شاطئ النخيل بالإسكندرية.. قاتل صامت يحب "المتهورين" ويحصد أرواحهم

لا يزال شاطئ النخيل يحصد أرواح الشباب، ويأبى أن يخرجهم من بين أمواج بحره المظلم، فهو بمثابة القاتل الصامت الذي ينجذب إليه المتهورين من الشباب الصغار ليكونوا على موعد مع الموت.

رحلة الموت 

في صباح يوم الخميس الماضي، توجه سيف الدين رمضان رشدى مع أصدقائه في رحلة من الجيزة إلى الإسكندرية قاصدين شاطئ النخيل للإفطار على البحر، وقبيل موعد الإفطار أراد الشاب العشريني النزول للبحر مع أصدقائه للسباحة وهم صائمين، ليجرفه التيار من بينهم ويختفي عن الأنظار وتبتلعه أمواج النخيل.

عمليات بحث استمرت فور تلقي البلاغ بغرق الشاب تشارك فيها قوات الإنقاذ النهري، وغواصين الخير المتطوعين،  وغواصين الشاطئ منذ مساء الخميس، ليظهر جثمان الشاب الغارق بين الحواجز الصخرية صباح أمس الثلاثاء، لتسجل ضحية أخرى للشاطئ الذي ابتلع العشرات على مدار الأعوام الماضية.

لم يكن ذلك الحادث الأول من نوعه، فشاطئ النخيل لديه طبيعة خاصة من لا يعرفها يتعرض للغرق، وبسبب تهور الشباب والنزول للبحر في غير الأوقات المحددة للسباحة، يصبح النزول للمياه خطرًا مؤكدًا في ظل التيارات المائية، وارتفاع منسوب المياه في أماكن عن غيرها بسبب الألسنة الصخرية السبعة الموجودة بالشاطئ.

سبب إغلاق شاطئ النخيل لمدة 3 أعوام

في يوليو 2020، تم إغلاق الشاطئ بأمر النيابة العامة، بعد غرق 11 فردا بمياه الشاطئ واستمرار البحث عن مفقودين آخرهم كان الشاب "شادي" الذي استمر البحث عن جثمانه لمدة 13 يومًا، ورغم إغلاق الشاطئ والتأكيد على عدم نزوله بسبب خطورته، شهد خلال سنوات الإغلاق العديد من حالات الغرق بسبب تسلل العديد من الشباب إليه خاصة في الأوقات المبكرة وعدم الانصياغ للتحذيرات.

في أبريل الماضي وبعد مرور قرابة الثلاث أعوام على إغلاق شاطئ النخيل بقرار من النيابة العامة، أعلنت محافظة الإسكندرية، عودة فتح الشاطئ مع وضع ضوابط واشتراطات للسباحة لحماية أرواح المواطنين وتجنبًا لحدوث حالات غرق.

ضوابط إعادة فتح شاطئ النخيل

وتضمنت الضوابط والاشتراطات تعيين 30 فرد إنقاذ من الأفراد المؤهلين فنيا والحاصلين على رخصة منقذ شواطئ معتمدة من الاتحاد المصري للغوص، وتوفير 4 «جيت سكى» متواجد بصفة دائمة داخل البحر لتأمين طول الشاطئ، كذلك أدوات الإنقاذ المعتمدة من الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ.

كما تم التأكيد على المستأجر بالالتزام بتنفيذ المناطق الآمنة  للسباحة والتى تم تحديدها بمعرفة اللجنة الفنية بالاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ عن طريق حبال وخطوط عائمة مع وضع أعلام إرشادية، وإقامة 4 نقاط للإسعاف موزعة على طول الشاطئ ومجهزة بكافة الإسعافات الأولية المطلوبة للحالات الطارئة، وعمل برج للمراقبة على الرمال قبل أول حاجز أمواج وبرج مراقبه آخر بعد آخر حاجز  ويوزع عليه منقذ أعلى البرج ومنقذ آخر أسفل البرج، مع وضع لافتات تحذير ومنع النزول في المناطق الفاصلة بين الحواجز.