رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حنجرة بنى سويف الذهبية.. حكايات الشيخ طه الفشنى على لسان أهله وجيرانه (صور)

الشيخ طه الفشني
الشيخ طه الفشني

يعد الشيخ طه حسن مرسي الفشني، الشهير بالشيخ "طه الفشني"، ابن مركز الفشن بمحافظة بني سويف، واحدًا من أصحاب الحناجر الذهبية والتاريخ المشرف في القرن الماضي، وأسطورة في قراءته القرآن الكريم والتواشيح الدينية، فهو يعد كروان الإذاعة المصرية لصوته الذهبي ليُحفر بما حباه الله فى قلوب الجميع من صوت قوي وخاشع، ويعد من أهم العلامات فى دولة التلاوة، وفي شهر رمضان اعتاد المسلمون عامة والمصريون خاصة الاستماع إلى صوته بالإذاعة المصرية.

الشيخ طه الفشنى من مواليد مدينة الفشن عام 1990، حيث كانت قرية فى ذلك الوقت قبل تحويلها إلى مدينة، حيث التحق بكتاب القرية التى تتبع محافظة المنيا وهو فى عمر 12 عامًا، وحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين بالمنيا عام 1919، ليغادر بعدها إلى القاهرة لاستكمال دراسته بدار العلوم العليا ويقرر الرجوع مرة أخرى إلى مسقط رأسه الفشن بعد اندلاع ثورة 1919.

ومن هنا بدأت رحلة الشيخ الفشني فى دولة تلاوة القرآن الكريم والتواشيح الدينية، حيث التحق بالأزهر الشريف عام 1937، وكانت الصدفة فى انضمام الفشني إلى الإذاعة المصرية، حيث أعجب به سعيد لطفي، مدير الإذاعة المصرية فى ذلك الوقت، لحلاوة صوته وأدائه المتميز، ليجتاز كافة الاختبارات بنجاح ويلتحق بالإذاعة المصرية، ومن هنا بدأت مسيرة الشيخ طه الفشني فى النجاح فى القرآن الكريم والتواشيح الدينية حتى وفاته عن عمر 71 عامًا، تاركًا خلفه 286 تسجيلًا للقرآن الكريم، وحوالي 14 ساعة ابتهال وتواشيح يتم الاستعانة بها حتى الآن.

وأصبح الشيخ طه الفشني صاحب مدرسة كبيرة فى التلاوة والإنشاد الديني فى ذلك الوقت بسبب علمه الكبير بالمقامات والأنغام، حيث رتل القرآن الكريم بقصر عابدين ورأس التين على مدار 9 سنوات بصحبة الشيخ مصطفى إسماعيل، وليكون من أول القراء للقرآن الكريم بالتليفزيون بعد بداية إرساله داخل مصر والذين عملوا به، ويعد «ميلاد طه يا أيها المختار» من أشهر تواشيخ الشيخ طه الفشني والتى يحب أن يستمع إليها الجميع حتى الآن، بالإضافة إلى «سبحان من تعنو الوجوه لوجهه»، و«حب الحسين»، وأشهر التسجيلات لسورة الكهف والتى يحب أن يستمع إليها المصريون يوم الجمعة، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات، وما زال حاضرًا بصوته في قلوب الجميع حتى الآن بالدول العربية والإسلامية، وعرف بسفير القرآن الكريم، ما جعل له جمهوره الخاص يستمع إليه ولكلماته الجميلة التي تشد الانتباه.

«الدستور» انتقل إلى مسقط رأس الشيخ طه الفشني بمركز الفشن جنوب بني سويف، حيث ارتبط ذكر الشيخ طه الفشني بمدينة الفشن، والتي خرّجت العديد من المشاهير، منهم الكابتن ربيع ياسين نجم منتخب مصر والنادي الأهلي، وأمام منزله الذي يتواجد حتى الآن والشاهد على طفولة الفشني، فلم يكن ينسى مدينة الفشن وبيته بعد وصوله للعالمية.

وأكد خالد عباس، من أبناء مركز الفشن: إن الشيخ طه الفشني واحد من أساطير القرآن الكريم والتواشيح الدينية، وما زال صوته يتردد داخل منازل المصريين لصوته الندي، فمدينة الفشن تفتخر بأن الشيخ طه الفشني أحد أبنائها الذين خرجوا للعالمية، فعندما يذكر اسم الشيخ الفشني تذكر مدينتنا ما يزيد فخرنا بالشيخ الفشني.

وأشار على محمود إلى أن والده، رحمة الله عليه، كان يحكي عن الشيخ طه الفشني واصطحابه لمشاهير القرآن الكريم فى عصره لزيارة مدينة الفشن، وإقامة العديد من الأمسيات الدينية، فلم ينسَ مسقط رأسه حتى وفاته، فالجميع فخورون بالشيخ طه الفشني ونحكي لأولادنا وأحفادنا عن أسطورة دولة التلاوة الشيخ طه الفشني.

وأوضحت إحدى السيدات أن حماها خال الشيخ طه الفشني، وتحتفظ ببعض الصور التذكارية، ومنها أثناء قراءة الشيخ الفشني القرآن الكريم ويجلس بجواره الملك فاروق في ذلك الوقت، وصورة أخرى تجمع الشيخ الفشني بعدد من أقاربه أثناء حضوره حفل زفاف، مؤكدة أنها تحتفظ بالصور منذ زواجها من 50 عاما، "فالشيخ طه الفشني نتباهى ونفتخر به".

ووضعت محافظة بني سويف صورة الشيخ طه الفشني بالممشى السياحي الذي يحتوى على مجموعة من صور ومعلومات عن بعض المشاهير والأعلام والرموز من أبناء المحافظة، حيث تعمل بنظام الباركود (QR code) الموجود على اللوحة التذكارية، والتي تتضمن معلومات قيمة وتفصيلية عن الشخصية، تشمل اسمه بالكامل، محل وتاريخ ميلاده أو وفاته، المجال الذي برع وتميز فيه، وذلك بهدف تخليد وتكريم هذه النوابغ والأعلام، وتنمية روح الانتماء لدى أبناء المحافظة، وأن يحذوا حذو تلك الشخصيات التي كان لها تأثير ودور محوري في نهضة وطننا الغالي مصر في كل المجالات وعبر كل العصور.