركائها في الولايات المتحدة وقبرص والإمارات لتوصيل المساعدات بالكامل عبر البحر.

وتابعت الصحيفة أن هذه الحرب أثبتت مما لا يدع للشك أن مصر قوية وتتمتع بمكانة بارزة في العالم العربي والشرق الأوسط بغض النظر عن الاضطرابات الاقتصادية الناجمة من الأحداث العالمية، وإذا نجحت القيادة في القاهرة في إيقاف هذه الحرب، ستكون لها مكانة أخرى كأكبر وأقوى وسيط وجبهة دبلوماسية في الشرق الأوسط.